لابُدَّ من إزجاء الشكر والتقدير للمفوضية العليا المستقلة للأنتخابات على ما أعلنت عنه من تطبيق (نظام الانفاق الانتخابي) .
ان إلزام كل كيان سياسي بوضع سجل خاص تُبين فيه كيفية صرف الأموال أمر مهم للغاية .
وستحدد المفوضية مراقباً خاصاً لذلك ، ليكون على إطلاع على المبالغ المصروفة .
لقد طالبت المفوضية كل كيان سياسيّ بكشف حساباته بعد الانتخابات وخلال شهر واحد .
إن الحدّ الأعلى للحملات الانتخابية بلغ (45) مليوناً لكّل مرشح .
والسؤال الآن :
مَنْ الذي يضمن سلامة التطبيق ، والالتزام الكامل بالمبالغ المحّدد ؟
ان العبرة ليست بوجود النصوص القانونية ، وانما العبرة بتطبيقها السليم الأمين البعيد عن الشولئب ..
واذا افترضنا جدلاً ، ان قوائم تكاليف الدعاية الانتخابية لمرّشح معين في مطبعة واحدة أو عدة مطابع بلغت مئات الملايين من الدنانير العراقية ، أفلا يمكنه ان يقدّم قوائم مختومة من تلك المطبعة الواحدة أو المطابع المتعددة بما يقلّ عن المبلغ المحددّ المذكور ؟
وما يقال في قوائم المطابع ، يُقال في ما يُدفع (للمباني) التي تجعلها الكيانات السياسية (مقرّات) انتخابية ، وما تستخدمه من عربات وسيارات .
وما يُدفع من أتعاب وأجور ” للعاملين ” في الحملة الانتخابية …
ان عملية التلاعب سهلة بسيطة ، لا عناء فيها ولا حيرة ..!!
ان عملية تأخير إصدار (قانون الاحزاب ) الذي يتوّلى تنظيم هذه المسائل بأسرها ، لم يكن صدفة عابرة على الاطلاق .
انها قضية مدّبرة مقصودة ، لابقاء الأحزاب طليقةً حرّة في حصولها على الترسانة المالية الضخمة ، وسواء كانت تلك الترسانة المالية من الداخل او الخارج ..!!
ان المدهش ان بعض المرشحين النرجسيين في الانتخابات النيابية السابقة أنفقوا الملايين من الدولارات لا الدنانير ، والتي كان بمقدورها انعاش الآلاف المؤلفة من الأسر العراقية الفقيرة التي تعاني من الجوع والحرمان .
سواء كانت تلك الملايين المنفقه دفوعات نقدية ، أو مصروفات أخرى ترتبط بمفردات الحملة الانتخابية .
ومن السابق لأوانه اصدار حكم قطعي بشأن مبالغ المصروفات في الحملة الانتخابية القادمة ، الا ان المظنون به ، هو أنها لاتختلف عن سابقها ان لم تزد عليها ضراوةً وعنفاً لاسيما مع دخول أصحاب الرساميل الضخمة في بعض الكيانات السياسية الجديدة التي ستشارك في انتخابات /2014 .
ان الفتاوى الشرعية بتحريم شراء الذمم والضمائر واستغلال المال العام في العملية الانتخابية لن تعيرها آذانا صاغية ، زُمَرُ المفسدين والقراصنة الذين لا يكفون عن ممارسة هوايتهم في اصطياد المغفلين والبائسين ..!!
أنهم أدعياء تَدَيُنٍ ، وليسوا من الملتزمين بأهداب الدين والوطنية والأخلاق…
دينُهم مصالحهم ،
وقبلتُهم مكاسبهم وامتيازاتهم ، وليكن بعد ذلك ما يكون ..!!
إنّ المشكلة الكبرى لاتنحصر فيهم، وانما تتعداهم الى مَنْ يُوقعونه في أفخاخهم عبر الوسائل الشيطانية الخبيثة والتي تدفعهم الى ” الابتكار” و”الإختراع ” في مضامير الدجل والتضليل .
ايها الناخب العراقي العزيز :
انك باصبعك البنفسجي تحدّد مستقبلك ، وترسم ملامح حياتك ، فانظر كيف ستحدد هذا المستقبل وكيف سترسم ملامح حياتك المنشودة .