لم يعد العراق مركزا بحثيا أو مختبرا يحلوا لكل من هب ودب أن يجري تجاربه أو يكشف عن كفاءاته ، إذ لم يعد هناك لا وقت ولا مال يساعد على خلق القادة خاصة من الأشخاص الفاشلين ، فلقد مر على بلدنا عقدين متتالين من التراجع والتأخر امام تقدم الدول ، أي أن المحصلة تأخر العراق بخطوتين إلى الوراء ، والسبب ببساطة يعود إلى فشل النخبة التي تصدت للعمل السياسي أو التنظيم الاداري ، وهذا حسب ما صرح به كل القادة السياسيين ، خاصة بعد اجتياح عصابات داعش ارض العراق ببرقة زمن، ، فقد أعلن أغلبهم أنهم فشلوا في أداء مهمتهم ، وأكد بعضهم أن لا مكان لهم في قادم الأيام ، ولكن تراجع الكل عما صرح به وذلك كان لسببين .
الاول…حب السلطة والتعود على مكتسباتها الثمينة ، وتعود الساسة على الاضواء ، وامتطاء المواكب مما يشير إلى ضعف الشخصية ونقص في التكوين .
الثاني …وهو الأهم ، أن الكل أخطأ كل حسب موقعه ، والأخطاء كانت فادحة ، منها مادية ومضمونها ارتكاب الفساد بكل تفاصيله وانواعه ، أو آدمية كالتسبب بقتل النفوس البريئة تحت عناوين الطائفبة، أو المذهبية أو العنصرية ، أو وطنية منها التخريب المستمر للبنى الفوقية للمواطنة والهوية ، أو عدم حب العراق، وكل هذه الأفعال توقع الفرد تحت طائلة المساءلة والعدالة كما جرى لازلام النظام السابق ،
أن العراق راح ضحية الأخطاء وصار موضعا للتندر والتجاوز من قبل الغير الجار أو الغير الحاقد ، أو الغير الحاسد، بالنتيجة كانت الخسارة فادحة ، وقف خلفها من كان غير جدير بأن يكون مديرا لمدرسة ابتدائية ، لأن المدرسة فيها فتية هم نواة بناء الوطن ، لا رجال خانوا الوطن ، وهم غير جديرين بما يمنحه الأب لأبنائه ….