الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “تشيرنوبل” بؤرة الفزع الأوروبي تحت رحمة “بوتين” !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “تشيرنوبل” بؤرة الفزع الأوروبي تحت رحمة “بوتين” !

وكالات – كتابات :

نشر موقع (لايف ساينس) تقريرًا أعدَّته؛ “أشلي هامر”، التي تهتم بفيزياء الفضاء، والكم، والصحة، وعلم النفس، أشارت فيه إلى استيلاء القوات الروسية على محطة (تشيرنوبل) للطاقة النووية، والتي لم تزل تحتوي على بعض النفايات النووية؛ التي قد تُشكل تهديدًا للمنطقة المحيطة بها. وتطرح الكاتبة سؤالًا مفاده: ماذا سيحدث إذا قُصف موقع محطة (تشيرنوبل) النووية ؟

وفي مطلع التقرير تستشهد الكاتبة بتغريدة الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، التي نشرها الأسبوع الماضي، وتحديدًا الخميس 24 شباط/فبراير 2022، قبل ساعات قليلة من استيلاء القوات الروسية على محطة (تشيرنوبل) للطاقة، قائلًا: إن “المدافعين عنَّا يُضحُّون بأرواحهم حتى لا تتكرر مأساة 1986. إنه إعلان حرب على أوروبا بأسرها”.

محطة “تشيرنوبل”: مخاوف من القصف المستقبلي..

يُوضح التقرير أن محطة (تشيرنوبل) هي موقع لأربعة مفاعلات نووية، خرجت ثلاثة منها من الخدمة. أما المفاعل الرابع فكان مصدرًا للانفجار التاريخي؛ (حادثة نووية إشعاعية كارثية)، الذي حدثت في عام 1986. وفي الوقت الحالي، المفاعل مُغطَّى من كل جوانبه بقبة خراسانية داخلية تُسمى: “التابوت الخرساني” وغلاف خارجي جديد يبلغ وزنه: 32 ألف طن. وبالإضافة إلى ذلك لم يزل الوقود النووي المستهلك من المفاعلات الأخرى يُخزَّن في موقع محطة (تشيرنوبل)، إلى جانب النفايات المشعَّة من المعدات الملوثة.

ويُنوِّه التقرير إلى أنه على الرغم من تغطية المفاعل، إلا أن الإشعاع أدَّى إلى تلوث الموقع بأكمله. وفي حقيقة الأمر، هناك عشرات العناصر المشعَّة التي تطايرت في الغلاف الجوي أثناء كارثة 1986، مع النظر إلى أن قليلًا من هذه العناصر المشعَّة يُعد الأكثر خطورة على الحياة، مثل نظائر (اليود 131)، و(السترونتيوم 90)، و(السيزيوم 134)، و(السيزيوم 137)؛ وقد أفادت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ أن نظائر (السترونشيوم) و(السيزيوم)؛ ذات أنصاف أعمار؛ (الزمن اللازم لإضمحلال كمية النشاط الإشعاعي إلى النصف)، طويلة بما يكفي لأن تظل باقية في الموقع.

وقد أعربت بعض الشخصيات العامة، في الوقت الراهن، عن مخاوفها من أن أي قصف مستقبلي لهذه المواقع يُمكن أن يؤدي إلى انتشار هذه المواد المشعَّة إلى ما هو أبعد من منطقة “تشيرنوبل” المحظورة، وهي منطقة محظورة محيطة بالكارثة، حتى في البلدان المجاورة.

خطرٌ يحيق بـ”أوروبا” بأسرها..

أفاد التقرير أن “أنطون غيراشينكو”؛ مستشار وزير الداخلية الأوكراني والنائب السابق للوزير، كتب في صباح يوم الخميس 24 شباط/فبراير؛ على صفحته على (فيس بوك)، قائلًا: إنه “إذا دُمرت منشأة تخزين النفايات النووية نتيجة القصف المدفعي الذي يُنفِّذه الاحتلال الروسي، فربما يُغطي الغبار المُشع أراضي أوكرانيا، وبيلاروسيا، ودول الاتحاد الأوروبي”.

وفي هذا الصدد؛ يقول “إدوين ليمان”، مدير سلامة الطاقة النووية في اتحاد العلماء المهتمين: “لكن الواقع قد لا يكون مُريعًا”. وأضاف “ليمان”؛ خلال حديثه مع موقع (لايف ساينس) قائلًا: “حتى لو حدث قصف غير مقصود للتابوت الخرساني، أعتقد أن الأمر سيستغرق أكثر من ذلك لاستنفار كمية كبيرة من المواد المشعَّة”.

وأعرب “ليمان” أنه: “سيكون من الصعب عليَّ تخيل هذا النوع من العواقب”. موضحًا: “أن الوقود النووي المستهلك أو العناصر المشعَّة التي استُخدِمت لتزويد محطة الطاقة بالوقود تستمر في الاضمحلال حتى تغدو عناصر أكثر استقرارًا، وبذلك يستمر إنبعاث الحرارة منها”.

خطورة التخزين الرطب للوقود النووي..

يُلفت التقرير إلى ما أكدَّ عليه “ليمان” حينما قال: “إن أخطر مصادر القلق هو التخزين الرطب للوقود النووي المستهلك؛ لأنه ربما يوفر كميات أكبر تركيزًا من المواد المشعَّة في الموقع. وبصفة عامة لم يزل الوقود النووي المستهلك يحتوي على حرارة إشعاعية متحللة. ولذلك إذا كان هناك تخزين رطب للنفايات النووية، فلا بد عن وجود طريقة للتخلص من هذه الحرارة”.

ويُوضح “ليمان” أن: “هذا الوقود النووي ظل يَبرد منذ عقدين على أقل تقدير، ولذلك فإن أية حرارة إشعاعية متحللة لن تكون بهذه الأهمية. لكن مع ذلك إذا كان هناك تعطل في عملية التبريد، أو إذا تعرضت البركة النووية لأي خرق أدَّى إلى تصريف المياه، فقد ترتفع درجة حرارة هذا الوقود النووي إلى النقطة التي قد يشتعل فيها. وربما يكون هذا هو التهديد الأكبر”.

وتابع “ليمان” مشيرًا إلى أن هذا الإشتعال قد يستغرق أيامًا أو أسابيع. وتتعلق المخاوف الأخيرة المتصاعدة بارتفاع مستويات الإشعاع حول المنشأة، والتي ستكون على الأرجح نتيجة الغبار المُشع الذي تُسببه المركبات العسكرية، لكن نوع الغبار والجرعات الإشعاعية التي يجري قياسها تدل على أن هذا الأمر قد لا يُمثِّل أيضًا تهديدًا كبيرًا”.

ما الأخطر على الإنسان الحروب أم الإشعاع ؟

يُشير التقرير إلى ما ألمح إليه “ليمان” قائلًا: “إذا كان الأمر عبارة عن استثارة الغبار المُشع، فهذا لم يكن من الأشياء المتنقلة عمومًا، أو كانت تتطاير بعيدًا. لذلك من المحتمل أن تكون جزيئات التربة الأثقل هي التي لا تنتشر بعيدًا جدًّا”. مضيفًا أنه على الأرجح، قد يتسبب ذلك في زيادة مؤقتة في مستويات الإشعاع، وستظهر البيانات هل كان هذا الأمر صحيحًا أم لا، لكن حتى هذه الزيادة المؤقتة قد لا تُشكِّل خطرًا على صحة الإنسان.

ويمضي “ليمان” في حديثه؛ قائلًا: إن “معدلات الجرعات الإشعاعية التي يعثرون عليها ليست أكبر بكثير من معدلات الجرعات المعتادة في تلك المنطقة، والتي قد تُقدر بلا جدال بحوالي: 100 ضعف من الجرعة الإشعاعية في أي مكان آخر في العالم، لكن حتى في ظل ذلك إذا لم تظل القوات لوقت طويل في هذه المنطقة، فلن يكون لذلك تأثير كبير على صحتهم مقارنةً بخطر الموت في الحرب”.

ومع ذلك يعتقد “ليمان” أن هذا الحدث يُظهر أن خطط الطاقة النووية تحتاج إلى إعادة النظر في إمكانية نشوب حرب. مؤكدًا: “أن احتمالية أن تُصبح محطات الطاقة النووية أهدافًا في زمن الحرب؛ تُعد أمرًا يتعين النظر فيه حقًا، خاصةً عندما يكون الحديث عن توسيع مدى الطاقة النووية إلى أجزاء من العالم بها مناطق غير مستقرة حاليًا”، بحسب ما تختم الكاتبة تقريرها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة