17 نوفمبر، 2024 5:46 م
Search
Close this search box.

صدئت العملية السياسية وحان وقت تغييرها

صدئت العملية السياسية وحان وقت تغييرها

ليعلم الجميع أن العملية السياسية التي تم الأخذ بها بعد الاحتلال لم تكن من مخرجات العقل العراقي ، أو على الأقل لم تكن ناتجة عن رغبة الأغلبية ، قد يقول قائل ، لقد صوت العراقيون بالايجاب على دستور عام ٢٠٠٥ بنسبة ٧٩٪ مقابل ٢١٪ بالسلب ، نرد أن الاستفتاء جاء تحت تأثير الإيحاء الطائفي ولشعب لم يكن بقادر على استيعاب الديمقراطية المستعجلة ، خاصة وأنه خارج للتو من إيحاءات الدولة الشمولية ، وان الاستفتاء جاء محققا لرغبة من جاء مع المحتل وفي إثر عجلاته العسكرية ، من الذين شكلوا ولا زالوا يشكلون مادة هذا النظام ومعالمه السياسية ، كما وان الاستفتاء جاء عابرا لكثير من من الأمور التي كانت هي بحاجة للاستفتاء قبل الدستور منها ، الفدرالية التي تم الاستفتاء عليها بشكل ملتوي ضمن الاستفتاء على الدستور ، كذلك لم يقل العراقيون رأيهم ما إذا كانوا يرغبون بالنظام الرئاسي أو البرلماني ، كذلك لم يتخذ راي المواطن في شكل النظام الاقتصادي المرغوب ، النظام الرأسمالي ، نظام الملكية العامة لوسائل الإنتاج أو النظام المختلط ، سييما وان العراقيين منذ تأسيس دولتهم هم يحبون القطاع العام ويقفون إلى جانب مخرجاته، فالعملية السياسية المنقولة حرفيا عن التجربة البريطانية العريقة ، كان يمكن أن تنجح لو أن القادة لم ينحرفوا بها عن الطريق الديمقراطي بفسادهم، والتجربة بعد التسعة عشر عاما باتت مصابة بالصدإ ولم تعد تتناسب وحاجة البلاد ، لأنها اعتمدت مفاهيم الإقطاعيات السياسية والحكومية ، وقد تراجعت نسبة المشاركة الشعبية في هذه العملية عام ٢٠٢١ لتصل إلى ٢٩٪ ، إذ شارك من اصل ٢٤,٦٠٠ مليون ممن يحق لهم التصويت, ٩,٩٠٠مليون ناخب ، وقد صوت للمستقلين ٢ مليون مواطن حسب المعلومات التي لا زالت أولية ، أي أن الكتل جميعها الشيعية والسنية والكردية حازت على ٧,٩٠٠ مليون صوت ، ولو علمنا أن منع عراقيي المنافي عن التصويت كونهم معارضة والذين لايقل عدد من يحق له التصويت عن ال ٣ ملايين صوت فإن نسبة ما حصلت عليه كل الكتل لا يتجاوز ال ٢٩٪ ، وهو رقم اعتمدناه عن المفوضية ، فإن المتداول بين الناس أن نسبة المقاطعة كانت تزيد على ال ٨٠٪ ، فعن أي عملية سياسية تتحدثون وعن أي تمثيل تتكلمون . ان العملية برمتها إذا لم تسقط من تلقاء نفسها فإن المقاطعون سيطبحون بها في الانتخابات القادمة وبنسة فوز لا تقل عن ٨٥ بالمئة ، حذار من إعادة فلسفة موترنيخ في إعادة القديم الى قدمه….

أحدث المقالات