على قاعدة “لاتنظر لمن قال بل أنظر لما قيل” سأتعامل مع ما كتبه جهاد الخازن في صحيفة الحياة بعددها الصادر يوم 7 يناير2014 في عموده “اذآن وعيون”. فتحت عنوان ” حرب دينية في العراق” كتب مقالاً مليء بالمغالطات, حاول من خلاله _وكعادته_صب الزيت على النار إنسجاماً مع سياسة الدولة التي يعمل لديها وهي دولة خليجية ناكفت وتناكف العملية السياسية في العراق منذ 9 نيسان 2003.
كثيرة هي المغالطات التي تضمنها مقال الخازن وهو يتحدث عن الحرب التي يخوضها العراق ضد الارهاب وتحديداً العملية العسكرية التي تنفذها القوات الامنية العراقية ألآن ضد تنظيمات (داعش) الارهابية . لقد حاول الخازن تصوير الامور على انها صراع بين شيعة العراق يمثلهم المالكي وبين سنته ممثلين بحسب قوله بـ” الضباط السنيون والجنود من جيش صدام حسين” .
هذه اللغة والنبرة التي يتحدث بها الخازن وأشباهه تمثل وجهة النظر السعودية التي بات المشروع الطائفي في المنطقة يمثل مشروعها الاساسي الذي تقوم عليه سياستها الخارجية منذ مايزيد على العقد. فالسعودية هي صاحبة “اتفاق الطائف” الطائفي الشهير بين اللبنانيين, وهي من حاولت وتحاول اليوم تصوير الصراع الدائر في سورية على انه صراع بين الاقلية العلوية والاكثرية السنية ووقفت الى جانب “الثوار السنة” في سورية, في حين وقفت السعودية بالضد من الحركة المطلبية للاكثرية الشيعية وتبنت الأقلية السنية الحاكمة في البحرين, مثلما تتبنى اليوم تيار المستقبل (السني) بزعامة رجلها في لبنان سعد الحريري ضد أكثرية الشعب اللبناني, وخلاصة القول فإن إثارة النزعات الطائفية بين المسلمين في المنطقة وتقسيمهم على اساس الانتماء الطائفي بات يمثل اهم معلم من معالم السياسة الخارجية السعودية.
وبالعودة الى ما كتبه جهاد الخازن الذي أراد تدليس الحقائق, فأن الرجل وربما بحكم تقدمه بالسن اصبح كثير النسيان او خرِفٌ, ففي مطلع مقاله المذكور وصف مايحدث في الانبار وبقية المدن التي تقطنها بحسب وصفه غالبية سنية بأنه “ثورة ” ثم مالبث ان عاد وبعد عدة أسطر من مقاله الهرطوقي ليصف ما يحدث بالتمرد وذلك بقوله ” أزعم أن القوات المسلحة العراقية الحالية وقوات الامن لن تستطيع هزم التمرد في المحافظات ذات الغالبية السنية… إلا إن من الافضل أن ننتظر ما ستتمخض عنه الشهور القادمة لنرى هل أخطأت أو اصبت” .
من جانبنا كعراقييين نقول للختيار جهاد الخازن, كفاك هلوسة, فما يدور بالعراق ليست حرب دينية, بل هي حرب بين الانسانية وبين الارهاب التكفيري القادم من صحراء الدرعية, واما نتيجة المعركة فمحسومة لصالح أولاد الملحة من أبطال الجيش العراقي الباسل الذي توحد الشعب العراقي خلفه بعربه وكرده وتركمانه, بشيعته وسنته, بمسلميه ومسيحييه. لاتنتظر فرهانك على “داعش” ومن اسميتهم بـ”الضباط السنيون” خاسر, لأن من يقاتل اليوم ارهاب “داعش” هم ابناء العشائر السنية الذين لن يسمحوا للغرباء أن يدنسوا ارضهم, او يعتدوا على عرضهم تحت يافطة ” جهاد النكاح” الذي أفتى به وعاظ السلاطين في مملكة الشيطان.