الفساد وموقف الحكومة العراقية من الثورة السورية والتذمر السني من حكم المالكي ثلاثة أثافي يستند اليها قدر التدهور الامني في العراق. يعرف تقريبا كل العراقيين ,الا المالكي وحاشيته, ان الحل للمشكلة الامنية العراقية سياسي ,ومثلما ذكر سرمد الطائي في تغريدة “انه حتى عشرة ملايين عنصر أمن سوف لن يحل المشكلة” لان المالكي نفسه هو جزء من المشكلة ان لم يكن المشكلة كلها.
يفهم الدعوجية,وعلى راسهم نوري المالكي, السياسة باعتبارها فن الكذب والتملص من التعهدات لذا يتنباهى بعضهم بالمالكي بوصفه اكثر شخصية دعوجية قادرة على التملص من تعهداتها والانقلاب على خصومها السياسيين وتلفيق التهم اليهم ثم تسقيطهم سياسيا, بلغ هذا التباهي من الغلو للحد الذي دعى احد نواب دولة القانون الى استنساخ المالكي.
كان يمكن للعراق ان يدفع كل الارهابيين باتجاه سوريا, مثلما كان يفعل بشار عندما كان يدربهم ويرسلهم الينا قبيل انقلاب السحر على الساحر, من خلال غض الطرف عن الارهابيين المغادرين العراق الى سوريا وعدم التعرض لرجال الدين العراقيين الذي يدعون للجهاد ضد نظام الأسد. حينها كان سيغادر العراق الى سوريا كلمن لديه ميولا ارهابية فنتخلص بالتالي من شرهم جميعا ويستقر الوضع ونكون قد ردينا الصاع صاعين لبشار وثأرنا لشهداءنا الذي قتلهم الارهاب المدعوم بمخابراته أوالبعثيين العراقيين الذين يأويهم نظامه, دون الحاجة الى ان نشتكي نظام الأسد الى الامم المتحدة.
أليست هذه السياسة أحد اهم اسباب الاستقرار الامني الذي تشهده السعودية ؟ فالسلطات السعودية تضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بامنها الداخلي وتغض الطرف عمن يدعون للجهاد في ساحات بعيدة عنها, فكانت رسالتها للارهابيين واضحة وهي ان “طالما تلعبون بعيدا عنا فسوف لانعرقل جهودكم” اما ايران على الجانب الآخر فلاتقل حنكة في التعامل مع الارهاب والارهابيين فهي لم تنجح بابعاد نشاطاتهم عن اراضيها فحسب بل جندت بعضهم لخدمة مصالحها. منذ سنين وايران تأوي قيادات القاعدة الفارين من افغانستان وذراعيها لازالتا مفتوحتان لكل من تطارده الدول وتضيق به السبل من قيادات القاعدة الحالية كي تساوم التنظيم عندما تتضارب مصالح الاثنين في اي ساحة من سوح الصراع في الشرق الاوسط.
أما الحكومة العراقية فمثلما فشلت فشلا ذريعا بوضع وتنفيذ سياسات داخلية قادرة على تلبية متطلبات المواطن الاساسية, فشلت, وبشكل أكبر, في وضع سياسات خارجية فعالة, فآثرت الراحة وتبنت سياسات ايران في دعم نظام بشار (بين ليلة وضحاها اصبح نظام بشار البعثي النصيري شيعيا بقدرة قادر ولا كأنه كان يرسل الارهابيين للانتقام من الشيعة بقيادة حكومة الدعوجية التي حسبت عليهم) على أمل ان تدعم الحكومة الايرانية الامن في العراق وتمارس ثقلها على الاحزاب السياسية الشيعية لتمديد فترة حكم ثالثة للمالكي.
فغضت الحكومة العراقية الطرف عن الدعم الايراني اللامحدود لنظام الاسد من تجنيد متطوعين عراقيين الى مد جسر جوي جوي يحمل المساعدات العسكرية والبشرية للنظام السوري رغم مطالبات المجتمع الدولي المستمرة بتفتيش الطائرات الايرانية المارة عبر الاجواء العراقية الى سوريا, لكن حكومة المالكي متمثلة بوزير المواصلات,هادي العامري, المتعاطف مع ايران والمؤمن حتى النخاع بسياسة تصدير الثورة الايرانية وفلسفة ولاية الفقيه, لم يفتش الا الطائرات المحملة بمساعدات انسانية والتي اوعزت له ايران بتفتيشها متوهمة انها تستطيع خداع المجتمع الدولي.
وحتى هذه فشل فيها المالكي فايران ,وعلى عكس مااراد المالكي,دعمت الارهاب في العرق وقوضت الامن لترسل رسالة الى المجتمع الدولي مفادها ان لم تتدخلوا لانهاء الصراع في سوريا (طبعا لصالح النظام) فان الحرب قد تمتد الى كل دول المنطقة وهاهما العراق ولبنان يشهدان تداعياتها. ترى هل سيكشف المالكي الوعود التي قطعتها له قوى دولية واقليمية بدروة ثالثة عندما يفشل في الحصول عليها؟