في هذا اليوم الأغرّ، يومك أيها الجندي العراقي، يا رفعة رأس الشعب، وذراعة الضارب، وخيمته العالية، ووقاء الوطن والأهل، في يومك هذا تتطلع العيون نحوك أيها الجندي الباسل، الذي جاد بالروح لتسلم الأمة، في يومك، وفي هذه الأيام العصيبة التي تعصف بالوطن، وتطوِّح بالعراق (لاسمح الله) تتطلع اليك لتكون قطب الرحى، ومحل الإجتماع وعِصابُ الجراح، ورأب الصدع، ورفاء الفتق.
لقد أطلت بوجهها القبيح ملامح الفتنة، وشعبنا يتوسم في جيشه المقدام ان يئدها، ونتوسم في قادة الجيش أن يكونوا على قدر المسؤولية التأريخية والوطنية الملقاة على عواتقهم، كونوا أنتم البساط الذي تلتئم عليه جراحات الوطن، لاتدعوا للسياسة مجالاً أن تفرق بينكم وبين أبناء الوطن، من أية جهة أو فئة أو قرية أو بادية .. كونوا أنتم جسر الثقة وشبكة الأمان التي تمنع الوطن من السقوط في أتون الإحتراب السياسي، نفذوا واجباتكم الوطنية والعسكرية مع الحفاظ على طيبة القلب العراقية فيكم، لاتسمحوا للتنابز السياسي بين جهات ومكونات بأن تخلق الحواجز بينكم وبين أبناء الوطن والعشائر والأرياف، كونوا سوراً للوطن، كل الوطن، لا سوراً للحكّام، فالحاكم إبن الوطن أولاً وأخيراً وعليكم يقع واجب تنفيذ أوامر الدفاع عن الوطن، فإضربوا الأعداء بأيدٍ من حديد، ولكن لاتكونوا سوراً للحاكم ضد المواطن، فترفقوا بالمواطن كأيٍّ من أبنائكم، في يومكم الأغر 6 كانون إعلموا أنكم ملاذنا الأول، وملاذنا الأخير.
بوركت سواعدكم، وبوركتم .. سور الوطن