كانت تنتابي حالة من التردد قبل ان اشرع بكتابة مقالتي البسيطة هذه، كون ان الاسم الكبير الذي دونته في عنوانها اكبر من احتويه بمقالة او بكتاب ، كون هذا الشخص العظيم قدم كل شي يملكه في سبيل الله اولا وفي سبيل الشعب العراقي المجروح، ولا احسبني استطيع ان اسطر هنا جميع فضائل هذا (الفلتة) او (المعجزة) التي مرت على العراق ، وللاسف الشديد لم نعطه حقه من التقدير ، من خلال المسير على دربه وفهم الدروس التي كان يسعى لايصالها الى جميع ابناء الشعب العراقي وكذلك العالم.
نعم، ان حركة السيد الشهيد محمد الصدر ليست حركة (حزبية) او (فئوية) او (طبيقة)، كما يريد البعض (تحجيمها) ، ان حركة محمد الصدر حركة اصلاحية شمولية ، لا تقتصر على فئة دون اخرى، وكما كان سعي الانبياء والرسل والاوصياء السابقين ، فقد كانت حركته امتداد لتلك الحركات.
الامر الذي اعتبره تعدي وتجاوز على شخصه المقدس وعلى روحه الطاهر اذ ادعى احد ما ان محمد الصدر هو حكرا على فرد او مجموعة، وكما ارى ان اي حركة اصلاحية تحررية من القيود والظلم والاضطهاد هي اولا حركة تمتد في جذورها لحركة الانبياء والرسل ولثورة الامام الحسين وكذلك تمتد للحركة الاصلاحية للسيد الشهيد الصدر.
من خلال هذ المقدمة (المتواضعة) اريد الوصول الى ان الوضع السياسي العراقي الحالي ومن خلال المتابعة المستمرة لما يحصل والمتوقع لما سيحصل ، فأن الامر لا يبشر بخير، لم تكن الحركة الاصلاحية للسيد الشهيد الصدر هي سعيا للوصول الى كرسي الحكم والرئاسة، او تحصيل منصب تنفيذي او تشريعي، وكما هو معلوم للمتشرعة فأن المدرسة التي ينحدر منها المولى المقدس هي مدرسة الولي الفقية والحاكم الشرعي ووكيل الامام الحجة المنتظر، وعلى ضوء ذلك ومن منطلق حاكمية الاسلام التشريعية والوضعية ، فأن السيد المولى لم يكن بحاجة الى تفويض من سين او صاد ليتصدى للاصلاح او التصدي للفساد ، ولم يكن يحكم او يمتلك منصب دنيوي لكي يلهم الشعب العراقي عاما والشباب بشكل خاص بترك المعاصي والتوجه الى الله، وكما قال رضوان الله عليه، أن امور الحوزة الله سلمها لي وليس فلان…..ومن يرغب فليراجع لقاء الحنانة، اذن من يديعي ان يريد الاصلاح والقضاء على الفساد لذلك فهو يتقلد المنصب لكي يقوم بتلك المهمة ، اقول له انت واهم، محمد الصدر لم يحتج يوما من الايام الى تفويض انتخابي او مفوضية او محاصصة او تحالف او ائتلاف لكي يتربع على قلوب المؤمنين ، ولكن اخلاصه وتسليمه الى الله مكنته من التحرك، ولو تنزلنا جدلا ان لا سبيل الى خدمة الشعب الا من خلال الكرسي او المنصب او الصندوق الانتخابي ، فليت شعري اين كان جميع من يدعي انتمائه للخط الصدري ولحركة السيد الشهيد الصدر عندما كان الهدام يلاحق مصلي الجمعة ومقلدي سماحته، اين من كان يذهب حاملا كفنه وكفن عياله الى صلاة الجمعة ، لماذا لا ارى من شربوا من الفيض الالهي الذي جرى على لسان و يد السيد الشهيد الان ليتصدوا الى المهمة وليكملوا طريق مرجعهم .
انا لا اقول ان جميع من يدعي انتمائه للخط الصدري ليس نزيها او مخلصا، ولكن بربك ايها القارئ العزيز لو كنا نمتلك 25% من اتباع محمد الصدر الشرفاء الواعين الذين شربوا من ماء الصدر الصافي المخلص لله في مناصب تشريعية او تنفيذية، لما وصل بنا الحال الى هذا الحال المزري، ولا اقول اني اعلم الغيب ، ولكن لو كان محمد الصدر على قيد الحياة ويشاهد من يدعي الانتماء له (من الفاسدين، المرتشين، المستكبرين، اصحاب السيارات الفارهة والمدججة بالسلاح) لفضل الانعزال عن المجتمع .
ان الامور بخواتيمها وكما قال سيد الشهداء عليه السلام صبيحة عاشوراء “إنّ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معائشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون”، ولو فرضنا جدلا ان الخط الصدري لم يدخل العملية السياسية وليس لديه كتلة برلمانية ، اي بمعنى اخر لا توجد مناصب ولا كراسي ولا سيارات مصفحة ولا سفريات خارج العراق ولا علاج بملايين الدولارات ، هل نشاهد البعض يتجه الى الانتماء للخط الصدري …..؟!
تساؤل مشروع اطرحه لمن يتصدى لقيادة الخط الصدري