سيدي قرأت رسالتك التي أرسلتها منذ ثلاثة أيام…
وليلتين وشتاء…
سألتني كيف أنت ؟ كيف أنا؟! ….
في هذه السطور المتأرجحة لا أعلم إن كنت أجيبك على سؤالك أم أجيب نفسي…لا أعلم حتى ماذا أقول أو كيف أنقل لك شعور يصعب وصفه بثمان وعشرين حرفاً…
سيدي أحتاج إلى لغات العالم مجتمعة حتى أخرج تلك العاصفة من داخلي وتلك الهزات من ذاكرتي التي بلغت درجتها العاشرة على مقياس ألم…..
إن الحرائق التي تتسع في حشائش حقلي تدمي قلمي الذي ما عاد يقوى على مصارعة جفاف تربتي….
أجلس الآن مددة الحرف على أريكة الضجر في إنتظار نهاية فصل لم يبقي مني إلا فتات روح على شرفة القدر….
أحاول أن أنتشل صوتي من فوهة قلم مكسور على قارعة حلم….
هل تسألني كيف أنا؟ وأنا لم أعد كما أنا كأن خريف ورق سقط في ملامحي وعيناي….
كأن الزمان لم يعد يعرفني ولا يحفظني عن ظهر فصل…
كأن كل الأبجديات تلاشت في أعماق نبض وتصاعدت ابخرة المداخن من فوهة حبر….