25 يونيو، 2025 12:20 م

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. أزمة الممرات الآمنة حائرة بين الجانبين والغرب يفتخر بـ”الحرب الهجينة” !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. أزمة الممرات الآمنة حائرة بين الجانبين والغرب يفتخر بـ”الحرب الهجينة” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في اليوم الثالث عشر في الحرب الدائرة بين “روسيا” و”أوكرانيا”، تعهّدت “موسكو” بفتح ممرات إنسانية؛ صباح اليوم الثلاثاء، من أجل السماح لآلاف المدنيين بالفرار من المدن الأوكرانية الرئيسة الواقعة تحت نيران المدفعية الروسية منذ أسبوعين، بعد العديد من المحاولات الفاشلة.

وأعلنت “موسكو”؛ أمس الإثنين، وقف إطلاق النار: “اعتبارًا من الساعة: 10:00 صباحًا بتوقيت موسكو؛ (07:00 بتوقيت غرينتش)، يوم 08 آذار/مارس”، لإجلاء المدنيين من “كييف”؛ ومن مدن: “سومي وخاركيف وتشرنيغوف وماريوبول”، وفق ما أفادت خلية “وزارة الدفاع” الروسية المكلفة بالعمليات الإنسانية في “أوكرانيا”؛ في بيان.

لا تعليق أوكراني..

من جهتها؛ لم تُعلّق “كييف” على الإعلان الروسي؛ رغم الموعد النهائي الذي حددته “روسيا”؛ عند الساعة: 00:00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء، للسلطات الأوكرانية؛ التي من المفترض أن تُعطي موافقتها على طرق الإجلاء الجديدة.

وكان الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، قد اتهم؛ أمس الأول، الجيش الروسي؛ بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرّات الإنسانية التي كان من المقرّر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية.

وقال “زيلينسكي”؛ في فيديو نشره عبر تطبيق (تليغرام): “كان هناك اتفاق بشأن الممرّات الإنسانية. هل يُطبّق ذلك ؟.. ما يُطبق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية”.

هجوم بقنابل وتوقعات بالهجوم على “كييف” قريبًا..

ميدانيًا؛ تواصل القوات الروسية انتشارها حول البلدات أو قصفها، وفق مسؤولين أوكرانيين.

وأكد رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سومي؛ “دميترو غيفيتسكي”، الواقعة في شمال شرق البلاد أمس، أن طائرات روسية ألقت قنابل؛ ليل الإثنين/الثلاثاء، على مدينة “سومي”، مضيفًا: “هناك قتلى وجرحى”.

كما دارت معارك عنيفة في مدينة “إيزيوم”؛ (شرق)، لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدها، بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية، التي أوضحت أن القوات الروسية: “نشرت الإرهاب في المدينة؛ حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية”.

كذلك، تتوقع العاصمة؛ “كييف”، هجومًا عليها: “في الأيام المقبلة”؛ بحسب “وزارة الداخلية” الأوكرانية.

ووعد رئيس بلدية “كييف”؛ بطل الملاكمة السابق، “فيتالي كليتشكو”، بأن: “كل منزل، كل شارع، كل نقطة تفتيش، ستُقاوم حتى الموت إذا لزم الأمر”.

لا مشاركة لمجندين من الخدمة الإلزامية أو الاحتياط  في المعارك..

إلى ذلك؛ نفى الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، مشاركة مجندين من الخدمة الإلزامية؛ ولا قوات الاحتياط، في المعارك الدائرة في “أوكرانيا”.

وقال الرئيس الروسي، في بيان بمناسبة “اليوم العالمي للمرأة”، الذي وافق اليوم الثلاثاء؛ إن العسكريين المحترفين فقط هم من يُشاركون في الهجوم.

وأضاف “بوتين”؛ أنه يتفهم مخاوف أمهات وزوجات وأقارب الجنود المنتشرين في “أوكرانيا”. وقال: “يمكنكم أن تفتخروا بهم، كما تفخر بهم الدولة بأكملها”.

ووعد بأنه لن يكون هناك استدعاء لجنود من الاحتياط للإنضمام إلى العملية. وقال: “العسكريون المحترفون هم فقط من يُنفذون المهام. وسيضمنون الأمن والسلام لشعب روسيا”.

اتهامات بتجنيد مرتزقة سوريين وأجانب..

كما اتّهمت “وزارة الدفاع” الأميركية؛ (البنتاغون)، أمس، “روسيا”، بتجنيد مرتزقة سوريين وأجانب آخرين للقتال في “أوكرانيا”، حيث يواجه غزو الجيش الروسي لهذا البلد مقاومة شرسة.

وأعربت “الأمم المتحدة” و”الصين” عن قلقهما من استقدام مزيد من المقاتلين إلى “أوكرانيا”، لكن من دون أن ينتقد أيّ منهما بصورة مباشرة؛ “روسيا”.

وقال “جون كيربي”؛ المتحدّث باسم (البنتاغون)؛ للصحافيين: “نعتقد أنّ المعلومات التي تُفيد بأنّهم (الروس)؛ يُجنّدون مقاتلين سوريين لتعزيز قواتهم في أوكرانيا؛ صحيحة”.

وأضاف: “من المُثير للاهتمام أن يكون؛ بوتين، مضطرًا لاستخدام مقاتلين أجانب”، بعد أن نشر في “أوكرانيا”: 100% تقريبًا من القوات التي حشدها؛ خلال الأشهر الماضية، على حدود هذا البلد استعدادًا لغزوه، وفقًا لتقديرات (البنتاغون).

وبحسب هذه التقديرات؛ فقد حشدت “روسيا” على حدودها مع “أوكرانيا” أكثر من: 150.000 جندي.

وردًّا على سؤال بشأن التقارير المتعلّقة بتجنيد “روسيا” مقاتلين سوريين للقتال في “أوكرانيا”، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة؛ “ستيفان دوغاريك”، خلال مؤتمره الصحافي اليومي؛ إنّه غير قادر على تأكيد صحّة هذه المعلومات.

لكنّ المتحدّث الأممي؛ شدّد على أنّ: “هذا النزاع ليس بحاجة لأن يأتي مزيد من الناس من الخارج لينخرطوا فيه”.

العقوبات تُمثل حربًا مالية شاملة ذات طبيعة غير مسبوقة !

حول رد الفعل الغربي القوي على الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”، كتب “روبن ويغليسمورث” و”كولبي سميث” و”كلير غونز”؛ في صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية، أنه على رغم كل الجهود التي بذلتها “روسيا” من أجل تطوير مسار غير تقليدي للنزاع في القرن الحادي والعشرين، فإنها نفذت هجومها على “أوكرانيا” إستنادًا إلى الطريقة الوحشية القديمة: غارات جوية واستخدام للمدفعية والعربات المدرعة في قصف جارتها، محاولة إخضاعها.

وعلى العكس؛ فإن الغرب هو الذي أدخل وسائل غير تقليدية جديدة في رده على الهجوم الروسي، بعدما كانت “روسيا” قد تغلبت عليه معظم الوقت؛ خلال العقد الأخير، مع توسيع الميدان ليشمل هجمات سيبرانية، وتضليل إعلامي.

وخلال الأسبوع الماضي؛ فرضت البلدان الغربية عقوبات مالية غير مسبوقة على “روسيا”، بما في ذلك على مصرفها المركزي، والتي تنطوي على إمكان إهلاك اقتصادها. ويقول خبراء إن هذه العقوبات تُمثل حربًا مالية شاملة ذات طبيعة غير مسبوقة في نوعيتها ومداها.

وفي الوقت نفسه؛ نسقت البلدان الغربية مقاطعة ثقافية ورياضية، بفرضها عزلة واسعة على المجتمع الروسي. وبعدما سئم الغرب من حروبه التي لا تنتهي، ها هو يطوّر نوعًا جديدًا من الحرب: “الهجينة” – القائمة على مزج بين القوة الناعمة الرامية إلى معاقبة “روسيا” والضغط لتغيير المسار.

ويقول المسؤول عن الاستثمار في صندوق (غراميرسي) للمضاربات؛ “روبرت كوينسبرغ”: “إنها حرب من دون حرب تقليدية… ربما لن نكون بحاجة إلى إرسال (المارينز) بعد اليوم”.

استخدام روسيا للمساعدة في إعادة إحياء “الاتفاق النووي” مع إيران..

إلى ذلك، لفتت هيئة التحرير في صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ إلى محاولة “الولايات المتحدة” و”أوروبا” وقف الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”، لكنهما في الوقت نفسه تعتمدان على “روسيا” للمساعدة  في إعادة إحياء “الاتفاق النووي”؛ مع “إيران”. لهذا السبب، لا تتعجب الصحيفة من شعور روسي بالجرأة للدعوة إلى تقديم الغرب المزيد من الاستسلام.

عملت “روسيا” على مساعدة “إيران” في تفادي العقوبات، وبالإمكان الرهان على أن “إيران” ستُساعد “روسيا” على فعل الأمر نفسه؛ قال وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، يوم السبت: “لقد طلبنا ضمانة مكتوبة… بأن العملية الحالية التي أطلقتها الولايات المتحدة لا تتسبب بالضرر في أي شكل من الأشكال لحقنا بالتجارة الحرة والكاملة، والتعاون الاقتصادي والاستثماري والتعاون (العسكري-التقني)” مع “طهران”. تٌحاول “روسيا” استخدام “إيران” كرافعة للحصول على تخفيف للعقوبات المفروضة؛ بسبب اجتياح “أوكرانيا”، على حد تعبير الصحيفة الأميركية.

التي ترى أنه: يُشير طلب “لافروف” إلى العبثية الأساسية لهذه العملية: لقد رفض المسؤولون الإيرانيون التحدث مباشرة إلى الأميركيين، ولعبت “روسيا” دورًا مركزيًا كوسيط منذ بدأت المفاوضات؛ السنة الماضية، في “فيينا”.

وتزعم إدارة “بايدن” أن لا وجود لرابط بين “إيران” والعقوبات على “روسيا”؛ بسبب غزو “أوكرانيا”. قال ناطق باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ يوم السبت إن: “العقوبات الجديدة المتعلقة بروسيا غير مرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة؛ (الاتفاق النووي)، ويجب ألا يكون لها أي تأثير على إمكانية تنفيذه”.

وأضاف: “نواصل الانخراط مع روسيا من أجل العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. لروسيا مصلحة مشتركة في ضمان ألا تحوز إيران أبدًا على سلاح نووي”.

مصلحة مشتركة ؟.. تسأل الصحيفة. لقد عملت “روسيا” على مساعدة “إيران” في تفادي العقوبات، وبالإمكان الرهان على أن “إيران” ستُساعد “روسيا” على فعل الأمر نفسه.

الحرب في أوكرانيا قد تقود إلى اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط..

من جهتها؛ حذرت صحيفة (ديلي تلغراف)؛ من أن الحرب في “أوكرانيا”؛ قد تقود إلى اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن تعطل الإمدادات يدفع لزيادة الأسعار وسيتأثر نتيجة ذلك؛ خصوصًا: في “لبنان” و”مصر”.

بالنسبة للدول التي لا تعتمد كثيرًا على “قمح أوكرانيا وروسيا”؛ فإنها ستشعر بأثر الأزمة من خلال زيادة الأسعار، وقال محللون إن تعطل وصول “القمح” والمحاصيل يُشكل عاملاً في ارتفاع أسعار المحاصيل، فقد زاد سعر “القمح” بنسبة: 25% منذ الغزو؛ في 24 شباط/فبراير، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مع سيطرة الروس على الموانيء الأوكرانية أو قصفها. وتصل نسبة “القمح” المُنتج في “روسيا” و”أوكرانيا” إلى: 14% من مجمل إنتاج “القمح” العالمي، إضافة إلى نسبة: 14% من مجمل “الذرة” العالمي.

ارتفاع الأسعار..

وجاء ارتفاع الأسعار؛ بعد قيام تُجار التجزئة في “روسيا” بتقنين حصص الطعام؛ وسط مخاوف التخزين ومنظور ظهور الطوابير أمام المحلات، والتي تُذكر بالعهد السوفياتي؛ بحسب ما ينقله الإعلام الغربي. وقالت شركة (بي. سي. إي) للأبحاث إن عدم تدفق المواد الغذائية من منطقة “البحر الأسود” يُهدد الصادرات إلى الشرق الأوسط؛ الذي يُعتبر سوقًا رئيسة.

وأضافت الشركة؛ أن هذا قد يُزيد من الضغوط على وضع احتياط الحبوب في المنطقة، مما قد يقود إلى أعمال الشغب التي حدثت أثناء “الربيع العربي” عام 2011. وهناك مخاوف من تأثير الغزو الروسي على المزارعين الأوكرانيين والزراعة والحصاد هذا العام. وتبدأ “أوكرانيا” بزراعة الحبوب؛ في نهاية شباط/فبراير أو آذار/مارس.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة