23 يونيو، 2025 11:07 م

خبير إيراني يجيب .. ما هي دلالة تطورات السياسة الداخلية العراقية بالنسبة لـ”طهران” ؟

خبير إيراني يجيب .. ما هي دلالة تطورات السياسة الداخلية العراقية بالنسبة لـ”طهران” ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بغض النظر عن نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في “العراق،” ومدى نزاهة هذه الانتخابات من عدمه؛ وفق مجموعة من الأحداث الخارجة عن نطاق الانتخابات من مثل تدخل بعض الدول، تبرز أهمية تحليل موقف السياسة الداخلية في “العراق”، والمكونات السلوكية؛ سواءً على الساحة السياسية أو العامة، وسياسات الأطراف الداخلية والخارجية، وبشكل عام اتجاه السياسات الداخلية في “العراق”، من حيث المصالح العامة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وفي مقالة تحليلية كتبها “فرهاد وفایی فرد”؛ الخبير الإيراني في شؤون غرب آسيا، نشرت على موقع “مركز الفكر الإستراتيجي”؛ (تبيين)، الإيراني، سعى فيها إلى تسليط الضوء على عدد من الملاحظات الهامة في هذا الصدد:

01 – لطالما حظي “العراق” على مدى تاريخه بميزة القومية..

ومع تنامي القومية في العالم العربي؛ منتصف القرن العشرين؛ وبخاصة في: “مصر وسوريا”، تطورت المفاهيم القومية في المجتمع العراقي أيضًا.

وقد بدا أن النزعة القومية والعربية قد طغت من جديد في “العراق”، بعد فترة قصير من إنهيار النظام السياسي العراقي؛ عام 2003م.

لكن ما هي حدود هذه الخصوصية الجديدة ؟، المسألة غامضة نسبيًا، لكن الجيل الجديد في “العراق” يمتلك تصور إيجابي مقارنة بالماضي.

في غضون ذلك، هناك ترويج لفكرة أن “إيران” من جملة أهم الدول التي تقف ضد عودة “العراق” مجددًا. وسابقة الحرب بين البلدين تؤثر في هذه الرؤية.

02 – تزداد أعداد الشباب في “العراق”، والقسم الأكبر من هؤلاء الشباب ولد في مرحلة ما بعد؛ “صدام حسين”..

وهؤلاء؛ (وهم على أعتاب دخول سوق العمل والحصول على الخدمات الاجتماعية)، ينظرون إلى الأحزاب التقليدية والسياسيين العراقيين نظرة سلبية.

في غضون ذلك؛ تنتشر تدريجيًا البرامج الثقافية العراقية المتنوعة، والتي تحظى بدعم غربي، سواءً على المدى الإعلامي أو العلاقات مع النخب. ويسعى الأميركيون من منظور التأثير على الرأي العام؛ إلى التقدم على “إيران” بمسافة أميال.

وجزء من هذه المساعي برز في احتجاجات تشرين أول/أكتوبر 2019م، ثم الانتخابات البرلمانية 2021م. في حين أن سياسات “إيران”، وبخاصة في البُعد الإعلامي العراقي يوحي للرأي العام في هذا البلد بدور “إيران” في فشل وفساد وسوء تخطيط بعض الأحزاب التقليدية العراقية.

03 – إزدياد التحركات المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية” في “العراق” على مدى السنوات الأخيرة..

والشعارات المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”، والهجوم على المراكز الدبلوماسية الإيرانية، والتصريحات المختلفة على الساحة الرسمية، وكذلك إنتاج محتوى إعلامي؛ إنما يعكس تعقيد المجتمع العراقي.

على سبيل المثال يكشف الرصد المقرب من تيار “الصدر”؛ إزدياد حجم الدعاية المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية” مؤخرًا. والمحور الرئيس في المحتوى المعادي لـ”الجمهورية الإيرانية”، هو الترويج للتدخل الإيراني في الشأن العراقي الداخلي. بالإضافة إلى اعتبار “العراق” ضحية التوتر “الإيراني-الأميركي”.

04 – الموازنة الإيجابية وخفض مستوى التوتر مع الأطراف الإقليمية وفوق الإقليمية من أولويات السياسات الخارجية العراقية؛ خلال السنوات الأخيرة.

ويسعى “العراق” إلى بناء علاقات سياسية شاكلة مع: “إيران، وتركيا، ودول مجلس التعاون الخليجي”؛ وبخاصة العزيمة على تعويض سنوات البُعد عن الدول العربية، التي أعقبت سقوط “صدام”.

05 – يحرص “العراق” بشدة على إستراتيجية تنويع مصادر تأمين الاحتياجات الاقتصادية..

والعمل على توفير واردات الكهرباء من الدول العربية ومشروع “الشام الجديد”؛ بمشاركة: “مصر والأردن”، هو جزء من هذه الإستراتيجية العراقية.

وتشدد الوثيقة الاقتصادية الإستراتيجية العراقية على هذه المسألة. والأهم أن هذا المسار لا يمثل توجه الحكومة العراقية الجديدة.

بعبارة أخرى، بغض النظر عن توجهات رئيس الوزراء المقبل؛ يسير الاقتصاد “العراق” باتجاه خفض الاعتماد على “إيران”، ودعم قطاعات الإنتاج المحلي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير التعاون الاقتصادي الإقليمي.

06 – مستقبل العلاقات الاقتصادية “الإيرانية-العراقية”؛ يرتبط بشكل مباشر بدراسة الأوضاع المعقدة والتحولات العراقية.

ولا يمكن تقوية إسترايتجيات تصدير السلع العراقية التقليدية على المدى الطويل، مع احتمالات أن تزداد ضعفًا بالنظر إلى احتدام المنافسة على السوق العراقية. وعليه تقوية العلاقات الاقتصادية وتطويرها باتجاه الأهداف العامة يتطلب مبادرة وأفكار جديدة.

النتيجة..

واجهت السياسة الداخلية العراقية؛ في السنوات الأخيرة، مجموعة من الأحداث والتطورات الهامة من مثل احتجاجات تشرين أول/أكتوبر 2019م، والانتخابات البرلمانية المبكرة، والإستراتيجيات الاقتصادية العراقية وغيرها.

وفهم هذه التطورات بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ التي ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية هامة مع “العراق” ضروري، إذ يبدو أن الساحة السياسية والاقتصادية العراقية تتعرض للتغير سواءً على المستوى الرسمي أو فضاءات الرأي العام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة