وكالات – كتابات :
تؤدي العُملات المشفّرة في “أوكرانيا” دورًا غير مسبوق، يتيح للحكومة جمع ملايين الدولارات، لتمويل حربها مع الجانب الروسي، وترى “أوكرانيا” في العُملات المشفرة عاملاً مهمًا في مساعدتها بسبب المزايا العديدة للتبرع بهذا النوع من العُملات؛ بحسب تقارير صحافية غربية.
تدفقات كبيرة من العُملات المشفرة..
وكالة الأنباء الفرنسية؛ قالت إنه منذ أولى ساعات الهجوم الروسي على “أوكرانيا”، يوم 24 شباط/فبراير 2022، فتحت الحكومة الأوكرانية العناوين والمحافظ الخاصة بالعُملات المشفّرة، ما أتاح لها تلقي هذه العُملات اللامركزية بشكل مباشر.
بإمكان أي شخص يمتلك عمليات مشفّرة أن يرسلها إلى هذه العناوين، وباتت تتدفق العُملات المشفرّة على الحكومة من شتى الأنواع، من: (بيتكوين وإيثيريوم) وأيضًا (تيثر) المقوّم بـ”الدولار”.
جمعت الحكومة الأوكرانية؛ و”صندوق العُملات المشفّرة في أوكرانيا”، الذي أنشأته منصة (كونا) الأوكرانية، والذي أدمج مع الصندوق الحكومي، أكثر من مئة مليون دولار.
في هذا الصدد؛ قال مؤسس منصة (كونا) ورئيسها؛ “مايكل شوبانيان”؛ (37 عامًا)، لوكالة الأنباء الفرنسية: “ما زلنا نجمع العُملات المشفرة ونصرفها لشراء حصص غذائية للجنود وسترات مضادة للرصاص وخوذ”، مضيفًا أنه بات يهتم بشكل حصري بجمع التبرعات بالعُملات المشفّرة لصالح حكومته.
مزايا التبرّع بالعُملات المشفرة..
تُعد المبالغ التي يتم جمعها من العُملات المشفّرة ضئيلة، مقارنة بمساعدات بمليارات الدولارات التي أقرّتها “الولايات المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” ومنظمات دولية كبرى، لكنّها تسمح للأفراد بالمساهمة في التمويل.
المنظمة الأميركية غير الحكومية؛ (ذا غيفينغ بلوك)، التي تُعنى بجمع العُملات المشفّرة حول العالم بغية إرسالها إلى “أوكرانيا”، قالت إن العُملات المشفرة: “خيار يلجأ إليه الأفراد الأصغر سنًا بشكل متزايد لدعم قضايا مختلفة”.
من جهة أخرى؛ تحوّل الأوكرانيون نحو هذه العُملات اللامركزية لحماية أنفسهم من تراجع قيمة عُملتهم، على الرغم من أن “المصرف المركزي الأوكراني” نجح؛ حتى الآن، في وقف إنهيار العُملة الوطنية – على حد إدعاءات الوكالة الفرنسية -، لكن تداعيات الهجوم الروسي قد تُفقد عُملة “الهريفنيا” الأوكرانية قيمتها.
أيضًا باستخدام العُملات المشفّرة المقوّمة بـ”الدولار”؛ يتجنّب المانحون قدر المستطاع تقلّبات أسواق الصرف، ومن مزايا التبرّع بالعُملات المشفّرة سرعة التحويلات أيضًا، ففي حين يمكن أن يستغرق تحويل مصرفي بين بلدين ما يصل إلى: 24 ساعة لتنفيذه، عادة ما يستغرق تحويل العُملات المشفّرة أقل من ساعة.
مساويء العُملات المشفرة..
في المقابل؛ هنالك مساويء متعلقة باستخدام العُملات المشفرة، وأراد وزير الصناعة الرقمية الأوكراني مكافأة المانحين بعُملة مشفّرة رمزية، لكنّه عاد وتخلّى عن مسعاه.
إذ عمد مجهولون إلى وضع نسخة مزيّفة من هذه العُملة الأوكرانية المشفّرة، في مسعى منهم لجمع قسم من المبالغ المخصصة للأغراض العسكرية.
يقول “شوبانيان”، الذي بات يُنسّق بشكل وثيق مع الوزارة: “حصل سوء تواصل” داخل الحكومة، مذكّرًا بأنه: “كان اليوم الأول للحرب”.
من جهة أخرى؛ من شأن التشجيع على استخدام العُملات المشفّرة أن ينقلب في المدى الطويل ضد الحكومة، من خلال حض الأوكرانيين على استخدام نظام مالي موازِ.
يُشير مركز (تشايناليسس) إلى أن التحويلات في “أوروبا الشرقية” تُوجّه خصوصًا نحو عناوين خارج المنطقة: “ما يمكن أن يؤشر إلى خروج غير قانوني للأموال”، لغايات قد يكون من بينها التهرّب الضريبي.
رغم النزاع يبدو؛ “شوبانيان” واثقًا، ويقول: “بعد انتصارنا في الحرب؛ سنُعيد بناء أوكرانيا عبر تقنية (بلوكتشين)”؛ لتبادل العُملات المشفّرة، في إشارة إلى آلية لجمع البيانات تمتاز بقدرتها على توسيعها باستمرار.
كان الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، قد وقّع الأربعاء 16 آذار/مارس 2022، قانونًا لتشريع العُملات المشفّرة، يضع إطارًا تشريعيًا للمنصات والمستخدمين.
وأبعد من الحدود الأوكرانية يُجبر النزاع الحكومات على تطوير مفاهيمها للعُملات المشفّرة ووضع إطار لها، وقالت الخبيرة في مركز (تشايناليسس)؛ “كارولاين مالكوم”، للوكالة الفرنسية: “نأمل أن يؤدي ذلك إلى سياسات تنظيمية متناسبة وفاعلة”.
يُذكر أنه في “الولايات المتحدة”؛ أطلق الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، مشروعًا لإصدار: “دولار رقمي”، وطلب من وكالات فيدرالية عدة إعداد تقارير حول المخاطر المرتبطة بالعُملات المشفّرة وكيفية التصدي لها.