من يقف وراء أعياد مايسمى برأس السنة الميلادية ؟
أقول لكم جميعا : ليست هذه أحتفالات نبوية , سموها ماشئتم ولكن لاتنسبوها لذكرى نبي مقدس بعث بالهداية مبشرا بنبي السلام محمد بن عبدالله “ص”
هل يمكن تغيير ثقافة ألاحتفال برأس السنة الميلادية ؟
هذا هو عمل العقول النيرة التي تتحدى الصعاب وتقاوم ألارهاب حقا , فمن هو المتحدي منكم , وغدا تنتظركم : الغاشية , والقارعة , والصاخة , والواقعة , والسماء كالمهل , والجبال كالعهن المنفوش , وألارض المرجوجة , والبحار المسجورة , وما تسمونه اليوم ” تسونامي ” ستتبعه ” تسوناميات كثيرة ثقيلة لاتدفعها الصواريخ البلاستية , ولا القنبل الذرية , ولا توقفها التقنيات ألالكترونية التي ستنام نومة العدم , ولا ينفع العاملون عليها يومئذ ساعة الندم يتساوى فيها العرب والعجم .
لنسأل أنفسنا هذه ألاسئلة التي لايزهد فيها ذو عقل ومعرفة :-
ألالعاب النارية هل هي ظاهرة أحتفالية ؟
بابا نويل ماعلاقته برأس السنة الميلادية ؟
ماعلاقة أحتفالات رأس السنة بميلاد السيد المسيح ؟
الحفلات الصاخبة والماجنة أهي لرأس السنة الجديدة أم لميلاد السيد المسيح ؟
أين موقع هذه ألاحتفالات من الفرح الحقيقي للناس ؟
من يقف وراء أحتفالات رأس السنة الميلادية ؟
هل هم ألانجيليون المبشرون ؟
أم التوراتيون الذين يسخرون الدين لمصالحهم , وينسون الرب ؟
تندفع جموع كثيرة كل سنة وفي مثل هذه ألايام للمشاركة أو للفرجة على فعاليات مايسمى بأعياد الميلاد , حتى أصبحت دبي تنساق وراء التباهي بألالعاب النارية لتدخل سجل ألارقام القياسية لموسوعة ” جينيس ” , وتنسى فقراء غزة المحاصرين بالحقد الصهيوني , مثلما تنسى الاجئين السوريين الذين تسبب البترودولار العربي في محنتهم
وأذا كان الفرح هو الدافع وراء ذلك , فالناس من حقها أن تفرح , ولكننا نجد أن بواعث الحزن وألالم أكثر من بواعث الفرح , فهناك محرضات كثيرة تعمل على سلب الحرية والحقوق لتصنع الجوع والخوف والمرض وألالم حتى لتنتهي بالفقر حزاما يلف الملايين من البشر , وهؤلاء الاجئون يفترسهم البرد والجوع , والمانحون يكتفون بمؤتمرات فنادق الدرجة ألاولى ليخطفوا ألاضواء والشهرة لدوام سلطتهم وسلطانهم الذي يختزن التبختر وألامرة .
من جانب أخر نجد التباهي والسباق بألالعاب النارية في أعياد مايسمى برأس السنة الميلادية ” وأقول مايسمى ” لآن السيد المسيح لم يولد في هذا التاريخ وأنما بتاريخ ” 24″ كانون ألاول , وليلة 25|12| هي ليلة ميلاد السيد المسيح ” عيسى بن مريم عليه السلام ” وليست ليلة 31| 12 ولا يوم 1|1 فكيف زحف هذا التاريخ ؟ ومن يقف وراء تغييره ؟
وهل يصح أن يحتفل بميلاد نبي من أنبياء الله بهذه الطريقة التي تسفك فيها الخمور , وتعقد حلقات الرقص الماجن , ويتعالى صخب الغناء ألاباحي ليصبح التدليك العاطفي المبتذل رسائل القلوب الفارغة من أستحقاق الذكر الذي تخشع له جنبات الكون .
أن أحتفالات سدني في أستراليا التي بلغت كلفة ألالعاب النارية فيها ” ستة ملايين دولار أسترالي , في حين لاندري كم كلفت تلك ألالعاب في دبي التي يقال أنها كانت ألاكثر , وشاركت شنغهاي الصين مع ولايات أمريكية في سباق ألالعاب النارية التي لاطائل من ورائها سوى دهشة النظر للحظات , ثم يصحوا الناس بعدها على واقعهم المرير بالمعاناة التي أصبحت شعوب أوربا على شفا الهاوية منها , بينما ظهرت أثار ألانكماش ألاقتصادي على أمريكا العملاقة بأنسحابها من ساحات كثيرة تجنبا للحرب لاورعا وحبا بالسلام وحق الشعوب , بل خوفا من أفلاس يهدد بتفجير داخلها الذي لاينسى بشريته عندما تكضه جائحة الجوع وتستبد به الحاجة للآخر .
أن ألاسراف في مايسمى بأحتفالات أعياد الميلاد ينبع من ثقافة لاتنتمي لروح ميلاد السيد المسيح , وقد عرفنا البون الشاسع بين الحدثين من حيث الزمان , ومن حيث المكان ” حيث ظلت ” بيت لحم ” منسية ألا من سواح لايحققون معنى الزيارة في معانيها المخلدة بالحضور البهي لمكان تحف به أجنحة الملائكة ورحمة الرب , ومن يعرف قدسية الزمان وقدسية المكان يتماثل مع تراجيديا المظهر كما تماثلت راهبات معلولا اللواتي أصبحن سبيات وأسيرات عند علوج التكفيريين ألارهابيين الذين حولوا كلمة ” الله أكبر ” من معانيها السامية في التحرر والخلاص من شرور الدنيا وشياطينها الى سجن ترتهن فيه القيم وتنتهك فيه ألاعراض وتسفك الدماء وتمتشق فيه البنادق بأستعراض عضلي يطفح بالمراهقة والصبيانية , وتشوه فيه المبادئ , ويذل فيه مؤمن حتى يلقى ربه .
أننا بحاجة الى أعادة النظر بأحتفالات أعياد الميلاد من حيث المظهر والمضمون ليبقى الفرح صرحا من صروح السعادة الحقيقية ومعنى من معاني الثقافة الرائدة التي تجمع بهجة الروح والجسد , وتصنع جسور التلاقي بين الدنيا وألاخرة .