إحتفالية ميلاد عام جديد تدعونا للمشاركة بضحكة ديمقراطية ذات قهقهات مليونية , وتطلعات فردية خالدة , محلقة في فضاءات التعبير الخلاق عن الإذهاب (من ذهب وما ذهب لأنه قد تحول إلى ذهب) , والمقصود بها أفعال تريك العجب , وما أكثرها في مجتمعات تدججت بدنابيس الديمقراطية , المرصعة بجواهر الأنانية العدوانية والإذهابية , وإن لم يعجبكم الذال فاقلبوه لحرف التمرغ بالآثام البشرية !
ضحكة ديمقراطية خالدة , تتواصل أنغامها المعزوفة على أوتار الأوجاع الشعبية , المصنوعة من أحلام وتطلعات البؤساء المقهورين بحياتهم , منذ أن كانوا نطفا في الأرحام , حتى أصبحوا أرقاما في مطحنة الخطايا والآلام الأبدية!
ضحكة ديمقراطية ترتعد بين صفوف مجتمعات هبت عليها رياح التغيير فأحالتها هشيما , وكأنها إعصار كاترينا وقد تحول إلى نظرية سياسية , إقتلعت الديكتاتورية والفردية , وأوجدت أعاجيبا تحتشد فيها أوجاع آدمية , بكثافات تدميرية بمتوالية هندسية عاتية!
ضحكة ديمقراطية تتواصل في بلدان أعلنت الحرب على أهلها , وتحررت من وطنيتها وقيمها ومعتقداتها وأخلاقها وتراثها ومعارفها وتوجهاتها السامية , وراحت تحفر المغارات والجحور وتدفع إليها الجموع المعتقة بقوارير الحرمان والتبعية!
ضحكة ديمقراطية تجود بها القِوى المؤيَّدة بقدرات المصالح والتطلعات الإقليمية والعالمية , المتربعة على فوهات آبار نفط مستلبة مرهونة , ومعتقلة في زنزانة القبضات الفتاكة العالية , حتى لتنساب الدموع على وجنات الوجوه الغافية السكرى بنبيذ المغامرات وصديد الويلات , والمتغرغرة بنجيع عروق عطشى للحرية!
ضحكة ديمقراطية , هستيرية , لأن أصحابها قد ولدوا بلا فصوص أدمغة أمامية , فإنفلتت قدراتهم الإنفعالية , واختلط حابلها بنابلها , وحقها بباطلها , وكذبها بصدقها , وطاشت سهامها وأحلامها , حتى لأصبح الرامي ينحر ذاته , ويحسب أنه يرمي غيره , فيذرف ما فيه من أسباب حياة , ويُلقى على قارعة طريق الضحكات العمياء العبثية!
ديمقراطيتنا الحبلى بالأسماء والمواليد , والواعدة بعواصف ترابية شرقية غربية , والهابطة بمظلات التقدمية , وعلينا وعليكم أسمى التبريكات الهمجية!
فاضحكوا ضحكة ديمقراطية جذابة , في عامنا الديمقراطي السعيد , فما أحلى الديمقراطية , وما أروعها من لعبة , وأجملها من قميص يستر جميع عوراتنا العصرية!!