بغض النظر فيما اذا كنا نتفق او نختلف كليا او جزئيا مع محمود الصرخي فأنه لايجوز لا حد حسب كافة المباديء والأعراف والقوانين المدنية او الدينية او الوضعية ان نقابل الخطأ بخطأ اشنع منه او حتى مثله. ان ما قام به البعض من احراق مساجد بما فيها من مصاحف وكتب وتهديم مساجد أخرى والتهديد بالقتل او لعن زوجات النبي او وصف المخالفين باوصاف نابية هذه كلها وغيرها اعمال لاتقل عن الإرهاب الذي اتى به داعش. كما وان هذه الأفعال تتنافى تماما مع مباديء الدين الإسلامي وسيرة اهل البيت (عليهم السلام).
عندما بعث (مسيلمة الكذاب) برسل الى النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لكي يتقاسم الأرض معه كان ان قال لهما رسول الله بأنه لولا ان الرسل لا تقتل لقتلتكما بعد ان استمع اليهما بكل هدوء وهذا القران الكريم يقول ان الرد حتى مع المشركين والكافرين يجب ان يكون بالتي هي احسن (أي الكلمة والحجة والدليل) حيث قال عز من قائل: ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. أي ان من ذلك الاحتجاج عليهم بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها. اذ ان الحرق والتهديم والتهديد لها مردودات معاكسة حيث انها تثير التعاطف والشفقة من عامة الناس والمنظمات الإنسانية مع المستهدف وضد الفاعل مهما كان القصد بعكس الكلمة والحجة علما بان القوة هي سلاح من لايمتلك دليل. ولقد نهى الله تعالى حتى من سب الكافرين والمشركين او الهتهم لكي لا يثيرهم فيسبوا الله: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. كما وان اعمال الحرق والتهديم وما شابهها قد تؤدي الى ردود أفعال من الجانب الذي تضرر مما لايحمد عقباه خاصة مع وجود فشل سياسي تام في الدولة العراقية بسبب النظام السياسي الفاسد والقائمين عليه. ومما يزيد الامر سوءا هو غياب الدولة وعدم اكتراثها بمن يقوم بالتهديم والحرق فيما اذا كان يمتلك ميليشيات مسلحة. كان المفروض بالجهات الأمنية والقضائية بمحاسبة الذين قاموا بالتهديم والحرق والاعتداء ولعن أمهات المؤمنين من زوجات النبي وهو شأن لايقل عن ما قيل بخصوص (تهديم القبور). ان لعن زوجة النبي يثير الامتعاض والاشمئزاز ويؤدي الى تأجيج الطائفية المقيته وليس له علاقة الا اذا كان المقصود منه ومن كل هذه الزوبعة أغراض سياسية من دول إقليمية لاتريد الاستقرار للعراق مهما كلف الثمن لكي تمرر اجنداتها ولو أدى ذلك لسفك المزيد من الدماء و الجميع يعلم ان مسألة كهذه تثير عواطف الناس دون التمحيص والتدقيق والتريث وهذا ما يمكن ملاحظته من الجمع الذي انفعل دون ان يعلم بعاقبة الامر وماذا يراد به. وكما يقال لاتزر وازرة وزر أخرى فلماذا اعتقلت قوات الامن العديد ممن ليس لهم دخل في التصريحات المعنية كما وانها فشلت في منع واعتقال الذين تسببوا بالتهديم والحرق واللعن وغيرها وهذا كله فشل يضاف الى فشل حكومة تصريف الاعمال الحالية.