لم يعد أمرا غريبا أن يجد السياسي العراقي نفسه خارج اهتمام الشارع ، أو أن كل من تصدى للإدارة الحكومية بعد السقوط صار مغضوبا عليه ، وأصبح كل منهم يعرف جييدا، أنه هدفا لمسأءلة قانونية بسبب فساده وسلوكه السادي المؤلم لكل العراقيين، وللتعميم حاجة ملحة ، إذ لا تسلم الزعامة الكردية من الاتهام المباشر بالفساد وجريمة التوجه للانفصال ، أو ان تتبرأ الزعامة الشيعية بكل أجنحتها أو فصائلها أو أفرادها المستقلين من جرائم جر البلد إلى التبعية للغير أو لهاوية الانجرار إلى معارك أمريكية إيرانية لا مصلحة للعراق فيها ، كما وان كل قادة السنة وكل زعاماتها تبرأت من اللاجئين وبدأت حياتها بفساد نال حتى من تخصيصات الخيام أو إطعام المهجرين ، تراكضوا تجاه العواصم بحثا عن تأييد رخيص أو مال بغيض . الكل ضاع في المحظور ، الكل تعاطى السياسة الرخيصة وباعوا الوطن لقاء سلطة واهنة كانت وراء خراب الصحة والتعليم وخراب الذمم وخراب الآمال المشروعة للشباب ، ضاعوا في السياسة وتركوا الكياسة سرقوا حتى ثمن الصابونة أو ثمن المكناسة، الفساد من القاعدة حتى الرئاسة ، وأصبح الكل مغضوب عليه وما نتائج انتخابات ٢٠٢١ إلا دليل صارخ لا لبس في نتائجه ، إذ رغم الأموال المبذولة ، أو الجاهات المرسلة للناخبين رغم التهديدات فإن الناخب العراقي صوت للمستقلين ، او ان الأغلبية قاطعت الانتخابات ، وتركت السياسي في زاوية ضيقة حادة ، سيكون عند النهاية والاختفاء في الانتخابات القادمة ، هكذا ضاعوا وأضاعوا الوطن ، وان الاوان لهذا الشعب أن يعيد القديم الصحيح الى قدمه….