(( أن المراقب للشأن العراقي الحالي يعتريه الخوف والقلق لما ستؤول له الأحداث الجديدة على الساحة الأمنية على وجه الخصوص ومن السيناريو السياسي الجديد المعد له والطبخة التي تُحضر له في مطابخ السياسة الداخلية والخارجية المعادية له حيث نرى عن كثب ما يجري على أرض الواقع في العراق والأحداث السريعة المتصاعدة وتيرتها والتي تُنذر بالانفجار في أي لحظة ولا يمكن السيطرة عليه إلا بخسائر جسيمة يدفعها الشعب العراقي وخصوصا ونحن نرى جذوة النار تتأجج من تحت الرماد وعلى وشك اتقادها بيد أصابع خفية تحركها مستغلة وضع العراق السياسي المتأرجح القلق وهشاشة النظام الأمني فقد زادت همة العمل الخبيث للقوى المعادية للعراق التي نوهت وحذرت منها وهو الاقتتال الشيعي الشيعي لأضعاف قوته وإمكانياته والتي بدأت بوادرها الآن على أرض الواقع وبقوة والمواطن البسيط هو الضحية .
أن الخوف من الانفلات الأمني الذي يلوح في الأفق لا سامح الله إذا لم يُستوعب ويجد له حلولا سريعة على كافة الأصعدة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والأمنية فالعراق مقبل على نار عظيمة سريعة الاشتعال تأكل الأخضر واليابس وتدمر ما قدمه الشعب العراقي من تضحيات يتلاعب بلهيبها أناس لا يريدون للعراق خيرا ولا هدوءا ومن مصلحتها أبقائه على هذا النحو الضعيف المنهار لتمرير مشاريعها الخبيثة فالفتنة بدأت بوادرها ولعنة الله على من أيقضها فالعتب على الذين ندعي انتمائنا لهم وهم العرب الغير بعيدين عن هذه الفتنة بصمتهم اتجاهها حيث تركوا العراق وشعبه لوحده في حلبة الصراع متفرجين جلوسا مع المشاهدين متلذذين بمعاناته ولم يحركوا ساكنا كأن الأمر لا يعنيهم لكن ليعلموا أن النار إذا استعرت وعلا لهيبها وخرجت عن السيطرة في العراق فلن يكونوا بعيدين عنها فقد أداروا ظهورهم له امتدادا لمواقفهم السابقة وهذا ديدنهم كأن يُراد للعراق أن يُعاقب بشتى الوسائل إشباعا لرغباتهم المريضة المقيتة فلم نجد أي موقف موحد أو بادرة خير ملموسة تلوح في الأفق تساهم في حل مشاكل العراق والنهوض بواقعه على أقل تقدير عرفانا منهم لمواقفه المشرفة مع العرب على امتداد قرون عدة فهل سيترك العراق وشعبه هكذا لوحده عرضة للمؤامرات وساحة تصفية حساب الآخرين ومشاريع خارجية تُحاك ضده أما آن الأوان لهذا الشعب أن يلتقط أنفاسه ويستريح من معاناته بمساعدة من يدعون أخوانه ويتشدقون بالعروبة والدين والإنسانية التي صدعت رؤوسنا منذ زمن بعيد فالعراق الذي أعطى كل شيء للعالم والعرب لا يستحق هذا الدمار والخراب المبرمج فالدور المهم الآن وفي هذه المرحلة الصعبة من وجود العراق وشعبه هم العقلاء من القوم والساسة ورجال الدين ورجال الفكر الذين يملكون التأثير في القرارات أن تكون لهم كلمة الفصل في الحفاظ على السلم المجتمعي من الضياع فعلى العقلاء أن تكون له كلمة في الحلول الجذرية لواقع العراق قبل الانهيار والعودة إلى المربع الأول من الفوضى والانزلاق في الفتنة التي تحاول تأجيجها قوى الظلام بعد ما تنفس الصعداء قليلا وإيجاد الحلول السريعة ذات التأثير المباشر في التهدئة قبل فوات الأوان من باب الحرص على الوطن والحفاظ على هوية العراق وتفويت الفرصة على المتربصين به شرا وإفشال تحركاتهم الخطيرة ونحن على يقين تام أن للعراق رجالا يمتلكون كل المقومات من العقلية الراجحة والوطنية الشريفة إذا ما أعطيت لهم الفرصة والعمل بمساحة مريحة لأداء مهامهم لأن العراق مازال بخير ما دام هناك قلب عراقي ينبض )