مضيت الى البيت واستقبلتني امي بوجهها الباسم وكما هي عادتها سألتني عن امتحاني ومدى اجاباتي فطمأنتها بأنني قد وفقت الى الاجابة بما يجعلني من المتفوقين واستطردت… ولكن يا امي اريد ان اخبرك عن امر حول الخالة جوري
هتفت بحنان وقد ارتسمت على محياها علامة خوف
ماذا بها الخالة جوري…؟
لقد رأيت شاب عشريني يدخل بيتها صباح هذا اليوم وحين حاولت ان امنعه رشقني بسيل من السباب والكلمات البذيئة .
كيف تمنعه وهو ابن شقيق الخالة جوري …!!!
ولكنه… لكنه شاب سيئ وغير مؤدب فكيف تدعين ان الخالة جوري هي سليلة الحسب والنسب والمنزل الرفيع الشرف.
تعجبت امي من كلماتي التي لا تناسب فهمي وعمري وهي تجهل اني تعلمت ذلك من خلال متابعة احاديث الكبار وهكذا جملت كلماتي بما يوافق ما اريد قوله. لذا وجدت امي نفسها مجبرة على ان تناقشني الامر فقالت:-
ما هو رأيك بالخالة جوري …؟ أليست هي امرأة طيبة وصالحة ومحبة للناس وهي تحبك كأنك فرد من عائلتها وهي ايضا صديقة طفولتي وصباي وشبابي ولغاية اليوم ,وانا طوال هذا العمر لم ار منها الا كل خير وما ذنبها ان كان احد افراد عائلتها سيئا…
بعد لحظة صمت اضافت متسائلة:
اليس كلامي صحيح الا تجد ان من غير المعقول ان نغير افكارنا ازاء شخص ما لمجرد ان يكون احد اقرباءه سيئا..؟
فكرت في الامر لبرهة من الوقت وراجعت سجل معارفي فقرأت قول الله عز وجل في كتابه الكريم(ولا تزر وازرة وزر اخرى) ثم في التاريخ ما يثبت ان بين اولاد الانبياء من خرج عن الدين القويم واتبع هواه فكان من المهلكين ذلك هو ابن النبي نوح عليه السلام الذي خاطبه النبي قائلا : (يابني اركب معنا) فأجابه بالقول (سأوي الى جبل يعصمني من الماء) لكن الوالد الحنون اوضح له جلي الامر الالهي (لا عاصم اليوم من الله) وابى الابن الشقي الا المخالفة فكان من المهلكين ذلك انه عمل غير صالح وان وعد الله تعالى هو الحق .
تبارك الله رب العالمين …عبارة نطقناها معا انا وامي واضافت ايضا في هذا الشأن توضيح آخر إذ ذكرت ان النبيَّ الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين قد قوبل بالعداوة والبغضاء من قبل عمه ابو لهب الذي نزلت فيه سورة قرآنية شريفة التي هي (بسم الله الرحمن الرحيم )
(تبت يدا ابي لهب وتب, ما اغنى عنه ماله وما كسب ,سيصلى نارا ذات لهب ,وامرأته حملة الحطب ,في جيدها حبل من مسد)
صدق الله العلي العظيم
اجل هذه هي الحقيقة وما كان لي ان افكر ذلك التفكير الخاطئ فأعلنت لأمي انني اسف لتلك الافكار وسألتها عن الخالة جوري وما سبب غيابها وظهور هذا الشاب العشريني في بيتها فكان الجواب مؤلما جعلني ازداد غضبا على ذلك الشاب العشريني .