الكارثة التي يمر بها العراق حالياً و يشيع فيها الاضطراب السياسي “واللعب بمواد الدستور وفق ما تريده الكتل والائتلافات السياسية “و الاضطرابات الأمنية والاقتصادية والمسألة الإنسانية مأساويةً والخوف من الانهيار الاقتصادي متزايد وميزانية الدولة رغم غيابها معرضة للمزاد والنهب والسرقة قبل تثبيت موادها على الورق ، ان أساس العملية السياسية بمفهومها المدني و المبدئي وجدت لخير ورفاهية المجتمعات عامة دون تمييز لا لفئة معينة ، وذلك بالعمل على إرساء السلام والمساواة بين البشر، وحلّ النزاعات والمشاكل الاجتماعية بالطرق السلمية تحتاج الى تملك الحنكة والخبرة والدراية في معرفة دهاليز السياسة، وما يخطط له الأعداء من مؤامرات، بخاصة حول تطبيق المبادىء عملياً بغية التوجّه نحو مستقبل أفضل ينبذ التسلّط الفردي المطلق والأنانية الضيّقة، ما يوجب إحياء السياسة الحقّة بالممارسة الفعلية ضمن ضوابط قانونية واضحة، خصوصاً لدى المسؤولين في السلطة وخارجها على حدّ سواء، وتفادياً الحروب والمآسي والمظالم التي يُسبّبها تحكّم القوي بالضعيف. ويجب أن يتغلّب الطابع السياسي المرتكز على المنطق والعقلانية التي تحفظ كرامة الإنسان كمخلوق بشري له حقوق وعليه واجبات ،وأن الاستعصاءات التي تمر بالعملية السياسية الحالية مفبركة وليست آتيةً من الفرقاء السياسيين المتنازعين بالدرجة الأولى فقط ، بل من الصراعات والتدخلات الخارجية التي تتربص للكيد بتاريخ الوطن ويحتاج فيها الى عقول تعي المسؤولية الوطنية التجربة السياسية الحكيمة لايجاد الحلول لها والتمييز بالحيوية والنشاط من أجل البحث بشكل دائم ومستمر بالفكر حول كيفية حل المشكلات و الإتجاه الإيجابي للمجتمع لأن الاشخاص السلبيين سوف لن يتمكنوا من الوصول إلى حلول للمشكلات بل سوف يقضوا عليها ويقتلونها و التعرف على نوعية المشاكل وتحليلها بالعمل على سرعة دراستها والتعرف على أهم أعراض تلك المشاكل حتى يسهل تدارك تلك ، على أن يتم تصنيفها اولاُ وفقًا لمدى خطورتها وتأثيرها ،وصاحب الطبيعة الصعبة – بقدر صعوبة مزاجه وتعامله – يعكر صفو الحلول ويعكر آلية التعامل ويُعقَّد طرق تنفيذها صغيرة كانت أم كبيرة، ويفسر التعقيد بالتعقيد .
إنّ أول خطوة في حل أي مشكلة هي الاعتراف بالمشكلة ومواجهتها دون أي محاولة للتهرّب منها أو إنكارها، إنكار المشكلة وتفاديها يؤدي في الغالب إلى تفاقمها وتعقيد إيجاد حلّ لها، ومن المهم التعامل مع المشكلة بحجمها الطبيعي بعقلانية دون أي محاولة لتضخيمها أو تهويلها، ثمّ يجب التفكير في المشكلة ومسبباتها بطريقة إيجابية والابتعاد عن أي أفكار سلبية ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها بهدوء والمفروض ان يكون الشخص المبادر بحل المشكلة قادر على إعطاء النصح من باب الخبرة العلمية المرتبطة بالموضوع الذي يقدم فيه النصح، غير ذلك يعد ضرب من الأمور غير المنطقية التي قد تزيد الأمور سوءا، و هناك أفرادا لا يقدمون النصيحة الا من باب التفاخر بقدرتهم بحل المشكلات، وغالبا ما يزيدون المشاكل ولا يعطون الحلول الناجعة. من الفروق الهامة بين الشخصية الناضجة والشخصية السطحية هي أن الشخصية السطحية تتسم بقدر من «القصور الذاتي» بمعنى أنها تظل في حركتها متأخرة عن متطلبات الواقع، فأثناء عملها ترتكب أخطاء وتواجه مشكلات، ولكن حركتها في معالجة تلك الأخطاء والمشكلات تظل بطيئة وتأتي متأخرة، بسبب ضحالة رصيدها من الشفافية والمرونة. هذا فضلا عن أنها تعجز عن إقامة حواجز بين التصلب الممدوح الذي يتمثل في الثبات والتمسك بالعقائد والمبادئ والمفاهيم الكبرى، وبين التصلب الذهني المذموم الذي يتمثل في نقص المرونة الذهنية، واعتناق بعض المفاهيم الخاطئة التي تجعل المرء فاقد للرشد الفكري، وعندما لا تسير الأمور وفق ما يتوقعه الشخص السطحي فإنه يضرب بقدميه الأرض سخطا وتذمرا، ويحبس أنفاسه ويبكي أو يتحسر على قدره، أما الشخص الناضج – في المقابل – فإنه يفكر بطريقة مختلفة، باتجاه مختلف، ويستمر مواصلاً حياته الطبيعية بحلوها ومرها
إن النجاح ليس دائماً وليد الأفكار الضخمة، فكثيراً ما يكون مفتاحه فكرة بسيطة. والعقبة الرئيسية التي تعيق التطور الطبيعي للحياة هي «الأفكار المتحجرة» التي تفرض نفسها دون وجود قدرة لديها ،
البساطة صفة من صفات الحقيقة التي تتدفق من الداخل إلى الخارج، تحفزنا على التطور. وكل ما تحتاجه البساطة هو الصدق والمرونة والشفافية ليتفتّح الحس السليم وتتدفّق النوايا الحسنة وتتفجّر الثقة بامتلاك قوة العزم التي لا رجوع إلى الوراء بعد امتلاكها .
لتحديد المشاكل التي يعيشها العراقي ليس بالأمر السهل في الوقت الحالي في خضم الفوضى التي يعيشها و لا توجد أي حياة بدون مشاكل ،المشكلات تلك هي فرصة رائعة من أجل الإرتقاء وتطوير النفس حول الأفضل دومًا، فلا توجد حياة تخلو من التعرض للمشكلات سواءًا بشكل يومي أو حتى بشكل قليل على أن تكون تلك المشكلة صغيرة سهل حلها، أو حتى اذا كانت المشكلة كبيرة يصعب فهمها أو حتى حلها يمكن حلها بشكل ناضج بعد تفهم عمقها ، و تختلف معايير تجاه حل المشكلات وتتطلب إدارة المنازعات بشكل جيد الكثير من المران والتجارب الصغيرة والكبيرة ، دون ان يكون الهدف هو التوصل إلى حل وسط يمكن التعايش معه والرضا عنه، بمعنى آخر محاولة التوصل إلى وسيلة تمكن من الاقتناع بأن الكل فائز وليس هناك غالب ومغلوب لا يكون لصالح الوطن، والحرص على إيجاد الوقت لحلها من القعر أفضل وليس في الشكوى منها فقط