منذ مدة اكتملت في فينا بنود الاتفاق النووي واصبح جاهزاً للتوقيع بعد الانبطاح الامريكي والتنازلات المخزية التي قدمتها امريكا لايران بعد استقتال ادارة بايدن على انهاء هذا الملف بأي صورة كانت لهذا قبل التوقيع على الاتفاق فتحت كثير من الابواب لايران لتحصل على المليارات فضلاً عن التغاضي عن تصدير النفط لتحفيزها على قبول التوقيع .. لكن هناك سؤال يتبادر الى الذهن بعد كل هذا الانبطاح الامريكي ما سبب تأخير التوقيع وعدم الاعلان عن تفاصيل بنود الاتفاق .. الجواب هناك عقبة مهمة تواجه توقيع الاتفاق وهو ان ايران مصرة على ان تقدم امريكا ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق عند قدوم ادارة امريكية جديدة كما حصل مع ادارة ترامب وهذا الضمان لايمكن ان يحصل من دون عرض الاتفاق على الكونغرس الامريكي للمصادقة علية لانه في حال المصادقة حسب القوانيين الامريكية يتحول الاتفاق الى معاهدة دولية تسجل في الامم المتحدة وتكون ملزمة لجميع الاطراف الدولية ولا يتمكن اي طرف من الانسحاب او الاخلال في بنود الاتفاق ولكن ادارة بايدن تتخوف من عرض الاتفاق على الكونغرس بسبب وجود 49 عضو جمهوري معارض للاتفاق فضلاً عن وجود عدد من النواب الديمقراطيين غير مقتنعين بالاتفاق خصوصاً هناك كثير من البنود المبهمة او المخفية وبذلك لو انضم اثنين من النواب الديمقراطيين للنواب الجمهورين يسقط الاتفاق برمته ويكون غير ملزم وبامكان أي ادارة امريكية قادمة من الغائه كما حصل مع اتفاق 2015 في عهد الرئيس اوباما والذي الغاه الرئيس ترامب كما هو معروف وبذلك يصبح الاتفاق هش كأي اتفاق لا سند قانوني له اي مجرد اتفاق نابع من تعهدات اخلاقية بين اطراف جميعهم لا اخلاق لهم ولا عهد ولا مصداقية وتسيرهم المصالح لا غير وعندما تنتفي المصالح تسقط العهود والالتزامات لذلك ايران تصر على ضمانات من قبل الجمهوريين قبل الديمقراطيين وهذا لم يحصل الا من خلال توافق بين غالبية اعضاء الكونغرس لغرض المصادقة على الاتفاق كما مبين وهذا شبه مستحيل لذلك بايدن يتخوف من عرض الاتفاق على الكونغرس وهذة المشكلة تجعل الاعلان عن الاتفاق معلق بالرغم من ان ايران كانت ترغب في اطالة المباحثات وحتى تعليقها لكي تتمكن من تخصيب ما يمكن تخصيبه من اليورانيوم لغرض انتاج القنبلة النووية بعدما كانت تهدد وتتبجح في زيادة نسب التخصيب الا انها في الاونة الاخيرة لم تعلن عن ذلك ولم تهدد بزيادة التخصيب بسبب التهديدات الاسرائيلية بالتصرف بما يمليه امنها القومي وعدم اعترافها بما ينتج عن الاتفاق الجديد الا ان اسرائيل كانت مقيدة ومتوجسة من الموقف الروسي الذي كان يعارض الضربات الاسرائيلية على المواقع الايرانية في سوريا اما اليوم اسرائيل لم تعد تحسب حساب لروسيا كحليف لايران لان التحدي الايراني كان استقواء نابع من الموقف الروسي المساند لها بينما روسيا اليوم في ورطة والعقوبات تنهال عليها من كل حدب وصوب وهي مشغولة في حرب كانت تتوقع حسمها في ايام لذلك بعد هذة المستجدات يصعب على روسيا دعم ايران لو اندلعت حرب بينها وبين اسرائيل واستحالة فتح جبهة جديدة للدفاع عن حليف مراوغ ومنافس لها في سوريا .. وكذلك الصين التي لديها خطوط حمراء على الحروب وحدود دعمها لا يتعدى الجانب الاقتصادي والتجاري لان سياستها تأخذ اكثر من ما تعطي .. بمعني ان قوة وصلابة موقف ايران في تراجع لذلك سوف تقبل بالتوقيع على الاتفاق حتى ولو كان هشاً من دون حصول على ضمان من الكونغرس وذلك من اجل استثمار ما يمكن استثماره من فوائد تنجم عن الاتفاق واستعادة اكبر قدر من اموالها المجمدة لفك ضائقتها المالية وبعد ذلك لكل حادث حديث.