قصيدة
خاص : بقلم – عدة بن عطية الحاج (ابن الريف) :
زمن الطفولة
ولّى واضمحلّ
سافر وارتحل
عبر الزمن والمحن
ليته يعود
ليت ذكرياته تسود
ليت أيّامه
بفضلها علينا تجود
زمن الطفولة
يحمل في عنفوانه
صيحة الشباب
وميعة التّصابي
في جعبتنا
يكمن الطفل الصّغير
الحالم بالغد الجميل
يطارد أحلامه
في شوارع الظلام
وفي أزقة الكلام
وفي شرفات الأوهام
زمن الطفولة
صار أثرًا بعد عين
وهلاكًا بعد حين
بل صار دخانًا
بلا نار
ولا شنار
نحلم
نحن أطفال المباهج
بالبهرج الكاذب
وبالفجر الكاذب
نطارد الأمطار
مع الرعود
وننتفض
من أجل طفولتنا
بخافقات البنود
زمن الطفولة
صار حكاية شعبية
تحكيها لنا الجدّات
في اللّيالي الشاتية
مع رياحها العاتية
صارت أحلامنا الطفولية
هي موقد الشتاء
نبسط فوقه راحتينا
حين نشاء
أشرقت شمس طفولتنا
في سماء الإنسانية
فعمّ نورها العالمين
في كلّ وقت وحين
زمن الطفولة
صار أسطورة
تتناقلها الأجيال
وتبثّها عبر الأثير
وتنقلها عند الأصيل
طفولتنا
يا مجدنا الأثيل
ويا وجهنا الملائكي الأسيل
طفولتنا
يا وردة الرّوح
ويا بهجة النفوس
ويا متعة العروس
ويا كنزنا النفيس
أضعناه في ضمائر التاريخ
وفي أوجاع الحضارة
طفل أنا ولا أزال
جئت من بوتقة العدم
ونمت في أحضان الوجود
زمن الطفولة
تاريخنا
كتب بأهداب الشّقاء
زمن الطفولة
برزخ الفناء والبقاء
زمن الطفولة
تتداعى له الأحلام الورديّة
الكامنة في شاطئنا اللازوردي
زمن الطفولة انتفض
وجرفته غيوم العولمة
صار خيالاً
صار وهمًا
صار حلمًا لم ولن يتحقّق
بركان الطفولة ثار
عندما صرنا كهولاً
وفي الحياة وفي الشعر فحولاً