11 يناير، 2025 10:11 ص

“الحجتية” وطالبان الإيرانية .. تحت عباءة “علم الهدى” (1)

“الحجتية” وطالبان الإيرانية .. تحت عباءة “علم الهدى” (1)

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

لو لم نقل إن؛ “أحمد علم الهدي”، مبعوث المرشد؛ “علي خامنئي”، في “خراسان الرضوية”، تصدر الأخبار باستمرار إلا أنه احتل صدارة أخبار رجال الدين في “إيران” على مدى الأسبوعين الماضيين. فقد عارض في البداية؛ “القرار الوطني”، وفق “اتحاد الكرة الإيراني”، وحال دون دخول النساء إلى الاستاد، ودفع “إيران” باتجاه الحرمان من المشاركة في كأس العالم، وبعد ذلك تدفق أنصاره على الشوارع وهبوا لإمتداحه والثناء عليه بحضوره، وأنشدوا له: “علم الهدى، المعلم علم الهدى”، تلك الأنشودة التي تشمل أصوات أنصار “الجمهورية الإيرانية”؛ الذين يُقارنون “علم الله” بالمرشد الأول؛ “روح الله الخميني”، بحسب دراسة لـ”أمير فرشاد إبراهيمي”؛ في موقع (إيران بريفينغ).

وفي خطبة الجمعة الماضية؛ انتقد ضمنيًا عدم التصديق على مشروع تقييد الفضاء الإلكتروني؛ وقال: “البرلمان يبتدع خرافة كل يوم، إذ يُمرر مشروع المحافظة على الأصوات في يوم، وفي اليوم الآخر يرفض… لقد بلغ العدو الحلقوم، فلماذا هذا التأخير ؟”.

مكانة “علم الهدى” السياسية..

مفهوم “الحجتية”؛ في الأدب السياسي الاجتماعي للشعب الإيراني، يحيط به الغموض منذ سنوات، ولم تُعد وسائل الإعلام تتحدث عن المسألة؛ ولا نرى أثر لأكثر الجماعات الدينية والسياسية تطرفًا، والسؤال: هل بلغت “الحجتية” النهاية ؟.. الإجابة واضحة: لا؛ لكن لم تُعد لا الوسائل الإعلامية ولا الشخصيات الدينية والسياسية تتحدث عن الموضوع، وتلك المسألة أكثر إثارة للتعجب !.

كيف نشأت “الحجتية” ؟

سوف نتطرق للحديث عن ظاهرة الثورة والأنشطة السياسية من واقع مذكرات ومواقف البعض من رجال الدين والسياسية في إطار قراءتنا لمجالات تبلور وتأسيس وتشكيل “الحجتية”.

فلا مفر عند الحديث عن مجالات تشكيل “الحجتية”، عن الاهتمام ببعض الحوازت المختلفة والمتناقضة أحيانًا، لكن أبرز مجالات تشكيل التيار المعروف باسم: “الحجتية”، هو وجود فرقة باسم: “البهائية”، التي تتعرض للتنكيل باستمرار من جانب المسلمين.

و”البهائية”؛ بدورها نشأت عن الفرقة المعروفة باسم: “البابية”. وقبل قرابة قرن ادعى: “ميرزا علي محمد”، (البابية)، وأنه مندوب عن “إمام العصر” قبل أن يدعي “المهدوية” وتأسيس فرقة “البابية”؛ التي كانت مصدر نشأة “البهائية”.

ولطالما تعرضت هذه الفرق منذ النشأة إلى التنكيل من جانب التيارات الإسلامية، لكن لأسباب سياسية سارعت الحكومات؛ آنذاك، والتيارات السياسية إلى دعم هذه التيارات المذهبية للنفوذ بين أبناء الشعب، وبخاصة الشباب والأهم الحوازات العلمية.

وإنطلاقًا من دعم القوى الاستعمارية لـ”البهائية”، فهي تتمتع بتركيب متناغم ومنظم ونجحت في تحقيق الإنجازات.

على النقيض؛ لا تمتلك الجبهة المعارضة لـ”البهائية” تشكيل متناغم يستطيع المواجهة ضد الأنشطة البهائية. وقد بلغت أنشطة البهائية ذروتها في العشرينيات والثلاثينيات، حيث كانت تُمارس أنشطتها بشكل علني.

في ظل هذه الظروف؛ أسس الشيخ “محمود ذاكر زاده تولايي”، المعروف: بـ”الشيخ الحلبي”، المتبحر في أصول وفنون الكلام، جمعية ضد “البهائية”، وقد حظيت بترحيب المحافل الدينية والمسلمين والشباب بسبب نفوذ “البهائية” في الدولة.

وقد تمكنت الجمعية المناوئة لـ”البهائية”، بقيادة “الشيخ الحلبي”، من تحقيق الكثير من الإنجازات لما كانت تمتلك من إمكانيات قوية.

بداية ظهور “الحجنية”..

بخلاف ذلك؛ يربط البعض بين نشأة “الحجنية”؛ وانقلاب (28 مرداد)، واعتقال القوى الوطنية والدينية الناشطة في نهضة المقاومة الوطنية.

فلقد فرضت حكومة الانقلاب؛ حالة من القمع لكل أنشطة الفصائل السياسية الدينية وغير الدينية. ولأن “الحجتية” منذ نشأتها، رفعت العلم الأبيض غير السياسي لم تواجه بممانعة من جانب الحكومة، بل قيل إن الحكومة دعمت تأسيس مثل هذه التيارات لأن القوى التي كانت تبحث عن أنشطة اجتماعية كانت تستهلك طاقتها في الأمور الاجتماعية الدينية غير السياسية.

ولائحة تأسيس “الحجتية” تؤكد أن الحركة تأسست لأنشطة علمية، وتعليمية، وتقديم خدمات اجتماعية مفيدة، وتستلهم تعاليم الإسلام العليا والمذهب الشيعي الجعفري، بغرض تقديم تربية إنسانية جديرة وملتزمة بالتقوى والإيمان؛ وكذلك إصلاح الجوانب المادية والمعنوية للمجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، يربط البعض بين القوى الاستعمارية وظهور “جمعية الحجتية”؛ حيث يعتقدون أن تأسيس الفرق والفرق المضادة من جملة سلوكيات الاستعمار لإشغال المقاومة والشعوب.

ومع الأخذ في الاعتبار لكل من الأسباب السابقة؛ فقد تأسست “جمعية الحجتية المهدوية الخيرية”؛ في انقلاب (28 مرداد)، على يد: الشيخ “محمد الحلبي”، كما أسلفنا.

وفي الجزء الثاني من الدراسة؛ سوف نناقش أسباب ودافع الشيخ “الحلبي” لتأسيس “الحجتية”، والهيكل التنظيمي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة