23 نوفمبر، 2024 4:56 ص
Search
Close this search box.

حرب الممرات التجارة العالمية… قد بدأت مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية.

حرب الممرات التجارة العالمية… قد بدأت مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية.

الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى ظهور عدة مشاكل أمنية بالممر الشمالي الذي يعد خط التجارة والنقل الدولي شمالي البحر الأسود، وفي الوقت نفسه عززت من أهمية الممر الأوسط الذي يعبر من تركيا. حيث إن النقل والتجارة العالمية القادمة من دول آسيا إلى أوروبا وبلعكس يتم عبر ثلاثة ممرات رئيسية، هي “الممر الشمالي” الذي يمر من أراضي روسيا الاتحادية، و”الممر الجنوبي” الذي يمر بإيران، و”الممر الأوسط” الذي يمر من الأراضي التركية وللممرات الثلاثة أهمية استراتيجية كبيرة للدول التي تمر بها،ويعزز أهمية وقيمة الممر الأوسط الذي يعبر من تركيا إلى منطقة القوقاز، ومنها يعبر بحر قزوين إلى تركمانستان وكازاخستان وصولاً من بكين إلى لندن .

الحظر والعزلة الاقتصادية والسياسية والعسكريةوالدبلوماسيةوالثقافية أشبه بالإبادة الجماعية للمجتمع. إنه نوع من الجنون العرقي والثقافي يبدو ان الأمر كما لو كنت قد سلكت طريق لا عودة هذا مانراه في الأزمة الروسية الأوكرانية.

نعم ، الان يتم غزو بلد عضو في الامم المتحدة أخلاقيا يجب الوقوف ضد هذا هذا الغزو ،وايقاف الحرب باي شكل من الاشكال.
الان روسيا والغرب يدمران الدولة الأوكرانية بسبب مخاوفهما الاستراتيجية.
طبعا في خضم الصراع على السلطة بين الشرق والغرب ، يدفع الشعب الأوكراني المسكين ثمناً باهظاً لتضارب المصالح في كلا الجانبين.

هناك احتمالان في هذا الحرب ،و الخوف واحد …

يتم منذ تفكك الاتحاد السوفيتي اتخاذ خطوات لجذب كل أوروبا الشرقية إلى الانضمام في حلف الناتو وجرها الة ساحة المعركة الان وهذا مانجده في بولندا ورومانيا وبلغاريا والتشيك ودول البلطيق . أية هدنة ، أية سلام يمكن تحقيقه بعزل روسيا عن محيطها من دول اوروبا الشرقية هناك مخاوف هيستيرية وجنون العظمة للروس مثل الحقبة السوفيتية السابقة؟

الاحتمال الاول؛ إما ان الولايات المتحدة و أوروبا ؛ يعتقدان أن روسيا ستغزو دول أوروبا الشرقية الأخرى باكملها، وأن أوروبا عندها ستكون أعزل تمامًا ، ويحول بعد ذلك البلدان الواقعة على الحدود الشرقية إلى خط دفاع كبير..
يظهر هذه؛ أن جميع الدول أوروبا الشرقية ليست فقط تحت تهديد روسيا ، ولكن تحت تهديد الغرب أيضًا. حيث إنها لعبة كبيرة تلعبها أوروبا والولايات المتحدة ، للدفاع عن أوروبا ، ورفاهية أوروبا ، وتحويل جميع البلدان المعنية إلى وقود تحترق من أجل أوروبا الغربية ، ودفع جميع البلدان الواقعة على “خط الحدود” من دول البلطيق إلى بحر إيجة جبهات المعارك.

