مع قوات الاحتلال بقيادة امريكا عام 2003 تم سقوط نظام حزب البعث وقيادة الرئيس صدام حسين ويدخل العراق والحركه الكرديه حالة نوعية جديده, القياده الكرديه التى سبق لها الاتصال بالامريكان والاخرين واستعداهم البرغماتى المبد ئى القائم على المصلحه فتحوا الاقليم وقلوبهم ايضا لصاجب القرار الجديد فى العراق والعالم وكانوا مستعدين لقبول اى الشروط التى يفرضها للتعاون بما فى ذلك انشاء قواعد عسكريه واستثمارات, والامريكان الذين يؤكدوا على وحدة الولاء وجدوا فى البرازنيين الحليف المناسب والذين يمكن الاعتماد عليهم فى حدود معينه, هذا كما وجدت القياده الكرديه نفسها امام المشاركه الفاعله فى رسم السياسة ومستقبل العراق بما يتناسب مع طموحاتهم القوميه والشخصيه وتنمية وتطور الاقليم, وكما تشير الممارسه منذ تشكيل اول وزاره تحاصصيه ومجلس نيابى اتحادى كانت توجهاتهم نحو بناء سلطتهم وتنميه الاقليم من خلفية ضروره اضعاف حكومة المركز وابتزازها وخلق المشاكل والخلافات معها بشكل دائم.
فى عام 2005 تم صياغة دستور ملغم بالتناقضات وقابل لاحتواء مقولات وتأويلات متعدده, واصبحت كردستان العراق كيان مستقل ضمن العراق الاتحادى ويضم ثلاثة محافضات اربيل, دهوك والسليمانيه, كما وضع نص بالدستور يقضى بان اى تغيير او تعديل فى الدستور يجب ان يحضى اولا بموافقة المحافظات الثلاثه هذا يعنى موافقة الاكراد اولا. ثم اضيفت مواد دستوريه جديده لم تكن مقره مسبقا واحتوت على ما يسمى المناطق المتنازع عليها بما يعرف بالماده 140 . ان مصطلح ” المناطق المتنازع عليها” يحمل الكثير من الغرابه ويعنى الصراع بين دول وليس فى نفس الدوله وتتسع هذه الماده لتشمل اراضى فى الموصل, صلاح الدين, خانقين, واسط وليس اخيرا مدينة كركوك. . الخ بدأ نجم السيد مسعود البرزانى فى الصعود مبكرا حيث كان احد اعضاء الوفد المفاوض حول اتفاقية اذار 1970 وكان عمره “20” عشرون سنه وكان مشاركا ومواكبا من موقع المقاتل والسياسى القيادى فى الوفود والمباحثات مع الحكومه العراقيه من اجل الوصول الى حلول مقنعه للطرفين, هذا بالاضافه الى مواكبته الفعليه فى مختلف مراحل الانتفاضه بما فيها من نجاح وانتكاسات, ومما لاشك فيه فان المجابهات المسلحه للجيش العراقى كانت مؤثره فيه وعليه فى عملية الادراك والوعى, ان ساعات الرعب والخوف الذى يسببه قصف الطائرات اوالقصف المستمر بالمدفعيه وما كانت تولده من خوف ورعب وضحايا, ان القلق والمشاعر الحزينه المؤلمه التى تفرزها الخسائر بالارواح والمعدات, كمقتل او الاصابات البليغه بالرفاق المقاتلين, الذين كثر عددهم تفرز ايضا حالة التوعد والانتقام من العدو المشحونه بالكراهيه والغضب والتطرف القومى. ان هذه الحاله قد عاشها السيد مسعود البرزانى عن قرب وتماس مع الاحداث التى استمرت سنين طويله واضافت الى تكوينه الاولى تكوينا جديدا ونوعيا كسياسى وقائد ينتظر ويعمل من اجل الحلم بالتحرر القومى الذى سوف تكون مفرداته, اساليبه ونواياه مقرونة بتجربه الحرب ومعاناتها. هذه المعاناة ترتبط ” بتجربة انضمامه فى صفوف البشمركه, مع بندقية البرنو, كما يؤكد, كانت اجمل لحظات حياتى على الاطلاق, وشعرت بانى املك العالم”ان مثل هذه المشاعر وهذا الحماس التى يظهر فى الحركات القوميه تاخذ غالبا المنحى الشوفينى, والذى يلزم احتقار العدو والتاكيد على دونيته كضروره لااستمرار الحركه وتحقيق اهدافها. ان هذا الموقف والسلوك قد تبلور فى اغلب الحركات القوميه ومن هنا تكمن مخاطرها الكامنه, لقد نشأ فى كردستان جيل لا يتكلم العربيه وقد تجاوز فى مناسبات كثيره على رموز الدوله المركزيه وهويتها العربيه . منذ 1979 اصبح السيد مسعود رئيسا للـ ” الحزب الديمقراطى الكردستانى” وفى 12. 