وكالات – كتابات :
حذّرت “هيئة تنظيم السلامة” الفرنسية؛ بأنَّ الجيش الروسي يشوش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية التي تستخدمها الطائرات التجارية؛ منذ بدء العملية الروسية العسكرية الخاصة؛ في “أوكرانيا”؛ مما يُسلط الضوء على الحاجة إلى تفعيل خطط الطواريء.
أضرار جانبية..
قال “بينوا روتورييه”؛ رئيس الملاحة عبر الأقمار الصناعية في “هيئة الطيران المدني” الفرنسية، نقلاً عن وكالة (بلومبيرغ) الأميركية، إنَّ طياري الخطوط الجوية أبلغوا عن حدوث تعطيل في مناطق حول “البحر الأسود” وشرق “فنلندا” وجيب “كالينينغراد”.
فيما أضاف أنَّ التشويش يرجع فيما يبدو إلى شاحنات روسية تحمل معدات تشويش تُستخدَم عادة لحماية القوات والمنشآت من الصواريخ الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي، وتابع “روتورييه”؛ في مقابلة: “لا أعتقد أنَّ الهدف في هذه المرحلة هو التشويش على الطيران المدني. هذه أضرار جانبية”.
وبحسب المسؤول الفرنسي، فإنه على الرغم من عدم حدوث أي موقف خطير على متن الطائرات؛ بسبب الإجراءات الاحتياطية، فإنَّ الطيارين الذين يواجهون نوبة تشويش يضطرون إلى التعامل مع تنبيهات قمرة القيادة التي قد تكون مُشتتَة؛ إذ قال “روتورييه”: “تحتاج كل أوروبا إلى إعداد خطط طواريء عند فقدان أنظمة الأقمار الصناعية هذه”.
بالنسبة لبعض البلدان الأقرب إلى الجبهة، التي قد تكون أقل تقدمًا في وضع خطط الطواريء، فقد أدى الوضع الحالي إلى تسليط الضوء على حاجتها لهذه الخطط. “هذا جرس إنذار”؛ على حد تعبير المسؤول الفرنسي.
أدى التشويش على إشارات الأقمار الصناعية المستخدمة في الملاحة إلى خلق تعقيدات أخرى في الطيران مرتبطة بالعملية العسكرية، التي أدت بالفعل إلى حظر الطيران في بلدان مختلفة وفرض مجموعة من العقوبات على شركات الطيران والشركات المُصنِعة للطائرات.
مشكلات محتملة..
في وقت سابق من هذا الشهر؛ حذرت “وكالة سلامة الطيران”؛ التابعة لـ”الاتحاد الأوروبي”، من: “زيادة احتمال حدوث مشكلات”؛ مع أنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية التي تستخدمها الطائرات التجارية بسبب العملية العسكرية.
هذه القضية لها سابقة؛ في عام 2018، عندما أبلغت نحو: 60 شركة طيران عن عدة مئات من الخسائر الجزئية أو الكاملة لخدمات الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وفقًا لتقرير وجهه “الاتحاد الأوروبي”؛ عام 2019، إلى “منظمة الطيران المدني الدولي”.
إذ قال التقرير: “في معظم الحالات، كان السبب المحتمل هو التشويش الأرضي”، مستشهدًا باستخدام أجهزة التشويش عالية الطاقة التي تؤثر في مساحات شاسعة من المجال الجوي في المناطق التي يسودها: (توتر سياسي)”.
وكانت “روسيا” مسؤولة أيضًا عن أحداث 2018، وفقًا لإدعاء “روتورييه”، في إطار الدعم العسكري الذي قدمته لـ”سوريا”.
تكنولوجيا الدعم..
وتقول الوكالة الأميركية إن قطاع الطيران يعتمد عامة ترددًا واحدًا لنظام تحديد المواقع العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية، لكن هناك تقنيات احتياطية عند فقدان الإشارات؛ إذ قال “روتورييه”: “يمكن للطائرات التي تعرضت للتشويش مواصلة الطيران باستخدام أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي – وهذا أمر قياسي ويعمل مع نظام تحديد المواقع العالمي. قد يكون هذا أقل دقة، لكن يمكن استخدامه عند تعطل نظام تحديد المواقع العالمي”.
ومع ذلك، أدت الأحداث الأخيرة المتعلقة بالعملية العسكرية في “أوكرانيا” إلى إدراك المنظمين في مجال الطيران لاحتمال حدوث اضطرابات هائلة في المجال الجوي، خاصة أنَّ “الاتحاد الأوروبي” يضغط من أجل زيادة الاعتماد على الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
فيما قال “روتورييه”: “في فرنسا، يمكن لحدث تشويش عسكري قوي باستخدام شاحنة واحدة قطع الاتصال عن ربع السماء الفرنسية. وهذا هو ما يُقلق الطيران المدني. إذ يمكن أن تتأثر مناطق شاسعة خارج مناطق النزاع”.