17 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

ارادة العراب في أدارة الاعراب

ارادة العراب في أدارة الاعراب

لا توجد مجموعة بشرية في يومنا هذا لا تقوى على ادارة امورها بنفسها مثل الاقوام العربية. قد يعترض البعض و يقول ماذا عن كوريا الشمالية و رئيسها المعتوه الذي اعلن على الناس  ليلة العام الجديد بان بلاده تخلصت من القذارة بالقضاء على عمه ؟. الاجابة تنحصر في ان هذا البلد يدير اموره طاغية من البلد نفسه و لا يوجد عراب يدير امرهم و يشمل ذلك الصين الشعبية.
تضاعف عدد ضحايا الحرب الاهلية السورية في عام 2013 و   لا احد يعلق الآمال  على نهاية المذابح و سفك الدماء مع مؤتمر السلام في جنيف . كذلك لا احد يعلق المال على مفوضات فلسطين رغم بهجة الاعراب بانتصاراتهم كلما اطلقت اسرائيل بعض السجناء منهم.
 أشتد امر الغلاة في سوريا و لم يتوقف العراب في تمويلهم و ارسالهم الواحد بعد الاخر الى مثواه الاخير. انتشر امر هذا الوباء و اصبح مستوطناً في العراق و لبنان و  ربما سيسعى عرابهم الى توكيل شركة سوني لتضع لعبة جديدة تصور مأساة الاعراب و حروبهم على جهاز البلاي ستشين الرابع ليتصدر المبيعات مع اعياد عيد الفطر المبارك. او ربما سيبذل العراب جهده لضمان فوز احد المهجرين من بلاد الشام  للفوز بمسابقة  Arab Idol او الاعراب لديهم مواهب Arabs Have Talent . دعواتكم يرحمكم الله.
لكي تدرك فعالية الاعراب المزرية في ادارة امورهم و ارادة عرابهم فما عليك الا ان تحصي عدد المجموعات المسلحة على ارض الشام الذي يبكون عليها و يوفرون البطانيات لحماية ملايين اللاجئين من فتك شتاء قارس. هناك اليوم اكثر من 1000 مجموعة مسلحة تتصارع من اجل السيطرة على بلاد الشام او جزء من اراضيها و تقسيمها ربما هو الحل الاخير لوقف حمامات الدم. تقسمت الاوطان في افريقيا و اوربا و اسيا، و حال بلد مقسم  افضل من بكثير من بقعة جغرافية تضمهم بدون روابط وطنية و تمسكهم بعقيدة لا يستوعبونها و  لم يتم تشريعها ليومنا هذا.
شبح التقسيم او بالأحرى حل التقسيم  ينتظر ليبيا بعد ان تخلصت من اشهر طغاة القرن العشرين و بسواعد بريطانية فرنسية امريكية. من يقول انها سواعد عربية او ليبية فهو يخدع نفسه و الاخرين ايضاً اللهم الا اذا استثنيت اربعة مقاتلات من بلاد الخليج العربي لا ندري ان كان يقودها عرب او غيرهم. في جميع الاحوال ذكر هذه المقاتلات الرمزية كان محاولة فاشلة لخداع الاعراب لأنفسهم بقابلية ادارة امورهم دجون الرجوع الى عرابهم.
حل التقسيم يتم طرحه بين الحين و الاخر على العراق لتصحيح قيام وطن من تصميم سايكس بيكو قبل مائة عام. لا يزال العالم ينتظر ولادة  وطن كردستان رغم تردد القيادة الكردية في السير نحو هذا الهدف لأسباب اقتصادية و سياسية. 
اما انتخابات العراق القادمة في ربيع 2014 فلن يكون امرها افضل بكثير من الانتخابات السابقة. للديمقراطية بعد عملية الانتخابات و بعد نتائج الانتخابات نفسها. لا غبار على البعد الاول في العراق و  لكن البعد الثاني لم يولد الا حالة مرضية واحدة و هي شلل الدولة و انتخاب نواب العديد منهم تنقصهم النزاهة و الفطنة و الذكاء السياسي. ان كان نواب العراق لا يختلفون عن البلاد الاخرى في انتخاب المخادعين و لكن نسبة هؤلاء في البرلمان العراقي اكثر بكثير. لا يزال العراق يتصدر قائمة الفساد الاقتصادي و الرشوة و عدم الشفافية. هذه ارادة العراب و حال الاعراب المزرى في ادارة امور العراق.
اما ارادة العراب على مركز الحضارة العربية في مصر فهي تستحق الاعجاب. لا يزال الاعلام العالمي يتحفنا بصور و مقالات عن انتهاك الحرية في مصر اليوم بعد الاخر حتى انتهى الامر بإدانة القاصرين في التظاهر ضد الدولة و الاخلال بالأمن. بدأ الحديث عن اي تصويت يبدأ به الشعب المصري و تسلل العمليات الانتخابية على مسرح ديمقراطية الاعراب. هل يبدأ الاستفتاء على الدستور ثم البرلمان و بعدها رئيس الدولة او الاخير قبل الثاني. لا تحتاج الى حاصل ذكاء يتجاوز الصفر لتراهن على من سيقود مصر العام المقبل؟. 
الصراع من اجل السيطرة على الخليج بين السعودية و ايران  سيكون اكثر كثافة هذا العام. استفادت السعودية من حصار ايران الاقتصادي اقتصادياً و سياسيا و لكن تجارة الكويت و الامارات ستكون اكثر ترحيباً برفع هذه العقوبات الاقتصادية و انتعاش تجارتها محلياً. سلطان تركيا العثماني سيخرج من دوري اللعبة السياسية في الشرق الوسط بعد انكشاف امره و غضب عرابه عبدالله جول Gul عليه  تاركاً سوريا و العراق و الشام كملعب حيادي للعبة دموية بين ايران و السعودية. انتظروها على بلاي ستيشن هذا العام بالصور و الالوان المجسمة و ستبث العربية و الجزيرة  لقطات منها يومياً.

أحدث المقالات