27 ديسمبر، 2024 6:15 ص

الانبار طوق نجاة السنة

الانبار طوق نجاة السنة

ربما يتبادر إلى الأذهان التساؤل هل تحرك الحكومة العراقية ضد معسكرات ( داعش) في صحراء الانبار وأوديتها مهمة شريفة ؟ بالتأكيد يأتي الجواب لا إراديا ونقول توكلوا على الله ، بل حتى الأخوة السنة في الانبار لايمكن لأحد منهم الاعتراض على هكذا عمليات تحرر مدينتهم من بطش القاعدة التي سيطرت على مقدرات المدينة ، وتحت غطاء ديني من شيوخ الإرهاب ، وسياسي قطر والسعودية ، ومن سيعترض سوف ينظر إليه بعين الريبة ، وستحظى عملية ( ثأر القائد محمد) بالتأييد المحلي والإقليمي والدولي .
وتحرك الجيش العراقي ليضرب معاقل الإرهاب ، وباركت القيادات السياسية في التحالف الوطني وغيره من الكتل السياسية ، وتحدث السيد رئيس الوزراء عن الانتصار الذي تحقق بثلاث طلعات جوية ، أستخدم فيها صواريخ تم تجهيزها من أمريكا تمتاز بالدقة في إصابة الهدف ، وتولد عند التفجير درجة حرارة تصل إلى خمسة آلاف درجة مئوية مما يصهر مساحة الاستهداف ، وانطلق التهليل بالنصر وعم الفرح وهربت داعش وانتهى الأمر .
وفي نظرة بسيطة إلى الوراء عندما كانت القاعدة تتحصن في الفلوجة كان للقوات الأمريكية هناك غطاء جوي يعمل بمدار اثنين وسبعين ساعة يومياً أي بمعدل ثلاثة طائرات على مدار اليوم ، وسخّروا كل الإمكانيات والتقنيات التي يمتلكها الجيش الأمريكي ، وبعد أشهر من القتال لم يقولوا قضينا على القاعدة ،بل صرحوا أنهم أضعفوها في العراق ، لان القاعدة تعتمد حرب العصابات وليس جيشاً نظامياً يواجه الجيش ، وفي الوقت ذاته لم تكن الحالة السورية على ما هي عليه اليوم من وجود أكثر من 55000 ألف مسلح منتشرين في الأراضي السورية ، ويتحركون بشكل علني وواضح ومع دعم إقليمي ودولي .
فهل من المنطق إطلاق ثلاث صواريخ وتسجيل فيديو لذلك نقول انتهى الموضوع؟
فسقطت الفلوجة بيد الإرهابيين وبقايا البعث الإرهابي ، لتعود ألينا صفحة جديدة ، ويعود ألينا حجم الإرهاب ، ولكن هذه المرة بين تحالفين مهمين ( البعث ورجاله الأوفياء ، وبين داعش والسفياني ) وتبدأ صفحة تصدير السيارات المفخخة ، وهذه المرة ستكون المحطة الفلوجة ، وبحسب أحصائيات وزارة الصحة ، فقد راح ضحية الإرهاب الداعشي لشهر كانون الاول 2013 أكثر من 8000 شهيد ، و15000 جريح ، ناهيك عن الاغتيالات والقتل على الهوية والذي تصاعد بصورة واضحة في محافظاتنا وعلى أسس طائفية .
هنا نطرح تساؤل عرضي لماذا تحولنا من استهداف القاعدة (داعش) والذي يحظى بالدعم والتأييد الدولي والإجماع الوطني لنتحول إلى ساحات الاعتصام في وقت ضمرت وتشتت فيه وابتعدت الفضائيات عنها.
الم يكن من الأولى الاستمرار في استهداف معسكرات داعش وملاحقتهم؟ وأما العلواني وأمثاله من أين يستمدوا قوتهم أليس من داعش والقاعدة ولو أضعفناهم وطاردناهم بحرب عصابات منظمة سوف ينتهي دور هؤلاء ونستطيع أن نحاسبهم عبر القانون؟
إذ يؤكد الخبراء الأمنيين أن القاعدة الإرهابية (داعش) كونها تعتمد حرب العصابات من الطبيعي أن تنسحب أمام الجيش العراقي ولكنها سوف توجه ضربات موجعه للشعب العراقي في مناطق أخرى وعلى أسس طائفية .
هذا التحرك الغير مدروس ضد ساحات الفتنة ، أعطى الذريعة اليوم للتشكيك بنوايا الحكومة تجاه السنة ، وإعطائهم الذريعة في الوقوف والتوحد ضدها، وفعلاً أعلن متحدون الانسحاب من البرلمان وغيرهم من الشخصيات السنية لندخل من جديد في صراع داخلي تدخل بين ثناياه الطائفية ، وتحركه الخيوط الإقليمية ليدفع فاتورتها المواطن العراقي ، والتي بان أثرها في التفجيرات الأخيرة في بغداد والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء في ستة مفخخات تستهدف المناطق الشيعية والفضائية العراقية تعزف أناشيد النصر..