وكأنَّ أمراً ما قد طرأَ بما هو اكثر من طارئ , وبما يهدد كيان الدولة برمّتها , ويُلوّحُ بخطرٍ قادم يمسّ حياة الجمهور ومصالحه .!
في التأمّلِ والنظر الى أبعاد وخلفية هذا ” الطارئ والطوارئ ” فلَم تشهد الدولة العراقية منذ بداية تأسيسها , وفي كلا العهدين الملكي والجمهوري , وبمختلف انظمة الحكم والحكومات التي تعاقبت عليها , ايّ اعلانٍ او دعوةٍ استباقيةٍ لتشكيل حكومة طوارئٍ فعليةٍ حتى في الأزمات السياسية والحروب والكوارث الطبيعية < وقد حدثت في ما مضى من السنين فيضاناتٌ وزلازل وانتشار امراضٌ جماعية , وسواها من اخطارٍ , ولم يدعو او يستلزم الأمر حتى بالتلميح لتشكيلِ حكومة طوارئ > .. لكنّما اليوم ومع ارتفاع اسعار النفط , وزيادة نسبة تصدير النفط العراقي ومع ما يرافقها من ارتفاع الواردات الماليّة لذلك , وبما يتزامن ايضاً مع انخفاضٍ ملحوظ في نسبة الإصابات والوفيّات من الكوفيد , فقد بدأت تنمو وتتكاثر صيحاتٌ سياسية وقضائية ” في الإعلام ” لتدعو وتستبق وتهيّئ لتشكيل حكومة الطوارئ .! ودونما متطلّباتٍ موضوعيةٍ وستراتيجية تؤثّر او تمسّ حتى بحافّات الأمن الوطني او القومي للبلاد ! , وحتى في حقبة الحرب الشعواء مع داعش .!
إنّ مفهوم مصطلح حكومة الطوارئ الذي أطلَّ برأسه علينا فجأةً , فإنّه يعني فيما يعني بفرض احكامٍ عرفيةٍ او استثنائيةٍ بموجب قوانينٍ مؤقتة يجري سحبها من السلطة التشريعية , وإسنادها الى السلطة التنفيذية , وتشمل هذه الحالة فرض قوانينٍ تُقيّد حرية الحركة للجمهور , كما أنّ مثل هذه الحالة , فهي تخوّل الحكومة القيام بأعمالٍ او فرض سياساتٍ لا يُسمح لها القيام بها في الظروف الأعتيادية , لكنها تمنحها شرعية ذلك في حالات العصيان المدني والنزاعات المسلحة وما الى ذلك . لكنَّ كلّ مثل تلكُنّ الأسباب والمسببات لم تحدث والحمد لله والشكر , ويبدو كأنّ ما يراد أن يجرّونا اليه هو رمي الكرة في ملعب الجمهور , وتهيئته نفسياً ومسبقاً الى ما لا يُحمد عقباه في فرض قيودٍ اضافيةٍ في معصم الجمهور .! , والمسألةُ بكلِّ مضامين ومفاهيم الكوميديا الساخرة والساحرة لا تتعدّى ولا تتجاوز أمراً بينَ أمرينِ تقريباً , واوّلهما < ديمومة وإدامة خلافٍ واختلافٍ بينَ ” الإطار والتيار > , وثاتيهما أيّ رئيسٍ سيرأس العراق , سواءً من الحزب الديمقراطي او الإتحاد الوطني الكرديين المحترمين , وليغدو مستقبل العراق والعراقيين محصوراً بينَ ضلعي هذه الزاوية المنزوية حتى عن ” علم المثلثات والرياضيات ” .!