23 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

قراءة في نتائج محرار الراي العام العراقي

قراءة في نتائج محرار الراي العام العراقي

أظهرت نتائج محرار الراي العام العراقي وقائع متجددة في تذمر العراقيين من الواقع السياسي والاقتصادي وتباعد فجوة الثقة التي يعيشها المواطن العراقي ، وناقشت ورشة عمل نظمتها الشركة المستقلة للأبحاث بحضور رئيسها الدكتور منقذ داغر، الذي أوضح ان تراكم نتائج استطلاعات اراء العراقيين في عينة تراكمية منتخبة منذ عام 2004 وفقا لمعايير معهد غالوب الدولي لاستطلاعات الراي العام ان اراء العراقيين في نتائج المقارنة في محرار الراي العام للنصف الثاني من عام 2021 وبداية عام 2022 حيث اعتمدت منهجية موحدة في توجيه ذات الأسئلة عن الرضا عن الحياة الهوية الوطنية والطائفية دور الدين في السياسة إضافة الى الديمقراطية وتطبيقات الحكم الرشيد، تمت خلالها مقابلة 1246 عراقيا من قبل باحثي الشركة مواجهة مباشرة في منازلهم بعد ان تم اختيارهم من قبل برنامج خاص لانتقاء عينة الاستطلاع تتطابق مع تلك المعايير التي يعمل بها معهد غالوب الدولي .
معايير دولية
وأشار الدكتور داغر الى المحرار يتكون من 4 درجات في قياس المعدل العام للراي العام العراقي، تعتبر الدرجة اربعة الحد الأعلى الموافق ونقطة الوسط في المقياس هي (2.5) وكل درجة ما دونها تعتبر سلبية وما وقها توصف إيجابية وأيضا يتم ذلك من خلال برنامج على الحاسوب بعد ادخال كافة المعلومات التي يحصل عليها الباحث من مقابلة المستطلعة آراؤهم مباشرة عبر الانترنيت.
وفي مقارنة النتائج الاجمالية ما بين عامي 2021 و2022، يظهر محرار الراي العام العراقي ثمة تحسنا طفيفا على النتيجة الكلية حيث كانت 2.3 عام 2021 مقابل (2.5 )لعام 2022، ففي الوقت الذي اعتبر فيه( 2 ) فقط من قياس 6 درجات موافقين عن تساؤلات استبانة الآراء للرضا العام عن الحياة خلال استطلاع تموز 2021 تغيرت إيجابيا الى( 2.4 ) لعام 2022، وهكذا الحال لتطبيقات الحكم الرشيد حيث كنت( 2.13) عام 2021 لتكون( 2.14 )عام 2022 ، وفي حصيلة فهم العراقيين لتطبيقات الديمقراطية كنت النتيجة (2.45) عام 2021 لتنخفض الى (2.3) عام 2022 ، لاسيما وان الاستطلاع جرى ما بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات وما حصل من تنازع بين القوى السياسية على قبول او رفض نتائجها ، وذات الامر لمقياس الطائفية وتأثير الدين في السياسية حيث ارتفع المعدل الى (2.84) لعام 2022 مقابل (2.72) لعام 2021 ،فيما ظهرت النتائج تقدما في المحرار عن فهم المواطن العراقي للهوية الوطنية ما بين (2.67) عام 2021 ليرتفع الى ( 3) عام 2022 .
وإذ تعد هذه المقاربة في النتائج ما يؤكد ان عراق ما بعد الانتخابات الأخيرة ما زال بحاجة الى تطورات نوعية في التنمية السياسية والاقتصادية والمجتمعية المستدامة بما يعزز ثقة المواطن بالعملية السياسية برمتها مما يستدعي اهتماما اكبر من القيادات السياسية العراقية بالراي العام الجمعي العراقي ،فواقع التفاصيل لمثل هذه الاستبانة التي تعتمد وتناقش من قبل البرلمانات والحكومات والأحزاب سنويا في مختلف بلدان العالم ، لاسيما وان هناك ما يعرف ب( بارومتر الراي العام العربي ) ، الا ان اتساع الفجوة بين المواقف الحزبية والحكومية والبرلمانية واراء العراقيين يبقى بحاجة الى التعرف على التفاصيل الكلية لما انتهى الى هذه النتائج في محرار الراي العام العراقي .
العراقيون سعداء!!