6. 2005 رئيسا للاقليم واعيد انتخابه عام 2009 ولم يعاد انتخابه فى 2017 لتطور الخلافات مع حزب “الاتحاد الوطنى الكردستانى ” وبشكل خاص مع حركة التغيير المؤثره الذين اتهموا السيد مسعود بالاستحواذ على السلطه وقيادة دواوين الحكومه المهمه بأبناء العائله من بالبرزانيين والاقارب والموالين له., بالاضافه الى استمرار ولايته فى الاعوام الماضيه امرغير شرعى. ان الخلافات بين قوى الحركه الكرديه واحزابها ليست وليده اليوم, هذه الاشكاليه ترجع الى ان السيد مسعود البرزانى يعتقد انه مركز القرار لاصوله البرزانيه ومواكبته المستمره للحركه الكرديه ما يؤهله ويمنحه الاولويه فى القياده: ” “علمنا التاريخ ان الملك هو الملك من يجلس على الكرسى يصبح هو الامر الناهى.” يتمتع السيد البرزانى بشعبيه كبيره خاصة فى اوساط المحافظين والريفيين والمتدربين ويمثل لهم القائد المجرب وسلطته التى لا تقبل الشك فى مناطق نفوذه. منذ 2005 وتقاسم السلطه مع الاتحاد الوطنى وتولى السيد جلال طالبانى لرئاسة الجمهوريه تم الاتفاق على تقاسم الوزارات والدواوين فى الحكومه المركزيه وفقا لنظام المحاصصه قد تمكن الاكراد من وزارة سياديه, الخارجيه اوالماليه بالاضافه الى رئاسة الجمهوريه ويبلعت حصة الاقليم 5 .12% ووصلت الى 17% من الميزانيه المركزيه. ان الطبقه السياسيه التى جاء بها الامريكان كانت نموذجا للفساد المالى والادارى, وهذا يشمل حكومة الاقليم والحكومه المركزيه على حد سواء. من الخلفية العشائريه للسيد مسعود البرزانى ومسيرته الطويله فى الحركه القوميه الكرديه التى افضت عليه الشعور بالقوه والمقدره والاحقيه ومحاكاته لـ “اسلوب الرئيس صدام حسين” فى الحكم اخذ الانفراد بالسلطه والتصرف بالاقليم كميدان يجسد به الانا المضخمه ويوكد على على زعامته المطلقه من موقع الاهليه المزدوجه نسبا, اصاله ونضالا. بذلك واصبحت القضيه الكرديه قضيته الشخصيه, انها قضية الانا المضحمه العارمه, اما بناء الاماره الكردستانيه التى سيكون هو اميرها وسلطانها فهى لا تتعدى ان تكون الاسلوب والاداة لتحقيق الانا . يتبع
دكتور حامد السهيل 2 . 3 . 2022
العراق الفدرالى
كانت ديمقراطيه السيد مسعود البرزانى التى لاتسمح بممارسات ديمقراطيه بحضور جهاز بوليسى استخبارتى مدعوم بكثير من الصلاحيات بالاضافه الى جهاز اعلامى ومحطات تلفزيونيه وصحف يوميه وشله كبيرة من كتبة السلطان يمجدوا القائد وافكاره الفريده وتواضع العظماء. وبالرغم من حصة الاقليم المليارديه من الحكومه المركزيه لم يحصل تطور فى مستوى معيشة السكان و كانت ولا زالت نسبة اللاجئين العراقيين الاكراد فى اوربا والعالم اكبر من اللاجئين العراقيين العرب والاقليات الاخرى. ان من اهم اسباب الهجره الضعوط السياسيه, قلة فرص العمل والعطاله المتفشيه بين الشباب. من موقع القوه القائم على الولاء والتعاون مع الامريكان وكذلك مع اسرئيل كمستشارين, مخططين ورجال امن كانت اشكاليةالعلاقه مع حكومه المركز والعراق كدوله, تاريخ وشعب و كانت مشاريعه وخطواته محملة بروح الانتقام والعمل على اضعاف حكومه المركز وتجاوزها وابراز هشاشتها فى اى فرصة سانحه وخاصة فى تعامله مع الدستور والاتفاقيات مع المركز التى لم يلتزم بها ابدا, فقد كان يهرب النفط الخام الى ايران, وعقد اتفاقيات مع شركات نفط عالميه والاتفاق لبيع النفط لتركيا لسنين طويله فى مخالفه صريحة للدستور, على طريقة المهربين المعهوده” القجغجى” الذى يقر بان الثروات الطبيعيه هى ملك للشعب العراقى. ان ما يثير الغرابه والعجب ان مبيعات النفط, المهرب او الذى يباع الى تركيا لم تدخل مليارات الدولارات الى اقليم كردستان وانا