19 ديسمبر، 2024 1:05 ص

حسن العلوي.. هل يتولى رئاسة الوزراء في العراق؟

حسن العلوي.. هل يتولى رئاسة الوزراء في العراق؟

يعد السياسي العراقي البارز والمستقل حسن العلوي من أكثر سياسي العراق قدرة على تشخيص الواقع العراقي وفي الغوص في مكنوناته وسمات مجتمعه، وهو يعد من وجهة نظري بمثابة ظهور لولادة أفكار ورؤى عالم الإجتماع العراقي الكبير(على الوردي) ، بل هو (علي الوردي الجديد) بلقب العلوي، وهو مجدد لأفكاره في الكثير مما يقال عن حقيقة المجتمع العراقي ، إن لم يتفوق عليه في قدرته على التنبؤ وبعد النظر في تأشير ملامح المستقبل العراقي ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

وخلال حواره الأخير المثير واللافت النظر للجميع الذي أجرته معه قناة الشرقية ليلة الثالث عشر من نيسان 2022 ، كانت طروحات الأستاذ حسن العلوي عن مختلف أنماط الحكم في العراق ، هي الأكثر جرأة والأكثر قدرة على إستشراف واقع العراقيين كشعب وساسة ومجتمع ، ولم يخف العلوي رغبته في أن بمقدوره تصحيح المعادلة العراقية والانتقال بالسياسة في هذا البلد الى الحالة الأفضل ، لو تم إختياره من قبل السيد مقتدى الصدر لمنصب رئاسة الوزراء ، كونه (الشيعي العلوي) الوحيد الذي يحظى بـ (المقبولية) من كثير من العراقيين ، وهو بمقدوره (إعادة التوازن) الى المعادلة العراقية التي تعرضت لإختلالات كبيرة ، وهو القادر ايضا على المحافظة بأن تبحر سفينة العراق عند شاطيء السلام الاستقرار، بعد أن يعيدها من أمواجها المتلاطمة وسط البحار، وترسو عند شواطيء البلد ، وهي واثقة من نفسها أن بإمكانها ان تحقق للعراقيين ما يسعون اليه من أمن وإستقرار وتعايش مجتمعي، بعيدا عن صراعات السلطة التي أوصلت الجميع الى قناعة بإستحالة قدرة الطبقة الحاكمة على أن توصل البلد الى شواطيء الأمان، إن لم تكن عرضته لمخاطر حروب قد لاتبقي ولا تذر.

السياسي العراقي الأستاذ وعالم الاجتماع في العصر العراقي الجديد هو (علي الوردي) الثاني أو خليفته ، لكنه تقدم على الوردي ، بأنه كان سياسيا لامعا ، خبر الرجل عبر عقود ، دروب السياسة والأعيبهم ونواياهم ، وشخص بطريقة أفضل واقع المجتمع العراقي وعلاقته مع محيطه العربي والأقليمي، ولديه علاقات وصلات محترمة مع الجميع ، وان انقطعت بعض خيوط الوصل في السنوات الأخيرة، لكن ليس بمقدور أحد من ساسة البلد من ينكر أن السياسي المخضرم حسن العلوي الشخصية البارعة والغاطسة في أعماق الشخصية العراقية والخبير بتاريخها ، هو أكثر من لديه القدرة على قيادة سفينة العراق الى شاطيء السلام والاستقرار ، وبخاصة أن لديه علاقات طيبة مع كل جيران العراق، وهو بمقدوره إعلاء شأن العراق بين محيطه العربي والاسلامي والدولي، ويضع خارطة طريق تؤمن سبل خلاصه من حالة التردي والانهيار التي يعاني منها منذ عقدين من الزمان.

ولو تم ترشيح السيد حسن العلوي الى رئاسة وزراء العراق ، إن اريد لحالة الانفراج السياسي أن تحدث وتنتهي حالة الانسداد السياسي الذي وصلت اليه الحالة العراقية، لكان بالامكان الوصول الى ايجاد حلول سريعة لمعاناة العراقيين، إن توفرت الرغبة للقوى السياسية المهيمنة ان تتخلى عن بعض مطامعها في السلطة لصالح شعب العراق الذي أنهكته صراعات تلك القوى واوصلته الى الحالة التي لايتمناها أي عراقي وفي أي زمان كان.

والسؤال الذي يطرح الآن : هو هل يرشح السيد مقتدى الصدر السيد حسن العلوي لمنصب رئاسة الوزراء ، ويريح نفسه والعراقيين من تبعات من تقلدوا مناصب الحكم، وبالتالي تنجح تجربة الصدريين وتكون نموذجا محتذى لقيادة العراق بنفس ومنهج بعيد عن التوجهات الدينية، لتسير توجهات العراق الى الدولة المدنية، ويكون بمقدور شعبه تجاوز محنته التي طال انتظارها، دون أن يجد العراقيون بارقة امل أو انفراج ممكن في المستقبل العراقي؟؟

إنه مجرد سؤال يطرح نفسه بإلحاح ..فهل ينتبه السيد مقتدى الصدر الى طروحات وعروض مغرية من هذا النوع، بإمكانها أن تكون حلولا مجدية وغير مكلفة ، إن لم تنل رضا العراقيين وتقديرهم ، بعد أن يعيد لهم العلوي الأمل بعراق ديمقراطي جديد أكثر إشراقة واكثر قدرة على مواجهة التحديات الخطيرة؟؟

وهل يقبل ساسة العراق عرضا كهذا ياترى؟؟..أكيد أن الكثيرين من ساسة العراق ومن هيمنوا على مقدراته لايريدون للعراق أن ينتقل هذا البلد الى الحالة الأفضل، وهم من إعتاشوا كل تلك السنوات وتحولوا الى (مقاولين كبارا) ليس بمقدورهم ان يتركوا تلك الثروة التي نزلت عليهم من السماء، حتى لو راح كل شعب العراق الى الجحيم..!!