كانت لعنة العراق قديما بأنه بلد الدم المراق , ورغم تعدد ألاسباب التي تقف وراء ذلك , ألا أن لعنة قابيل التي قال عنها الشاعر بدر شاكر السياب :-
قابيل ماعادت حجارته سيفا … وما عاد سيفا سيفه العدم
ويقينا لم يكن لدى قابيل سيفا , لآن العدم لم يكن يحتاج الى السيف حصرا وأنما الى كل مايحقق أتلاف الحياة .
وأتلاف الحياة اليوم والدمار الذي يمارسه ألارهابيون التكفيريون رغم وضوحه الذي وصل الى حد الدراية ألا أننا نجد البعض ممن يحاولون حجب الشمس بغربال أن يسوفوا ويبرروا ليصنعوا وهما يستحيل معه حجب الحقيقة التي أصبحت ضحية المديا ألاعلامية المسخرة بالرأسمال المتوحش الذي يسعى لآن يحول العالم الى غابة تضيع فيها المقاييس ألاخلاقية والقواعد القانونية .
أن العناوين الملتبسة التي يقدمها ألاعلام المضلل عن ألارهاب التكفيري هي نوع من أنواع المؤازرة التي يفضحها مناخ ألاستوديو الذي تقف فيه فتاة ترتدي موضة العصر التي تخالف أرث الشرائع السماوية كما تخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها , وهي تقرأ بيانا للتكفيريين تبدي فيه تحمسا ظاهريا كما تريد الفضائية التي تعمل فيها ناسية هذه الفتاة أنها تحكم على نفسها بألالغاء وعلى وجودها بالفناء لو تحقق أنتصار التكفيريين وأستلموا السلطة في البلد الذي تعمل فيه , وهذه الصورة المتكررة الظهور عبر الفضائيات هي مثال لكل أنواع النفاق الذي يمارس في الصحف ومواقع النشر والتواصل ألاجتماعي , وهو نفاق صغير أذا ماقيس بالنفاق الكبير الذي تمارسه ألادارة ألامريكية التي ظهرت وزارة خارجيتها علينا ببيان يطلب من الدول عدم تمويل ” داعش , وجبهة النصرة ” وتعتبرهما أعداء للعراق وأمريكا وربما يصدق البعض بمثل هذه البيانات لآن السذاجة أصبحت عند البعض سلوكا ينتهي بالهبل .
وبين نفاق الكبار ونفاق الصغار , وسذاجة الكثيرين سواء في الحكم الذي يعقد مؤتمرا صحفيا مع عبد الله نسور رئيس وزراء ألاردن الذي يقول أن ألاردن لايسمح بمرور ألارهاب من بلده , وبلده أصبح حاضنة للآرهابيين السلفيين الذين أفتى أميرهم بقتل رئيس هيئة علماء الشام العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي , ومن ألاردن دخلت ألاف مؤلفة من الجماعات المسلحة التي شنت هجوما في ألايام القليلة الماضية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق وقتل في ذلك الهجوم الفاشل المئات من المسلحين منهم “300 ” سعودي بينهم ضباط بعضهم برتبة مقدم . ورغم المغالطات الكثيرة التي جرت في المؤتمر الصحفي لرئيسي وزراء العراق وألاردن منها عدم الحديث عن الرسوم التي فرضتها الحكومة ألاردنية على العراقيين المقيمين في ألاردن والتي بلغت ” 50000 ” ألف دولارا أمريكيا لتجديد ألاقامة , ومنها المعاملة السيئة التي يعامل بها العراقيون عند الحدود ألاردنية , ومنها أدخال ” المنكا ” ألاسرائيلية الى العراق عبر التجار المصدرين ألاردنيين .
أما سذاجة من هم خارج الحكم فهي تشكل مسلسلا من الوقائع المضحكة والمؤلمة التي تكشف فقدان الحس الوطني عند أولئك الذين لازالوا يتخذون من الساحة ألاردنية مقرا لتصدير ألارهاب ودعمه وتصدير الفتن ومعها غسيل ألاموال , والمؤامرات الخارجية التي تستميت في طعن العراق من الخلف , مثلما تستمبت في تلميع صور بعض ألاسماء التي لاتمتلك رصيدا حقيقيا من الشعبية لولا حقائب المال التي جعلتها راعية لبعض الكتل والقوائم , وداعمة للآضرابات وألاعتصامات ولا سيما تلك التي تجاوزت عامها ألاول , ولا أحد يسأل : من أين يأتي دعم هؤلاء المعطلين عن العمل , ومن أين تأتي المبالغ التي تدفع لمن يشارك وأمرها لم يعد سرا ؟
والمنافقون الصغار هم الذين يقولون : نحارب القاعدة , وندعم ساحات ألاعتصام , وساحات ألاعتصام تتحكم بها المجموعات التكفيرية ألارهابية وهم من القاعدة , ولهؤلاء نقول : أنتم نائمون وأرجلكم في الشمس .
وللذين يكتبون عناوينا مضللة تساوي بين ألارهابي التكفيري وبين من عرف بضعفه وأخطائه في الحكم نقول لهم : قليلا من الفهم , قليلا من ألانصاف , قليلا من الوطنية .
وللذين يكثرون من التعليقات التي تكشف معدنهم مثلما تكشف ألاناء الذي يشربون منه نقول لهم : رفقا بأنفسكم فأنتم ضحايا من تدافعون عنهم وستعلمون ولات حين مناص ؟
هذه هي صور النفاق لمن يريد معرفة سبب الدم المراق بسبب ألارهاب في العراق .