“معهد الشرق الأوسط” يرصد .. إحياء التعامل بين دول الخليج و”أندونيسيا” !

“معهد الشرق الأوسط” يرصد .. إحياء التعامل بين دول الخليج و”أندونيسيا” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تعود العلاقات التجارية والدينية بين دول “الخليج” و”إندونيسيا” إلى قرون، تؤكد قوة الرابطة بين شعوب هذه الدول ومتانة الأخوة الإسلامية. مع هذا تفتقر هذه الدول التقارب اقتصادي.

وأبدت “إيران”؛ بعد إعلان الديمقراطية في “إندونيسيا”، عام 1998م؛ استعدادها توطيد العلاقات مع “غاكرتا”. وسعت بعكس بعض دول “مجلس التعاون الخليجي”، إلى تطوير مستوى العلاقات الاقتصادية والدينية والجامعية مع “إندونيسيا”.

كذلك أعلنت “إندونيسيا” رفض العقوبات الاقتصادية على “إيران” مع التأكيد على مخاوفها إزاء البرنامج النووي الإيراني. وتأكيد “إندونيسيا” إلتزام “إيران” بمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي؛ ودعم “الاتفاق النووي”، إنما يعكس مدى حساسية “غاكرتا” للأمن القومي السعودي. بحسب تحليل “رابرت ميسون”؛ عضو “مؤسسة الدول العربية الخليجية” بواشنطن؛ الذي نشره (معهد الشرق الأوسط) وأعاد موقع “مؤسسة الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي” الإيرانية نشره..

إندونيسيا ودول “مجلس التعاون الخليجي”..

وقد إزدادت العلاقات التجارية والاستثمارية الإندونيسية مع دول “مجلس التعاون الخليجي”؛ وبخاصة “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات”، وتحولت في 2010م إلى شيء عادي.

وفي العام 2017م؛ زار العاهل السعودي؛ “سلمان بن عبدالعزيز”، دولة “إندونيسيا” على رأس وفد رفيع من: 1500 شخص، ومن المقرر مستقبلًا أن تلعب “إندونيسيا”، باعتبارها أكبر اقتصاديات تحالف دول جنوب شرق آسيا، دورًا أكبر في منطقة “الهندي-الهاديء”. وهي بوصفها إحدى دول “عدم الإنحياز”، تؤكد على النظام العالم المتعدد.

في العام 2014م؛ تبنى “غوكو ويدودو”، الرئيس الإندونيسي؛ آنذاك، سياسات تتعلق بتطوير دور “إندونيسيا” على الصعيد الدولي، وحينها إزادت التعاملات الإندونيسية مع دول “مجلس التعاون الخليجي”.

وفي العام 2020م؛ شرح “رتنو مرسودي”؛ وزير الخارجية، أولويات سياسة بلاده الخارجية على النحو التالي: “تقوية الدبلوماسية الاقتصادية، والدبلوماسية الوقائية، ودبلوماسية السيادة والقومية، ودور إندونيسيا في المنطقة والعالم، وكذلك تطوير البني التحتية الدبلوماسية. ومن الطبيعي أن يوطد (ويدودو) باعتباره رئيس جمهورية ذات قومية إسلامية؛ العلاقات الاقتصادية مع الإمارات التي تُعتبر واحدة من الدول الرائدة التي تستطيع إندونيسيا من خلالها إقامة علاقات مع كل الدول في إفريقيا والشرق الأوسط”.

استثمارات إماراتية..

ووطدت “الإمارات”؛ مثل “السعودية”، علاقاتها بشكل رئيس؛ في 2010م. وقبل ذلك وتحديدًا بالعام 2017م؛ استثمرت “الإمارات” مبلغ: 02 مليار دولار في الاقتصاد الإندونيسي. وأضحى منطق العلاقات الثنائية بينهما، بمرور الوقت؛ أكثر إستراتيجية؛ لأن نمو الاقتصاد الإندونيسي، باعتبارها قطب إقليمي؛ قد يُساهم في تنويع وتنمية الاقتصاد الإماراتي عبر نفوذ “مجموعة العشرين” الإقليمي والاقتصادي.

وخلال هذه السنوات، تحولت “الإمارات” إلى شريك اقتصادي بالغ القيمة بالنسبة للدولة الإندونيسية، لاسيما بعد التوقيع على اتفاقيات بقيمة: 23 مليار دولار؛ خلال زيارة “محمد بن زايد”، ولي عهد “الإمارات” إلى “غاكرتا”، في العام 2019م. وإزداد التعاون بين البلدين في الحوازات التعليمية والصحية والزراعية ومكافحة الإرهاب.

ووقعت “الإمارات” وإندونيسيا؛ في أيلول/سبتمبر الماضي، مذكرة تفاهم بشأن المشاركة الاقتصادية الشاملة، ولو تضاعف حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى ثلاثة أضعاف وفق المخططات، فسوف تكون “الإمارات” أحد أكبر خمس شركاء تجاريين للدولة الإندونيسية.

وأعلنت “الإمارات”؛ في آذار/مارس الماضي، استثمار مبلغ: 10 مليار دولار في “صندوق الثروة القومية” الإندونيسي. وحاليًا تستمر “هيئة استثمار أبوظبي” مبلغ: 400 مليون دولار في مؤسسة (GoTo) الإندونيسية، وهو أول وأكبر استثمار أساس للهيئة في جنوب شرق “آسيا”.

كسر النفوذ السعودي..

في نفس التوقيت، وضع حجر أساس النسخة الثانية من مسجد الشيخ “زايد”؛ أكبر المساجد الإماراتية في “إندونيسيا”، ومن المتوقع الإنتهاء من تنفيذ المشروع؛ خلال العام الجاري، وهو ما يعكس كسر احتكار “السعودية”؛ بناء المساجد التي تستوعب أكثر من: 10 آلاف مصلي. وتستغل “الإمارات” الفراغ الإسلامي والاقتصادي في العالم الإسلامي؛ وبخاصة في القوى الناشئة مثل: “إندونيسيا” و”الهند”، في كسب المزيد من النفوذ في هذه الدول.

أخيرًا وبالنظر إلى الصراع “السعودي-الإماراتي” مع التهديد الإيراني، وكذلك اختلاف وجهات النظر الإندونيسية قديمًا مع “الرياض” و”أبوظبي”؛ بشأن الخطط المتعلقة بالقوى العاملة، فقد كانت سرعة التعاون الاقتصادي بينهم مثيرة للتعجب.

وتفتقر “الولايات المتحدة” أو “الصين”؛ للتأثير الواضح على العلاقات الثنائية “السعودية-الإماراتية”؛ مع “إندونيسيا”، لكن بالمقابل، قد تُساهم بعض السيناريوهات؛ ومن بينها الإستراتيجية التجارية الصينية على تطوير هذه العلاقات أو تدميرها. كذلك تُحيط بهذه العلاقات مجموعة من القضايا المُلحة مثل التهديد الإرهابي، وحصة الحج، وتذبذب العلاقات الشخصية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة