يخوض ابناء العشائر واحرار الأنبار معركة مفتوحة ضد عناصر القاعدة الذين احتلوا العديد من المدن في المحافظة ، واذ تنجز هذه المجاميع الشبابية واجبها الأخلاقي والوطني في تحرير أرضها واجوائها من هذه ان العاهات البشرية المتوحشة ، فأن المهمة لم تكن بمعزل عن اسناد قطعات الجيش وافراد القوات الأمنية . من يخوض المعركة ضد داعش وجماعات القاعدة وفلول المجرمين ، جلهم من المعتصمين الذين صمدوا سنة كاملة وهم يطالبون بهتافات سلمية وصلوات استغاثة ان تستجيب الحكومة والبرلمان لمطاليبهم ، لكن ..، ويسمع اذا ناديت حيا …! الحكومة اليوم مدعوة ان تنزل عن صهوة الأستعلاء والغرور ،وتسلم بالأمر الواقع بأهمية تنسيق المواقف مع ابناء الأنبار والأستماع لآرائهم ومطاليبهم ، فهم الرصيد الحقيقي والقوة الفاعلة في حسم المعركة ضد القاعدة والأجندات التي تسعى لجعل ساحة التخندق والأحتراب الطائفي تمتد من اطراف دمشق الى حدود بغداد . قبل عام كنا ندعو الحكومة ان تصغي لمطاليب المتظاهرين والمعتصمين ، وترسيخ جسور العلاقة مع الشخصيات الوسطية والمعتدلة التي تقدم الحوار والمصلحة الوطنية بدلا من اختيار السلاح ، وانفتاح الآفاق امام العناصر المتطرفة التي تنقل شرورها تحت غطاء انقاذ اهل السنّة…!؟ احداث مدينة الرمادي والمعارك التي تدور الآن لتطهير الفلوجة تعطي درسا اضافيا للحكومة بأهمية ادراك جملة من الحقائق ، ولعل ابرزها خطأ الاستبداد بالرأي والاستفراد بالقرار دون مشاركة الحلفاء ، وتحقيق الإجماع الوطني والحشد الشعبي . الشيء الأكثر أهمية ان الحلول التي تتاح في فضاء الحوار السلمي واحترام إرادة الآخر ، تأتي بمكاسب وانجازات تعفي الحكومة والدولة من خسائر وفضائح في غنى عنها .. ارجو ان تبلغ الدلالة اهدافها ..!
[email protected]