الان تقع أوروبا الشرقية تحت تهديد كل من روسيا ودول أوروبا الغربية
أعتقد أن دولًا مثل بولندا وليتوانيا ورومانيا وبلغاريا يجب أن تكون حذرة للغاية. نعم ، روسيا تشكل تهديدا لهم ايضا. لكن الحسابات السرية للولايات المتحدة وأوروبا تشكل تهديدًا أكبر بكثير لتلك الدول.
الاحتمال الثاني؛ تخطط الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية لاستغلال هذه الازمة ، لجر روسيا إلى صراع مع أوكرانيا ، من أجل صراع طويل الأمد ، وتقسيم روسيا الاتحادية للمرة الثانية بعد التقسيم الاول بانهيار الاتحاد السوفيتي ، ولتقويض واستنزاف مواردها الضخمة. وستستمر هذه الحرب بالتأكيد بعد انهيار واستسلام أوكرانيا عاجلا ام أجلا. ليس النفط والغاز الطبيعي ، بل في كل مواردها الاقتصادية والبشرية. وكذلك الامر في جغرافية روسيا ووقوعها على ممرات التجارة الجديدة في العالم. عندما سنفكر بكل هل الامور سيتضح لنا كل شيء.

مركز المحوري للممرات في العالم يخرج من يد الدول الغربية

من وجهة النظر هذه ، نجد إن تركيا ايضا تقع في محور الممرات التجارة العالمية . لأول مرة منذ قرون ، أصبحت ممرات التجارة العالمية تخرج من يد سيطرة الغرب. يقع الان تحت سيطرة دول مثل الصين وروسيا وتركيا وإيران هذه المحورية. حيث ان الغالبية العظمى من المعابر البحرية والممرات موجودة بالفعل في المنطقة الإسلامية.اذا نظرنا إلى الخرائط يرتفع المحور الرئيسي للأرض في المنطقة العربية والاسلامية والصين وروسيا ،وتبقى الدول الغربية جانبًا.
الان يجري بناء عالم جديد ، يمتد من الصين إلى شمال ووسط إفريقيا ، يشمل وسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط.
يعتبر هذا بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا الغربية ، هو انهيار للتاريخ. إنهم الان يحاولون إيقاف هذا الانهيار.

إذا كان الأمر كذلك ، فقد أعطى الغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة الضوء الاخضر للحرب في أوكرانيا . كان محسوبا من قبلهم لجر روسيا إلى الحروب في مناطق أخرى ، واستنزافها ، وسقوطها على حساب تدمير دول أخرى كما تحصل الان في أوكرانيا وسوريا وليبيا. بعد انتهاء استنزاف روسيا، ستبدأ فترة نهب للموارد الروسية وتفكيك الاتحاد الروسي الى 85 دولة وجمهورية مستقلة حسب المخطط له من قبل الدوائر الغربية.

اسمحوا لي أن أكون وضوحا : امكانية ان تكون تركيا الهدف الثاني للغرب بعد روسيا.
حتى الآن ، فإن جميع التهديدات “المحدودة الصدى” مصدرها الولايات المتحدة وأوروبا.لقد كشف الموقف الحالي للولايات المتحدة وأوروبا من الازمة الروسية الاوكرانية تمامًا عورة حلف الناتو ومدى عجزهم لايجاد حلول لهذه الازمة بقصد او من دون قصد عن التهديدات المبطنه لتركيا من قبل أمريكا والغرب معروفة لدى الاتراك.
الان تركيا؛ تقع في قلب خريطة القوة التي تم تشكيلها حديثًا.إنها موطن الممر الأوسط في التجارة العالمية.
حيث ان تركيا الان تتطور وتذدهر بسرعة كبيرة ، ويبني القوة ، ويخلق موجة لا تصدق من آسيا الوسطى إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
طبعا هذا يعتبر ضرب في المصالح الدول الإمبريالية والاستعمارية الغربية.

هناك هدفان كبيران لامريكا والدول الغربية :ايقاف قلب العالم القديم.

