< في كافة المرّات السابقة اللائي تعرّضنا فيها بالكتابة لبعض المواضيع السياسية المتعلقة بشؤون الأقليم , كنّا نشير اولاً على ضرورة التمييز بين الشعب الكردستاني الشقيق , وبين الاحزاب الحاكمة هناك , ولا مجال الى ايّ خلطٍ او تجييرٍ لذلك لصالح الاحزاب او الجمهور > .
أمّا بشأن مفردتي < كردي او كوردي > وإذ لا يمكننا الدخول او الاحاطة الجدلية من اية جوانب لغوية ترتبط بالشعب الكردستاني , لكننا في العراق وخلال عقودٍ من السنين التي سبقت الإحتلال , فلم يكن متداولاً جماهيريا او في الإعلام سوى مفردة < الأكراد او الكرد في اللهجة العامية الدارجة > , وبدا أنّ كلتا الكلمتين لا تختلف عن بعضهما سوى أنّ < علامة الضمّة فوق حرف الكاف ” كردي ” تتحول الى حرف الواو بعد الكاف في ” كوردي ” عند الكتابة باللغة الكردية , والأمر موصولُ الى الفتحة والكسرة ايضا .
تقف البلاد على اعتاب او على حافّة معضلة سياسية وكأنها مرضٌ عضال .! بما يتعلّق بالتنافس بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ” اربيل ” وبين الاتحاد الوطني الكردستاني ” السليمانية ” حول منصب رئاسة الجمهورية الذي يقترب موعد تحديده في الايام القادمة مع افتقادٍ لأي تفاهماتٍ بين الحزبين وتشبّث كلٌ منهما بمنصب رئيس الجمهورية , مما سيقود الى خلخلة في الوضع الانتخابي والبرلماني , وصولا الى المحكمة الاتحادية التي قد تضطر الى تأجيل جلسة الترشيح للرئاسة الى شهرٍ آخرٍ كحدٍ اقصى , وحيث النتيجة اللاحقة ستكرر نفسها دونما توافقٍ او وفاقٍ على من سيرأس العراق من هذين الحزبين , فقد صار الحديث علنا وفي الإعلام الى صيرورة اعادة الأنتخابات مرّةً اخرى , وكأنّ الجماهير العوبةٌ بيد الساسة لجلبها الى صناديق الانتخابات , واعادة متطلبات العملية الانتخابية الشاقة وميزانيتها , وايضاً بقاء والإبقاء على حكومة الكاظمي في وضعٍ معلّق , وسْطَ متغيراتٍ اقليمية ودولية , وليس اقلها اقرار الاتفاق النووي الايراني وما سيفرز عنه وعن انعكاساته في الوضع العراقي .
المسألة وخطورتها لا تكمن فيما جرى سرده اعلاه , مهما تطرّقت عموم وسائل الإعلام المحلية الى هذا الشأن من ايةِ زواياً كانت , ومعظمها تدور حول نفسها!
وإذ لا يمكن للدولة ان تكون وتبقى مرتهنة جرّاء الخلاف والاختلاف على اسمين منهذا الحزب او ذاك < رغم انّ اطرافاً سياسية نافذة تتمنى ابقاء الوضع الحالي على ما هو عليه ! > , لكنّ الستراتيج في هذه المسألة – المعضلة , لماذا لا يجري انتخاب رئيسٍ للجمهورية من الشخصيات الكردية المستقلة والمرموقة ” وما اكثرها ” لكي وكيما يتم سحب البساط من هذين الحزبين , وجعلهما يعضّان اصابعهما من الندم , انّه طرحٌ موضوعي ينبغي دعمه من الشعب الكردستاني واحزابه الاخرى , وكذلك من النخب السياسية الوطنية ” تحديدا ” في كل اروقة وانحاء العراق .