23 ديسمبر، 2024 11:18 م

إن الدول العظمى ما وصلت لهذا اللقب إلا بتطور جيشها وتقدمه ، لأنه يعتبر الدعامة الرئيسية في الدفاع عن مقدرات ومصلحة تلك البلاد. أما في العراق فأن قواته المسلحة تعتبر القوة النظامية له ، وان قواتنا تألقت في ما مضى بالدفاع عن ارض العراق من الاطماع الخارجية واشتركت حتى في الدفاع عن تلك الجارة العجوز التي لولا جيشنا لاستبيح عرضها وشرفها ، لكن تلك العجوز ما إن إنفكت من الأخطار التي دفعتها بفضل الجيش العراقي حتى باتت تصدر القتلة والمجرمين لأولئك الذين حاموا عن شرفها الذي أباحته الآن في الملاهي الأوربية وسكعت أبناءها وأحفادها في تلك الحانات وارتمت بهم في أحضان اليهود ومصافحتها لدول الشر التي تريد بالإسلام والمسلمين شراً وتدعي إنها خادمة الحرميين والمدافعة عن حصون المسلمين . أنتكس الجيش العراقي وضعفت عزيمته بفضل النظام المقبور بعد ان أدخله في مطبات هو في غنى عنها ، وأشتدت أزماته وقاسم معاناته مع العوائل العراقية التي عانت الجوع والإهمال والتشرد. ولم يسلم ذلك الجيش المقدام من مرتزقة ابن العوجة حتى يلسع بنيران مرتزقة تلك العجوز التي تحدثنا عنها وظل يستنزف ويعاني والقوى السياسية المتسلطة تنظر اليه دون رحمة أو رأفة ولم تكلف نفسها حتى في تسليحه. ولانجافي أذا قلنا ان قتل الجنود العراقيين ودماءهم الطاهرة في اعناق الحكومة ووزير الدفاع والداخلية لأنهم السبب في إراقة دماء قواتنا المسلحة لعدم تعنتهم في حل المشكلات الموجودة فى صحراء الانبار وقبل سنوات من هذا التاريخ وتقاعسوا عن أداء واجبهم . اقصد القيادات الامنية والمسؤولين عن ذلك الملف. كما انه لم يسلم من ألسن المتآمرين منتفخي البطون من خيرات أرض ذلك الجيش وتبقى السنهم تحاول أستنزاف مقدرات العراق وتستمر في نهجها الخبيث لهدم العراق وإشعال النار فيه وتريد بالعراق شراً وعودته إلى العصر المظلم. ومن هنا يجب أن يقف الأرباب من قيادات الجيش العراقي على نقطة مهمة وهو أن لا يصبحوا متكأ لتنفيذ سياسات أحزاب وكيانات متسلطة ، وان لا تستنسخ التجربة السابقة التي عاشوها ابان الحقبة الماضية عندما أوغل الحزب الحاكم آنذاك الجيش العراقي في متاهات أودت بحياة الكثير من أبناء الجيش وأضعفت من قواه. والتساؤل المهم ما الفائدة من الجيش العراقي اذا لم يستطع الدفاع عن مقدرات وطنه ولا يستطع حفظ أمن شعبه وأرضه. ومعاناة شعبه تستمر يوماً بعد يوم بسبب المخربين والهمجيين . لذا فأن الشعب العراقي ادرك اليوم خطورة الموقف فأعلن تأييده للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد جحور الارهابيين.لكنه في ذات الوقت يدرك ان العملية الأمنية الاخيرة في الأنبار لا تخلو من المقاصد الانتخابية خصوصا من حيث التوقيت والخطاب الإعلامي فيرى الجميع ان قناة آفاق التي يرعاها القائد العام للقوات المسلحة تعيش حالة من الانتعاش من حيث المشاهدة بسبب اللقطات الحصرية وتغطية مستمرة على طول النهار بينما لا توجد تلك التغطية من قبل قناة العراقية التي هي من باب أولى ان تكون المتابعة الرئيسة للحدث. ان بعض الكتل المتنافسة تشعر بان رصيدها سينفذ اذا دعمت هذه العملية الأمنية فتخبطت بين الدعم والرفض لهذه الدعاية الانتخابية والمعول النهائي هو وعي الناخب العراقي.