عندما تتغير الاسعار لبعض المواد تتغير احوال السوق فالنفط والذهب والحنطة تشغل عقول الاقتصاديين ، ولكن تبقى الحنطة سيدة الموقف فمن يتمكن من ان يكون لديه اكتفاء ذاتي منها فانه يعيش افضل من اصحاب حقول النفط.
باختصار شديد انها الزراعة التي بارك فيها الاسلام وحتى قبل الاسلام وهي سيدة الاقتصاد قبل النفط وبعد النفط ، الزراعة التي بسببها تنتعش كل مرافق الاقتصاد واذا انتعش الاقتصاد انتعش الانسان واذا انتعش الانسان انتعش العلم والتطور، فاين نحن من الاقتصاد؟
سابقا كنا نعاني من هجرة الريف الى المدينة والسبب عدم الاهتمام بالفلاح وبالرغم من الاهتمام اليسير الا ان الفلاح كان يبدع ويساهم بشكل فعال في انعاش اقتصاد البلد .
اليوم كيف ننظر الى الزراعة والتحديات التي تواجهها وما سيتمخض عن حروب الغرب الهمجية ؟ في بلدي الفلاح اصبح مهمش وقتلوا امله في الزراعة وهو الذي يمتلك خبرة الزراعة التي تعادل مهندس النفط ، وبدلا من هجرة الريف الى المدينة بدات المدينة هجرتها الى الريف بامتلاك الاراضي الزراعية وقتل مزروعاتها لتحويلها الى احياء سكنية اسوء من العشوائية ليس من حيث التصميم فقط بل من حيث المكان الذي لا يناسب السكن . الفلاح الذي كان يستلم المواد الزراعية وكل ما له علاقة بالزراعة بسعر مدعوم من الحكومة انقطعت هذه المواد ، وعندما يعتمد على نفسه الفلاح في انتاجه الزراعي وهذا يؤدي الى زيادة الكلفة تقوم الحكومة الموقرة باستيراد المحاصيل الزراعية باسعار زهيدة لتجعل المحاصيل الزراعية المحلية غير قادرة على منافسة تلك الاسعار ، ومن جانب اخر الطامة الكبرى عندما يزيد عرض بضاعة معينة لا تحسن الدولة استغلالها في الصناعة كما حدث لمادة الطماطم التي وصلت الى سعر لا يساوي وقود السيارة التي تنقلها وبعضهم قاموا برميها في الشارع ومعامل المعجون متوقفة من غير تشغيل اكراما لعيون العملاء الذين يريدون الاستيراد من دول هم امعة لها.
في العراق نهران عظيمان وارض خصبة واجواء تساعد على الزراعة وايدي عاملة وبمهارة رائعة للزراعة لكن توجد حكومة تتلاعب بالقرار الاقتصادي بشكل سيء او مدروس فتكون النتيجة العجز الغذائي ، مهما يتغير سعر النفط او الذهب فانه طوع الحنطة ، فالشعب الذي لديه اكتفاء ذاتي من الزراعة لا يتاثر بمتغيرات اسعار النفط ولا حتى سعر الدولار الصهيوني .
هل تعلمون مثلا ان الكيان الصهيوني يعتمد على المحاصيل الزراعية الفلسطينية التي لا تجد غيرهم بسبب الحصار بيع محاصيلها لهم ولو توقف الفلسطينيون من تصدير محاصيلهم للكيان الصهيوني فان اقتصادهم سيتاثر ولكن طالما انه لا توجد حكومة او دعم ورعاية محلية او عربية للفلاح الفلسطيني ولانه يريد ان يعيش فانه يضطر لبيع محاصيله للكيان الصهيوني .
العرب ميؤوس منهم في الاتفاق على حلف زراعي افضل من احلافهم الصهيونية الرذيلة التي تجعل مصير شعوبهم بيد اعدائهم والا لو حصل الخيال واتفقوا على سياسة زراعية موحدة فانها ستدحر منظمة اوبك ولكن هيهات لهم ان يصحوا من نومتهم البائسة وكل مقدراتهم بيد اسيادهم الصهاينة من اجل البقاء على الكرسي
من يريد الفلاح فعليه دعم الفلاح فبيده الفلاح والنجاح والضمير المرتاح.