يبدو ان حكاية شمشون التي كتبت في “العهد القديم” وهو الرجل الخارق بقوته ، وجرأته ، وتحديه لأسود الغابة ،، تظهر ملامحها اليوم على رجل الكرملين الاول بوتين ،، لكنه شمشون الروسي السلافي وليس اليهودي .
في اللهجة العراقية ،، نستخدم مفردة “بوتين” لنوع متميز من الاحذية لكل القياسات ،، لكن يبدو ان الزعيم الروسي بوتين ، لم يكن مقاسا ملائما لأحد ، فمضى وهو ( يلبس) الجميع ” اوكرانيين واوربيين ، شيوعيين وليبراليين ، دكتاتوريين وديمقراطيين ” دون ان يلبسه احد .
الدول الاوربية ، وحلف النيتو ومعهم الولايات الامريكية ،، تفننوا باجراءات المقاطعة ، التي طالت روسيا بشكل خطير و فوق المعقول ،، عقوبات عسكرية قاتلة ، واقتصادية قاسية ، والكترونية خانقة ، مع حرب نفسية مدمرة .
روسيا ،، لحد الآن لم ترد بالمثل ، ولم تقطع الغاز ولا النفط عن اوربا ،، لكنها ظلت تسرب الاخبار من حين لاخر ،، عن امكانية استخدام السلاح النووي ، وقطع الكابلات البحرية عبر المحيطات عن الولايات الامريكية والدول الغربية ، الى امكانية تعطيل الانترنت والفيسبوك وتويتر وانستغرام وسواها ،، وهذا يعني قطع شرايين الاقتصاد والطاقة ، وشرايين الخدمات العامة ،، وعودة امريكا والغرب والعالم ، الى ما قبل ثورة تكنولوجيا الاتصال .
العرب ،، كالعادة متفرجون على الحروب في الصالات المتلفزة ، همهم الكبير معدتهم ، والحصول على القمح الروسي والاوكراني ، و فرحة وصول اللاجئات الاوكرانيات الحسنوات الى المطارات العربية.
الثابت .. ان الحروب تكشف عن عورات وعنصرية وسفاهة الانظمة السياسية ،، سواء كانت ملكية او جمهورية ، ديمقراطية او قمعية ،، وقد كشف الاعلام الغربي عن الهوية العنصرية والفوقية للاوربيين ، وهو يسرد اخبار الحرب الروسية الاوكرانية ،، ومنها وضع الطلبة العرب الذين وجدوا انفسهم على حدود اوربا الشرقية ، وكيف تم التعامل معهم بطريقة مؤسفة و مذلة وفوقية .
اما العداء للشعب الروسي ، فحدث ولا حرج ، اجراءات انتقائية .. منع الرياضيين الروس من الاشتراك في البطولات العالمية ، وتوقف تدريس الاداب الروسية ،، منها روايات الاديب الروسي ديستوفسكي في المعاهد الايطالية ، والتضييق على حركة المواطنين الروس في العواصم الغربية ، وربما سيعطلون تدريس اللغة الروسية ،، تماما كما فعل سابقا الرئيس الاوكراني زيلينسكي في المدارس والجامعات الاوكرانية.
الزعماء الاوربيون الذين فشلوا في الحد من وباء كورونا ،، ارادوا التعويض عنها بعنتريات سياسية ،، البريطاني جونسون انشغل بخطابات نارية ، وكأنه يريد ان يعيد بطولات مدام تاتشر في حرب الجزر الفوكلاندية ، وماكرون الفرنسي يحاول عبثا تحسين صورته تمهيدا لجولاته الانتخابية ، اما الالماني شولتز فقد اعترف صراحة باعتماد بلاده على خمسين بالمئة من الطاقة الروسية ،، اما المتعثر بايدن سيد البيت الابيض ، فهو يخطط لتوريط اوربا بحرب لا تبقي ولا تذر ،، وهو البعيد عن الاراضي الروسية والاوكرانية .
هل نحن امام سيناريو الحلفاء ،، ودول المحور ، كما حصل في الحرب العالمية الثانية ، في حالة عدم تراجع بوتين عن امن روسيا القومي و مجالاتها الحيوية ،،
وهل سيتم اعادة تشكيل الخارطة الجغرافية السياسية ” جيوبولتك “من جديد ،، التنين الصيني ، الطامع بعودة تايوان بعد فراق ، والسلطان العثماني المتحفز لقضم شمال العراق ، وكوريا الشمالية التي تستعرض صواريخها ، وهي التي تعاني من الفقر والاملاق .
لا تذكروني بالامة العربية ( العقيمة) فهي مشغولة بترقية جماعات الاسترخاء الوطني ، وبحروب داحس والغبراء في يمن الحوثيين ، وبعودةاللاجئين السوريين ، وبدستور التونسيين ، والتوتر بين المغاربة والجزائريين ، وبالاغلبية الوطنية ، وتوافقية العراقيين .
اما الصومال البعيدة ،، فهي مهتمة بوصول قوافل الموز الصومالي الى موائد الامبرياليين ،، وحيا الله اخوتنا الصوماليين .