لذلك بالنظر من هنا ، نجد بأن الأزمة في أوكرانيا اشتعلت ،وسمعت صدى هذه الازمة وبقوة في كل مكان من أوروبا الشرقية إلى حوض البحر الأبيض المتوسط ​​، ومن بحر إيجة إلى الشرق الأوسط ، ومن آسيا الوسطى إلى جنوب آسيا.
بالنسبة لتركيا ، ستكون بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود هي الأماكن التي سيكون فيها حساب القوة العالمية أكثر حدة.
تهدف الولايات المتحدة وأوروبا الغربية إلى شيئين:
1- ايقاف روسيا الصاعدة من ناحية الطاقة ،لوقف صعود القوة الوشيكة من الشرق في أوروبا الشرقية وتوحيد الولايات المتحدة وأوروبا ولمنع تفكك أوروبا الغربية والحفاظ على النظام الغربي الأوربي.
2- بناء نظام قوة جديد في قلب العالم القديم ،انطلاقا من الصين وصولاً إلى حدود أوروبا الغربية، تخريب تشكيل النظام العالمي الجديد الذي يستخدم النفوذ الجغرافي لتركيا وروسيا ويضع الغرب جانبًا.

تخبرنا صيغة الحظر الامريكي والغربي في الأزمة الروسية الأوكرانية هذه بشيء آخر. هل سيتم استسلام روسيا نتيجة لذلك ؟

هل ستتمكن الولايات المتحدة وأوروبا من تركيع روسيا على ركبتيها؟
هل ستكون أوروبا قادرة على كبح جماح مخاوفها بهذه الطريقة؟

الحظر شملت من النظام النقدي المالي إلى ممرات النقل ،ومن موارد البشرية إلى الطاقة ، ومن الغذاء إلى الموضة ، ومن التجارة إلى الإعلام والثقافة والفن ، بدأت عزلة شديدة للغاية من الدول الغربية إلى روسيا في كل مجالات الحياة.
حيث تمت إزالة روسيا من جميع الأنظمة الغربية القائمة على نطاق عالمي.جميع الشركات الغربية خرجت من هذا البلد. توقفت جميع الاستثمارات وأغلقت المصانع.
من أجل خنق روسيا على كافة الاصعدة كانت رد فعل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية الناجم عن غزو أوكرانيا محدودًا.
قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بأسبوع، لم يكن موقف الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا الغربية بأي حال من الأحوال مطمئن للشعب الأوكراني بل كان موقفهم مستفزا لأوكرانيا ومستفزا لروسيا العالم كله.هذا ماتم ملاحظته من خلال خطابات وتصريحات الرئيس الاوكراني زيلينسكي والرئيس الروسي بوتين وقادة دول العالم.

تم القيام بكل شيء من قبل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية باستثناء الخيار العسكري للناتو : إذن ، ما الخطوة الثانية بعد كل تلك الاجراءات الغير العسكرية على أرض الواقع؟

لقد توصل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية ومن خلفهم الناتو العمل إلى دفاع عن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة وأوروبا والحفاظ على حدود حلف الناتو الغربية دون الدفاع عن أوكرانيا المحتلة. نجد الكثير من البلدان مترددون في مجال الدعم المباشر لأوكرانيا.
نتيجة تفوق نظام المعلوماتية ، يتم أخذ عقول المجتمع كرهائن بيد دول المتحكمة بتلك النظم. تم اتخاذ كل القرارات التي يمكن فعله لبلد يغزو بلد أخر ما عدا الخيار العسكري .
حسنًا ، ماذا لو لم تكن هناك نتيجة لهذا “الحظر الثقيل ” على روسيا ؟
ماذا ستكون الخطوة الثانية من بعد ذلك؟
هل ستكون هناك إغلاق بحار العالم أمام روسيا؟
هل ستغرق السفن التجارية الروسية؟
هل ستضرب وتغلق خطوط الأنابيب الغاز والنفط في خارج روسيا؟
هل سيحكم على من سيسافر إلى روسيا؟
هل سيقتل مواطنين الروس في أمريكا وأوروبا؟
هل هو ستعزل الدول التي لم تقطع علاقاتها مع روسيا بالطريقة نفسها؟
بطبيعة الحال، لم تبقى سوى الخيار العسكري فقط لتطبيقها على أرض الواقع المرير.

كل البلدان في العالم اصبح لديه الشك في مصداقية الغرب.في النهاية العالم سوف يخرج من النظام الغربي المتغطرس.
بطبيعة الحال ليس في كل مكان من العالم يهيمن فيه الغرب بالمطلق. حيث فقد الغرب قوته بالفعل نتيجة الكثير من الازمات.صحيح أن مؤسسات وأنظمة النظام القديم بيد الدول الغربية.
لذلك يجب التفكير وبعمق من قبل كافة الدول الخارج عن النطاق الغربي ، بأنها سترى نفس الأشياء عندما تواجه مشكلة مع الغرب غدًا ؟
يجب على الجميع الادراك أن نفس الأشياء ستحدث له ؟
وسيبدؤون في اتخاذ الإجراءات وفقًا لمصالحهم الخاصة؟

لا أعتقد أن أي دولة ستستسلم لمثل هذا الجنون باستثناء الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وبعض الدول المستعمرة.عندها سيترك معظم بلدان العالم النظام الغربي.

الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ، سيجرون تركيا في فخ الحرب وستتحرك وفقا للمعطيات التالية:

1- ستفعل الولايات المتحدة وأوروبا بتركيا ما تفعله بروسيا الان. حيث سيحرض الغرب الرأي العام الداخلي والمعارضة لجر تركيا إلى حروب كبرى .

2- بغض النظر عما سيحدث بعد خطوات الغزو الروسي لأوكرانيا ، ستبدأ الولايات المتحدة وأوروبا حروبًا جديدة. سيفتح جبهات جديدة لروسيا لاشغالها في الحروب ربما اشعال الجبهات في سوريا وليبيا والعراق ويمكن اشعال جبهات جديدة في اسيا الوسطى سنرى ذلك.

3- ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا كل مابوسعهم حتى لا يخرج النظام العالمي الجديد من أيدي الغرب. لكن هذا سيتم من خلال ايجاد ازمات وحروب في دول ثالثة.

4- في الواقع الحالي ، لقد بدأت الحرب العالمية الثالة . يتم شن هذه الحرب الان من خلال موارد الطاقة والأسواق والمؤسسات العالمية والنظام المالي العالمي.
5- الممر الأوسط لطرق التجارة والموارد وممرات النقل العالمية هي الأهداف الرئيسية للغرب . يمكن جر أي بلد تمر عبره هذه الطرق إلى صراع داخلي او خارجي . وتعتبر تركيا هي مركز كل هذا.
6- تشن الدول الغربية الآن حروبا على دول ثالثة من خلال المنظمات والميليشيات التابعة له. وقد تبدأ الصراعات المباشرة بعد الأزمة الأوكرانية وستكون مدمرة للعالم.
7- الغرب يحاول منع النظام العالمي الجديد من الوقوع في أيدي الآخرين حيث أن الغرب لايريد التنحي جانبا. لذلك لن يتوقف العقل الغربي وطموحاته عن تحويل العالم كله إلى منطقة حروب داميه لمنع خروج النظام العالمي الجديد من قبضته.
8- هذه ليست حربا أوكرانيا فقط بأي حال من الأحوال.
الأن الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية يحاولون التلاعب بعقول رؤوساء الدول وعواطف الجماهير في سبيل الوصول الى أهدافهم.
يجب أن تكون كل دولة من دول العالم في حالة تأهب قصوى.
9- يعرف الاتراك بأن تركيا قد تكون الهدف الثاني بعد هذه الأزمة . إذا لم تلتزم تركيا بالنظام الغربي ، واذا رفضت أن تكون على خط الدفاع الاول لأوروبا ، واستمرت نهضه تركيا الاقتصادية والعسكرية في الصعود ، فسيتم نصب فخ كبير لتركيا لاسامح الله .

على كل حال سيتغلب العقل الإمبراطوري لتركيا على كل المحاولات الغربية كما فعلت في السابق وسيتغلب عليهم في اللاحق أيضا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات