26 نوفمبر، 2024 3:21 م
Search
Close this search box.

برلماننا وبرلمانهم

عجبت لامرالبرلمان  وعصى على وحتماً على غيرى من الناس فهم وتحليل خباياه وما يدور في دهاليزه ، هناك في بغداد وهنا في أربيل.
هناك،  اقصد البرلمان الاتحادي ،حيث رئاسة البرلمان تدعواالنواب والكتل البرلمانية  للاجتماعات وفي اغلب الاحيان لا يكترث الكثير من النواب بتلك الدعوات وفي الغالب كتل سياسية بكاملها لا تعير اي اهتمام ولا تكترث بالدعوات  لانها ليست  على هوى هذه الكتلة او تلك او ان القانون الذي سيناقش لا يهم كتلة معينة او لانه ينصف شريحة اجتماعية  ما وتلك الشريحة ليست ذات اهمية لدى كتل معينة ، او لانهم يظهرون موقفاً معيناً من نقاش ما لغرض الدعاية لكتلتهم واظهارها بانها الاحرص على البلد من غيرها او،او،الخ  والنتيجة لا يكتمل النصاب او لا يتم التصويت لانسحاب نواب واحياناً كتل من جلسة التصويت ، او يمتنعون عن التصويت ،بسبب الاحتقان  السياسي ،والشد والجذب بين هذه الكتلة وتلك. وكأنهم في مقهى شعبى وليسوا نواباً لهذا الشعب و المفروض بهم ان يضعوا مصلحة هذا الشعب فوق كل شىء وليس العكس. ويهدر الوقت الثمين بشرب الشاي والقهوة و الدخول الى عالم الفيس بوك والتويتر، او الانترنيت و في احسن الاحوال  حل الكلمات المتقاطعة  وأشياء أخرى. والخاسر هو الشعب الذي اختار هولاء ليمثلونه، وهم لا هم لهم الا همهم وهم كتلهم وليذهب الشعب الى الجحيم ، والشعب يستطيع الانتظار، لحين اعتدال مزاجه ومزاج من يوجهه من بعيد كالالة ، بالريموت كونترول، ومرة اخرى ليذهب الشعب الى الجحيم،  
وهنا في هولير واقصد برلمان الاقليم اليافع ،هنا النواب يدعون رئاسة البرلمان للاجتماع ليشكل لجانه وليمارس  دوره المنوط وليبَيِّضوا وجوههم امام من انتخبوهم ، ولا يلقون اية  استجابة وبعد مضي اكثر من شهر على الجلسة الاولى التى لا تزال مفتوحة. حيث  ان برلمانيي  اقليم كوردستان قد داوموا فقط  ٣٠ دقيقة في جلسة القسم ولم يلتئم مرة اخرى بعد ذلك، وتقاضى كل نائب راتب شهر كامل ٣٠ يوما، اي كل دقيقة  واحدة دوام  براتب يوم كامل ( حسب تقرير لقناة كوردسات ) التابعة للاتحاد الوطنى الكوردستان.
اللهم جيب العواقب سليمة وقرب  وجهات نظر جميع الكتل والتيارات السياسية خارج قبة البرلمان لتقترب هذه الوجهات النظر من تلقاء نفسها  تحت قبته خدمة  لهذا الشعب المسكين. والله فيهم  كل الخير لانهم يطالبون رئاسة البرلمان للاجتماع  ويجب ان نكبر فيهم حميتهم ووطنيتهم وشعورهم العالى.  بالمسؤلية الكبيرة الملقات على عاتقهم ، وليكون  الراتب الذي تقاضوه حلالاً  ويصرفوه هنيئاً مريئاً، لان رئاسة البرلمان هى الملومة ، لعدم دعوتها اياهم  للاجتماعات، وهم رهن الاشارة للتواجد في مبنى البرلمان في هولير( لمن ليسوا من سكنة هولير).
و الاحزاب الكوردستانية لم تتوافق لحد الان على شكل رئاسة البرلمان واللجان البرلمانية  واذا لم يلتئم البرلمان وتُنتخب رئاسته لن تكون هناك حكومة ، وبعد مراسم تكليف تشكيل الحكومة للكتلة الاكبرمن قبل رئيس الاقليم ، تبدأ المشاورات  بين الاحزاب والكتل التى قد تستغرق وقتاً اطول مما استغرقه التئام جلسات البرلمان ، والناس تنتظر ما تسفر عنه الايام القادمة،
وتتساءل ولو همساً: ترى هل سيتقضى البرلمانيون راتب الشهر القادم ايضاً رغم انهم لم يداوموا ولا دقيقة واحدة ؟
يقول المثل (كل تأخيرة فيها خيرة)
اللهم اجعل هذا التأخير خيراً  على البلاد والعباد.
 آمين.
 [email protected]

أحدث المقالات