نحن على أبواب الانتخابات النيابية العامة التي ستجري في الثلاثين من نيسان من العام القادم – بعونه تعالى – .
والانتخابات في حقيقتها ما هي الا الثورة (البيضاء)، التي حلّت محل الثورة (الحمراء)، والتي كانت تُحدث التغييرات في المناصب والمواقع المهمة في الدولة .
معنى ذلك :
ان (صناديق الاقتراع) حلّتْ محل الدّبابات ، والطائرات والأسلحة الثقيلة وكل ما كان يستخدم من مُعدأت عسكرية في عمليات الثورة والانقلابات على الانظنة المطلوبتغييرُها .
!!فالإصبع البنفسجي اليوم يقوم مقام الرصاصة القاتلة …
وبهذا (الإصبع) يمكن ان يتم الانتقال من حال الى حال ..!!
من استحواذِ فريقٍ فاشل على مفاصل الدولة بأسرها، الى اختيار المهنيين الوطنيين المخلصين النزيهين الذين (لايريدون علّوا في الارض ولا فساداً) من المعلوم ان (الحيّات) تنزعُ جلودها عنها بين الحين والحين ، خشيةً ان تتعفن هذه الجلود ، فتؤدي الى الاضرار الساحقة الماحقة بها .
ومَثَلُ المجتمعات الحيّة مَثَلُ (الحيّات) حينما تعمد الى التغيير في مجمل هياكلها العامة .
وفي الساحة العراقية اليوم نظريتان :
الاولى :
تؤكد ان الخارطة اليساسية العراقية لن تهتز كثيراً بفعل الانتخابات النيابية القادمة .
وستعود الى البروز مجدداً معظم الوجوه والكتل السياسية السابقة ..!!
الثانية :
ان نظام سانت ليغو المعدّل، سيؤدي حتما الى صعود أشخاص ووجوه جديدة الى مجلس النواب، ومنه الى المواقع التنفيذية المهمة (الوزارات المختلفة)، وبالتالي فان التغيير قادمٌ لا محالة ، شاء من شاء وأبى من أبى …!!
الاّ ان ذلك لايعني الكنس الكامل لكّل ما هو قائم على وجه الأرض ..!!
والسؤال الآن :
ايّ النظريتين هي الراجحة ؟
والجواب :
ان منطق الأحداث الجارية في العالم بأسره ، وفي الشرق الأوسط بخاصة ، ومنطقتنا العربية بوجه أخص ، يرجح النظرية الثانية .
واذا كان ” السلطويون ” العراقيون أنفسهم يعترفون بتفشي الفساد ، وضآلة ما قُدّم للمواطنين العراقيين من خدمات ، وما عاناه المجتمع العراقي – وما زال – من هجمات الارهابيين الشرسة ، وفتكهم بالأرواح وتدني مناسيب الأمن والصحة والتعليم والنقل…، فضلاً عن التراجعات الهائلة في قطاعات الزراعة والصناعة ….
الى آخر ما في قائمة المواجع العراقية ، فكيف يبقى الوضع على حاله من دون تغيير ؟
وهنا لابُدَّ من التنبيه على خطورة المقاطعة للانتخابات .
لقد شكلّتْ فتوى الشيخ عبد الملك السعدي بمقاطعة الانتخابات، صدمةً كبيرة لنا ولكّل المتطلعين الى غدٍ مشرق للعراق ،ذلك ان مقاطعة الانتخابات لن تكون إلاّ في صالح الفاسدين الذين لن يتوانى أحدٌ منهم عن تحشيد النفعيين والمغفلين، ودفعهم باتجاه عودته الى موقعه ، لتبدأ دورة جديدة من الاختناق والإرهاق .
ومع امكان التغيير نحو الأفضل ، بانتخابات الصالح النافع من الرجال والنساء ، فما معنى الركون الى السلبية المطلقة ؟!!