وفي شيطان التفاصيل تكمن المعضلة، يبدأ ذلك في الإجابة على سؤال الشعور بالسعادة ،حيث أجاب( 67%) من العينة المستطلعة آراؤهم بانهم يشعرون بها عام 2022 مقابل (47%) لعام 2021 ،لكن ذلك لم يجعل 87% من هذه العينة يثقون بشكل عام بالأخرين مقابل 86% حسب إجابات 2021 ،مما دى الى تطابق الآراء في الاجابة على سؤال هل تجد نفسك محترما من الاخرين بنسبة 91% لعامي 2021 و2022 ،ويرى الدكتور داغر ان مثل هذه النتائج تأتي من واقع أي مناقشات يمكن ان تجري بين المواطنين بشكل مباشر او على مواقع التواصل الاجتماعي تولد المخاوف من فتح المناقشات في الأمور العامة لاسيما الطائفية السياسية.
ويتبين ذلك بصورة أوضح في الجانب الاقتصادي حيث أجاب 8% بانهم قد ادخروا اموالا لعام 2021 مقابل 10 % لعام 2022، فيما اقتربت النسب ما بين 54% و55% بالإجابة ان امورهم قد تدبرت خلال العامين لكن 17% قالوا بانهم قد انفقوا مدخراتهم عام 2021 مقابل 14% لعام 2022 وهو في بدايته. الانكى من ذلك ان 21%قالوا بنهم قد اقترضوا أموالا لتدبير معيشتهم عام 2021 مقابل 23% لعام 2022 ،مما يدلل على التأثير السلبي للواقع الاقتصادي لاسيما ارتفاع سعر الدولار بلا تدابير حكومية او برلمانية للحد من تزايد الأسعار في سوق المعيشة اليومية .
ويتجلى هذا الجانب بشكل أوضح في تصنيف العراقيين لأنفسهم ضمن الطبقات المجتمعية حيث وصف 16% منهم عام 2021 بكونهم من الطبقات الدنيا مقابل 18% عام 2022 ، واحتل وصف الطبقة الوسطى الدنيا الرقم الاكبر بوصف 54% من العينة المستطلعة لعام 2021 مقابل 50% لعام 2022 ، ولم تصف الا 34% نفسها بالطبقة الوسطى العليا لعام 2021 مقابل 28% لعام 2022 و24% لعام 2021 ، ولم يظهر في نتائج الاستبانة غير 5% لكلا العامين من يجد نفسه من الطبقة العليا .
العراق والاتجاه الصحيح
في هذا السياق لا يجد 75% من العينة الاستطلاعية ان العراق يسير بالاتجاه الصحيح لعام 2021 والتي ارتفعت الى 77% عام 2022
بشكل انعكس بوضوح على الثقة بالأجهزة الأمنية والقضاء ،والتي يعتبرها الدكتور منقذ داغر من اخطر الأرقام ،حيث اعتبر 38% ان الوضع الأمني في البلد جيدا مقابل ثقة 30% منهم بالقضاء لعام 2021 فيما ارتفعت هذه النسبة الى 46% عام 2022 ، لكن الرقم الأصعب تجسد في الثقة بالبرلمان الذي لم يتجاوز 13% عام 2021 وان ارتفع الى 21% للثقة بالبرلمان الجديد الذي ينتظر منه الكثير ،دلالة ذلك ان 59% من العينة الاستطلاعية تعتقد ان الجماعات المسلحة تسيطر على السياسة في البلاد والذي ارتفع الى 67% لعام 2022 ، وتظهر نتائج الاستبانة ان 38% يوافقون على اعمال عنف ضد الحكومة عام 2021 والتي ارتفعت الى49% عام 2022مما دعل نسبة الذين يجدون قدرة الأشخاص في التأثير على قرارات الحكومة تصل الى 40% عام 2022 بعد ان كانت 30% فقط عام 2021 ،مما زاد من مخاوف الحرية الشخصية التي كانت 43% عام 2021 لتقل الى 32% عام 2022 .
على الرغم من كل ذلك فان 68% يوافقون على تسمية رئيس وزراء من طائفة مختلفة عام 2022 بارتفاع بسيط عن عام 2021 الذي كان 66%، او الاستعداد للتصويت لحزب يختلف عن طائفته بنسبة 45% عام 2022 مقابل 43% لعام 2021، ويقارن الدكتور داغر بين هذه الأرقام وما ظهر في الاستبانة ان أكثر من 80% من العراقيين يكونون سعداء لوجود جار لهم من طائفة أخرى.
وفي الإجابة عن سؤال هل انت عراقي قبل كل شي أجاب 60% من العينة انهم كذلك وتنوعت بقية الإجابات حسب الطائفة والمنطقة والقومية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات