الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. من تركيا إلى الصين: منطقة وسطاء السلام تزدحم .. فهل من جدوى ؟

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. من تركيا إلى الصين: منطقة وسطاء السلام تزدحم .. فهل من جدوى ؟

وكالات – كتابات :

الوساطة بين “روسيا” و”أوكرانيا”؛ باتت مسألة شديدة الصعوبة في ظل الموقف الحاد من الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، وشروطه القاسية على “كييف”، في مقابل ميل القادة الأوكرانيين إلى المبالغة في قدرتهم على الصمود؛ بحسب ما ترى صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

ولكن الوساطة بين “روسيا” و”أوكرانيا” أصبحت حاجة مُلحَّة للعالم كله، في ظل تحوُّل الحرب الأوكرانية إلى أزمة سياسية واقتصادية يشعر العالم كله بوطأتها، والأهم أنه لا يوجد أي ضمانة بألا تتطور إلى حرب نووية.

فبينما قال الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، صراحة؛ إنه مستعد للقتال حتى النهاية من أجل بلاده، فإن “بوتين” لم يُلوّح فقط بالأسلحة النووية، بل إنه يُلمّح إلى أنه لا معنى للعالم بدون وجود “روسيا”؛ كقوة عظمى، وكأنه يقول إما يُحافظ على مناطق نفوذ “موسكو” وإما ينتهي العالم (!)؛ بحسب الصحيفة الأميركية.

وفي ظل العزلة الشديدة والتصلب الذي يتسم به الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، يُصبح السؤال: أيُّ زعيم عالمي يمكنه كسب ثقة “بوتين”، الذي يُشير هجومه على “أوكرانيا” إلى عقلية عدائية يُسيطر عليها: “جنون الإرتياب” ؟؛ حسب وصف تقرير صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

ويُستبعد أن يتقبل “بوتين” وساطة: “باريس” أو “برلين”؛ إذ أصبحت “ألمانيا” تزوّد الجانب الأوكراني بعتاد عسكري هائل، يشمل أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ (ستينغر)، بعد أن كانت تكتفي بإرسال الخوذ والمعدات الطبية لـ”كييف”.

أما “فرنسا”؛ التي كانت تتحدث عن “أوروبا” الموحَّدة الكبيرة التي تشمل “روسيا”، فلقد قدَّمت أسلحة دفاعية ودعمًا أكثر شمولاً لـ”أوكرانيا”.

ورغم أن الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، هو الزعيم الأوروبي الوحيد في “غرب أوروبا” – كما يرى القرير -؛ الذي يتواصل مع “بوتين” بصفة منتظمة، فإنه بعث برسائل لا تبعث على التفاؤل حول استعداد الرئيس الروسي للمفاوضات.

إذ كتب “ماكرون” على (تويتر)، يوم الخميس 03 آذار/مارس: “يرفض بوتين في هذه المرحلة وقف هجماته على أوكرانيا”.

فهل يمكن أن يؤدي زعيم عالمي آخر هذه المهمة ؟

إسرائيل وتركيا مرشحتان لتأدية دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا..

يواصل التقرير بحثًا عن إجابة السؤال: وأعلن وزير الخارجية التركي؛ “مولود تشاووش أوغلو”، الإثنين 07 آذار/مارس 2022، أن وزيري خارجية “روسيا” و”أوكرانيا”: “سيلتقيان بوساطة تركية لإجراء مباحثات”، في مدينة “أنطاليا” التركية؛ يوم 10 آذار/مارس.

وقبل ذلك؛ زار رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “نفتالي بينيت”، “موسكو”، مطلع هذا الأسبوع؛ حيث عقد اجتماع غير مُعلن مع؛ “بوتين”. وقال “بينيت”، في وقت لاحق، الأحد 06 آذار/مارس، إنه على اتصال بـ”روسيا” و”أوكرانيا”، وإنه يتمنى أن يُساعد في التوسط لتحقيق السلام.

وأفادت تقارير بأن الزيارة تمت بمواقفة؛ إن لم يكن بدفع من “واشنطن”.

وبصفة عامة؛ تُعتبر “تركيا” و”إسرائيل” من أفضل المرشحين للوساطة بين: “روسيا” و”أوكرانيا”، وبين: “روسيا” والغرب.

فالرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “نفتالي بينيت”، لديهما ما يجعلهما طرفًا ثالثًا مرغوبًا فيه. بحسب رؤية الصحيفة الأميركية.

فـ”إسرائيل”؛ حليف قديم لـ”الولايات المتحدة”، و”تركيا” عضو كامل العضوية في “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو). ومن مصلحة كلا البلدين إنهاء الحرب: فـ”إسرائيل” موطن لأعداد كبيرة من الروس والأوكرانيين المهاجرين، في حين أن “روسيا” شريك اقتصادي مُهم لـ”أنقرة”، والاقتصاد التركي يستفيد من ملايين السياح الروس والأوكرانيين الذين يزورون البلاد كل عام.

“إردوغان” يتصل بـ”بوتين” ويُعلن موافقة الطرفين على لقاء وزاري بينهما..

وأجرى الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، اتصالاً هاتفيًا مع “بوتين”؛ أمس الأحد. وجاء في ملخص الاتصال؛ الذي أصدره مكتب “إردوغان”، أن الزعيم التركي: “قال إن وقفًا فوريًا لإطلاق النار؛ لن يحدّ من المخاوف الإنسانية في المنطقة فحسب، بل سيوفر فرصة للبحث عن حل سياسي”، وجدد دعوته: “لنُمهد الطريق للسلام معًا”، وفقًا لوكالة (رويترز).

فيما أشار الرئيس التركي إلى أنه على تواصل دائم مع الجانب الأوكراني والبلدان الأخرى، مؤكدًا أنه سيواصل بذل الجهود لعقد مفاوضات شاملة والخروج بنتيجة.

بينما بحث وزير الدفاع التركي؛ “خلوصي أكار”، مع نظيره الأوكراني؛ “أوليكسي رزنيكوف”، قضايا المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار وإرساء الاستقرار. جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الوزيرين، بحسب بيان صادر عن “وزارة الدفاع” التركية، الأحد.

إذ شدد “أكار”؛ خلال الاتصال، على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، ولو لفترة معينة، من أجل إجراء عمليات الإجلاء بشكل آمن وتحسين الأوضاع الإنسانية. وأعرب عن تطلعاته بشأن ضمان أمن المواطنين الأتراك الذين لم يتم إجلاؤهم بعد أو ما زالت عمليات إجلائهم مستمرة.

وسبق أن دعا الرئيس التركي؛ حتى قبل اندلاع الحرب، رئيسَي: “روسيا” و”أوكرانيا”، إلى عقد اجتماع في بلاده لحل الأزمة.

وأمس الإثنين 07 آذار/مارس 2022، قالت “تركيا” إن وزير الخارجية الروسي؛ “لافروف”، سيلتقي نظيره الأوكراني؛ “كوليبا”، في “تركيا”، الخميس.

وقال “تشاووش أوغلو”، في بيان متلفز من “أنقرة”، إنه سيحضر اجتماع وزيري خارجية: “روسيا” و”أوكرانيا”.

وكتب “أوغلو” على (تويتر): “بناءً على مبادرات الرئيس؛ إردوغان، وجهودنا الدبلوماسية المكثفة، قرر وزيرا الخارجية الروسي؛ سيرغي لافروف، ودميترو كوليبا؛ من أوكرانيا الاجتماع، بمشاركتي على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي”.

وقال “أوغلو” في البيان المتلفز: “طلب كلا الوزيرين مشاركتي في الاجتماع، وأن يكون الاجتماع ثلاثيًا”.

وقال “تشاووش أوغلو” إن كلاً من نظيريه الروسي؛ “لافروف”، والأوكراني؛ “كوليبا”، أكد مشاركته.

يُعد “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” حدثًا سنويًا، وقبل أن تغزو “روسيا”؛ “أوكرانيا”، ضمَّت قائمة الحضور رئيس الـ (ناتو)؛ “ينس ستولتنبرغ”، ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي؛ “جوزيب بوريل”.

وقال “تشاووش أوغلو”: “نأمل أن يكون هذا الاجتماع نقطة تحوُّل. نُريد أن يكون هذا الاجتماع خطوة مهمة على طريق السلام والاستقرار. سنعمل من أجل سلام واستقرار دائمَين”.

تركيا حافظت على علاقة تجمع بين التنافس والتنسيق مع روسيا..

ولدى “تركيا” علاقة مركَّبة مع “روسيا”، فالبلدان خصمان تاريخيان، كما أنهما يتنافسان في مناطق نفوذ عدة، من” “البلقان وأوكرانيا للقوقاز وسوريا وليبيا”؛ كما يؤكد التقرير الأميركي.

ولكنهما يتفقان على دور بلديهما في مواجهة محاولات التهميش الغربية؛ إلى جانب العلاقات الاقتصادية الوثيقة.

والنتيجة أنهما دعما أطرافًا متعارضة في حروب: “إدلب وليبيا والقوقاز”، وكانت قواتهما تقف متأهبة على خطوط النيران، ولكنهما أظهرا براغماتية ومهارة في صياغة اتفاقات جزئية لإيجاد حلول في المناطق الثلاث دون الوصول لاشتباك مباشر.

“أنقرة” لديها تعاون في مجالات حساسة مع أوكرانيا..

يتابع التقرير: وفي “أوكرانيا”؛ وقبل الأزمة الحالية، كانت العلاقة بين البلدين حساسة، فلقد حافظت “تركيا” على علاقة وثيقة مع “موسكو”، ورفضت المشاركة في “العقوبات الغربية”؛ على “روسيا”، بعد ضمّها لـ”القرم”؛ عام 2014، وواصلت التعاون معها وضمن ذلك شراء نظام (إس-400) المضاد للطائرات، رغم غضب “واشنطن”.

ولكن في المقابل؛ حافظت “أنقرة” على علاقة وثيقة مع “أوكرانيا”، وضمن ذلك التعاون في مجال الصناعات العسكرية، الذي يُنتظر أن يتوسع ليشمل التعاون في مجالي محركات الطائرات العسكرية والأقمار الاصطناعية تحديدًا، واللذين تتفوق فيهما “كييف”، في المقابل، تحتاج “أوكرانيا” للتكنولوجيا التركية في مجال السفن الحربية وصواريخ (كروز).

وكانت “تركيا” إحدى الدول القليلة التي قدمت أسلحة فعالة لـ”أوكرانيا”؛ قبل الأزمة عبر تصدير طائرات (بيرقدار) المُسيرة؛ (الأمر الذي أغضب موسكو)، والتي أظهرت كفاءة ضد القوات الروسية خلال الحرب، لدرجة أن الأوكرانيين قد قاموا بتأليف أغنية لها (!). بحسب الصحيفة الأميركية.

لماذا تبدو تركيا الدولة الأكثر رغبة في إنهاء الأزمة ؟

تمضي (واشنطن بوست” في استعراض رؤيتها: تبدو “تركيا”؛ إحدى الدول القليلة التي لا تُريد تُضرر لا “روسيا” ولا “أوكرانيا” من الأزمة، فالعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين “موسكو” و”أنقرة” تعني أن عزلة “روسيا” مشكلة بالنسبة للاقتصاد التركي.

كما أن سواحل “تركيا” الطويلة في “البحر الأسود” تجعل ضم “أوكرانيا”؛ لـ”روسيا”، أو تنصيب نظام عميل لـ”موسكو”، في “كييف”، أمرًا يخل بتوازن القوى في هذا البحر.

رغم إعلان “تركيا” تفعيل “اتفاقية مونتري”؛ التي تعني عدم السماح بدخول السفن الحربية الروسية لـ”البحر الأسود”؛ عبر المضائق التركية، وتصويتها لصالح قرار إدانة الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”؛ في “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، فإنها لم تفرض حظرًا للطيران الروسي عبر أجوائها، مثل أغلب دول “أوروبا”.

وقد حافظ “إردوغان” على علاقة مركبة مع؛ “بوتين”، تجمع بين المنافسة الخشنة أحيانًا إلى التنسيق لإبعاد المنافسين عن ساحات النفوذ المشترك، كما حدث في: “سوريا والقوقاز وليبيا”.

وصفقة بين “أوكرانيا” و”رسيا”؛ بوساطة تركية على غرار صفقات: “بوتين” و”إردوغان”، في الساحات الثلاث المشار إليها قد تكون الحل الوحيد للأزمة الأوكرانية.

وفي الأزمات الثلاث، كانت الحلول بين “تركيا” و”روسيا” وحلفاء الطرفين، تُصاغ بطريقة تُبعد عن المباريات الصفرية، أي بصرف النظر عن المنتصر في الميدان، فإن الاتفاقات قدمت بعض المكاسب لكل الأطراف، كما ضغطت “موسكو” و”أنقرة” على حلفائهما لتقديم بعض التنازلات، وتضمن الاتفاقات دورًا ميدانيًا للجيشين الروسي والتركي في مراقبة وقف إطلاق النار، مع انتهاكات كانت تحدث أحيانًا من قبل “روسيا” أو حلفائها غالبًا.

“الهند” و”الصين” مرشحتان أيضًا للوساطة..

يُرجح التقرير: وقد يكون أحد المرشحين للوساطة واحدة من الدول التي إمتنعت عن التصويت ضد قرار إدانة الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”.

والأسبوع الماضي، حصد القرار الذي أصدرته “الجمعية العامة للأمم المتحدة”؛ بمطالبة “روسيا” بإنهاء الحرب؛ دعمًا هائلاً. وحتى حركة (طالبان) الأفغانية والمجلس العسكري في “ميانمار” وقعا عليه. وكذلك فعلت “إسرائيل” و”تركيا”.

ولم تصوت سوى خمس دول فقط؛ ضد هذا القرار، هي: “بيلاروسيا وإريتريا وكوريا الشمالية وروسيا” نفسها و”سوريا”، ولا تصلح أي منها لجهود دبلوماسية. لكن: 35 دولة أخرى إمتنعت عن التصويت، ومنها دول قوية مثل: “الهند والصين” اللتان إبتعدتا؛ حتى الآن، عن الانحياز لجانب دون الآخر في هذه الحرب.

لافتًا: وقد عرضت “الهند” تسهيل محادثات السلام، ورغم أنها من المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية، يرى عديد من المحللين أنها مرتعبة من إغضاب “موسكو”. لكن بعض الدبلوماسيين في “أوروبا الغربية”، وحتى “أوكرانيا” نفسها، يرون أن طريق السلام لا يمر عبر “نيودلهي” وإنما “بكين”.

إذ أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي؛ “جوزيب بوريل”، في مقابلة مع صحيفة (ألموندو)؛ نُشرت يوم الجمعة 04 آذار/مارس، أنه لا يوجد بديل عن “الصين” في التوسط للسلام. وقال “بوريل” للصحيفة الإسبانية: “لم نطلبها ولم يطلبوها، لكن بما أنه من الضروري أن يكون الوسيط قوة عظمى؛ ولا يمكن أن تتوسط الولايات المتحدة ولا أوروبا، لأنهما طرف في النزاع، فالصين هي الأنسب”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي؛ إنه بإمكان “الصين” أن تضغط على “روسيا”؛ ويجب أن تستخدم تأثيرها لتفادي الأسوأ في “أوكرانيا”.

وقال “دميترو كوليبا”؛ وزير الخارجية الأوكراني، في مؤتمر صحافي على الإنترنت؛ يوم السبت 05 آذار/مارس، إن المسؤولين في “بكين” أكدوا له أن: “الصين مهتمة بوقف هذه الحرب”، مضيفًا أن الحرب تتعارض مع مصالح “الصين” وأن الدبلوماسية الصينية: “لديها أدوات كافية لتصنع فرقًا”.

ولدى “الصين” علاقات وثيقة سياسية واقتصادية وعسكرية مع “روسيا”، ومؤخرًا أعلن البلدان إطلاق شراكة بلا حدود، (حسب تعبيرهما)، تتضمن صفقة لتصدير “الغاز” و”النفط”؛ من “روسيا” إلى “الصين”؛ قيمتها أكثر من مئة مليار دولار، وفي الوقت ذاته تقليديًا كان لدى “بكين” علاقة وثيقة مع الصناعات العسكرية الأوكرانية تحديدًا.

وستتأثر “الصين” سلبًا بارتفاع أسعار الطاقة جراء الأزمة، وإضافة للعلاقات التجارية الوثيقة بين “بكين” و”موسكو”، يتوقع أن تؤدي “العقوبات الغربية” على “روسيا” إلى مزيد من الاعتماد من قبل “موسكو” على “بكين”، الأمر الذي يُزيد من التأثير الصيني المحتمل لإقناع “موسكو” بحل الأزمة؛ بحسب ما يذهب إليه التقرير الأميركي.

ولكن حتى لو كان لـ”لصين” تأثير على “روسيا”، فلا تزال على خلاف مع الغرب في العديد من القضايا؛ ونادرًا ما تتوسط في النزاعات الدولية، كما أنها مستفيدة من صرف اهتمام الغرب عنها.

وشكك بعض المحللين في أنها ستدعم المفاوضات. يقول “جون ديلوري”؛ أستاذ الدراسات الصينية في جامعة “يونسي”؛ في “سيول”، الكورية الجنوبية، لصحيفة (Financial Times) البريطانية: “موقفهم ليس محايدًا. فهم أقرب إلى روسيا بكثير”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة