تحدثت والدتي قائلة ؛ “الحمد لله، هذه المره الحرب ليست في منطقتنا!”، اجبتها “نعم، لكن…” ثم سرحت طويلاً و قلت مع نفسي أيعقل ان يكون الرد الغربي على روسيا عقوبات اقتصادية مكررة لم تؤتي نفعا مع إيران حتى عندما مُنعت من استيراد لقاح كورونا فضلاً عن سائر الادوية و الاغذية و المواد الضرورية الاخرى، فكيف الحال بروسيا المنتشرة في كل بقاع العالم، بقيت مع نفسي افكر في السيناريو الممكن الذي قد تسلكه قوى الناتو و على رأسها امريكا في الرد على روسيا ردا ليس انتقامياً لأوكرانيا بل لحفظ هيبة قوى محور الغرب (امريكا و حلفاءها)، فهذه اللغة هي المتداولة و المفهومة بين القوى العظمى.
و كالعادة لم اجد مساحة تصلح ان تكون مسرحاً لإستضافة منازلات القوى العظمى غير منطقتنا ، و هكذا، فربما يكون الرد الامريكي على روسيا في سوريا التي ابدى رئيسها تأييداً مبكراً لعمليات روسيا العسكرية، و الشيء الذي قد يُدَعِم ذلك هو اعلان موسكو من خلال بعثتها في الامم المتحدة ان الجولان اراضي سورية محتلة و ان موسكو لن تعترف بسيادة إسرائيل على هذه الاراضي ولم تكتفي تلك البعثة بذلك، بل أعربت موسكو عن قلقها من خطط إسرائيل التوسعية و نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، جاء ذلك عقب تصريح لوزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، ادان فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا ، واعتبره انتهاكا للنظام الدولي.
وهكذا، قد يكون الرد الامريكي في سوريا رداً أمريكياً بلباس تحالفي قد يقضي على النظام هناك، لكن الغاية الجوهرية منه هي انهاء التمدد الروسي في سوريا و القضاء على المكتسبات الروسية في سوريا بالكامل ، حيث أن روسيا استطاعت أن تستخوذ على عقود استثمارية طويلة الأجل في مجالات النفط والغاز و الموانئ و ثروات اخرى، لقاء الحماية التي وفرتها للنظام.