18 ديسمبر، 2024 9:45 م

انعدام الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في العراق

انعدام الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في العراق

لا يختلف اثنان في الرأي بأن لا يوجد في العراق أمن غذائي، حيث عرفت منظمة الفاو الأمن الغذائي على انه ” توفير الغذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية اللازمة للوفاء باحتياجاتهم بصورة مستمرة من اجل حياة صحية ونشطة”، والامن الغذائي هنا يعني الاكتفاء الذاتي وتوفير المواد الغذائية الأساسية في حياة الفرد وهذه المواد هي (القمح، والرز، والحمص، والحليب، والسكر، واللحوم) والتي يجب على الدول ومنها العراق العمل على الاكتفاء الذاتي لهذه المواد وتوفير كافة المستلزمات والمواد الأولية الخاصة بزيادة انتاجها، علما ان جميع مقومات تحقيق الأمن الغذائي في العراق متوفرة من أراضي صالحة للزراعة ومياه وايدي عاملة محلية واجنبية.

ان انعدام الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي في العراق بسبب التذبذب في التصريحات الحكومية، والبيروقراطية المقيتة داخل مؤسسات الدولة الزراعية، ابتداءا من وزارة الزراعة التي تصف نفسها انها “بحثية ارشادية” وهذا الوصف يتعارض جملة وتفصيلا مع قانون وزارة الزراعة، من ناحية الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي للبلاد، وانتهاءا بباقي الدوائر ذات العلاقة في الجانب الزراعي، حيث نستطيع وصف ان الزراعة في العراق محاربة من الداخل بسبب البيروقراطية والفساد، لغرض استيراد المواد الغذائية من دول الجوار وبقية الدول وجعل العراق بلد مستهلك واسير للدول المنتجة لتلك المواد الغذائية.

الأمن الغذائي لا يتحقق بدون الاكتفاء الذاتي في العراق والعمل عليه مسؤولية الجميع، العراق وبعد ان كان مصدرا للمحاصيل الاستراتيجية في اربعينات وخمسينات واكتفى ذاتيا خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، وبعد 2003 أصبح العراق من بلدا كان منتجا ومصدرا للمحاصيل الزراعية الى بلد مستورد لها، حيث كانت استيراداته الاسوء من ناحية النوعية، والتي أدت الى عزوف المزارعين عن استخدام تلك المواد المستوردة في أراضيهم والنتيجة أصبحت سلبية من ناحية الإنتاج.

ان العالم الان يمر بأسوء الظروف السياسية بين الدول، يجب على الوزارات العمل على تطبيق البحوث والدراسات الموجودة على رفوف وزارة التخطيط، والكف عن التلاعب بالأرقام للإنتاج السنوي للمحاصيل الاستراتيجية لسبب بسيط جدا هو ليس لدينا مخازن تستوعب أكثر من خمسة ملايين طن من الحنطة “المحلية”، بدليل خزنها على الأرض و تسييجها بالكتل الكونكريتية التي كانت تغلق مناطق بغداد وتغطيتها بالأغطية البلاستيكية حفاظا عليها من تقلبات المناخ والطيور “”والقوارض بأنواعها””.