قالت النائبة اسماء الموسوي انها قررت الانسحاب من كتلة الاحرار النيابية والتيار الصدري، معلنة عن الاستمرار في عملها كنائب مستقل في التحالف الوطني العراقي . تصريح النائبة الموسوي الذي نقله موقع ” المسلة ” جاء على خلفية انتقادات حادة وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وصف فيها مواقف النائبة بـ”النفاق” و “المراهقة السياسية” ، قائلا انها “لم تخلص لآل الصدر البتة” وطالبها بـ”توبة خطية وإعلامية”.
وقال الصدر ذلك في معرض اجابته عن سؤال تقدمت به مجموعة من اتباعه حول تصريحات للموسوي وهي تثني وتمدح الخطوات التي يقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي , فاجاب الصدر قائلا “هذا هو النفاق بعينه ، ولم تكن في يوم من الايام صاحبة موقف محدد ولم تخلص لآل الصدر البتة ، ولذا هي ليست منا ان لم تعلن توبتها الخطية والاعلامية ولتذهب لأسيادها فنحن لا ندعم المراهقة السياسية ولا العمالة للديكتاتورية”.
ما يؤخذ على زعيم التيار الصدري انه كثير النسيان او انه لايفقه مايقول لانه قبل ايام قلائل شكر رئيس الوزراء على ما قام به ضد مجموعات مسلحة من جيش المهدي استعرضت في ديالى , ووصف السيد مقتدى خطوة رئيس الوزراء بالصحيحة وانه ملتزم بخط ال الصدر , وقبل هذا الشكر الذي قدمه مقتدى كان قد انتقد رئيس الوزراء لزيارته واشنطن واصفا اياه بانه اضر بالمذهب وانه يستجدي الولايات المتحدة , واذا تابعنا اقوال وتصريحات مقتدى الصدر فاننا لا نخرج بغير التناقضات والمراهقة السياسية الحقيقية , بل ربما نخرج بانطباع ان الرجل يصلح لان تجرى عليه دراسات نفسية معمقة من قبل اختصاصيين للخروج بنظريات جديدة في علم النفس .
ان وصف النائبة الموسوي بالمراهقة السياسية لانها امتدحت رئيس الحكومة يكشف عن حجم النرجسية التي ينظر بها مقتدى الى نفسه , وهي نرجسية صنعها الاعلام المغرض والاتباع الذين يشبهون الى حد بعيد اهل الشام في زمن معاوية اذ لا يفرقون بين الجمل والناقة . والمضحك المبكي ان السيد مقتدى طلع على اتباعه بمصطلح ولائي جديد هو ” الولاء لال الصدر ” , ومع اننا نجل اسرة ال الصدر فهي اسرة علم وجهاد , لكننا نرفض ان نستبدل ولاءنا لآل محمد باي ولاء اخر , وليس من حق مقتدى ولا من هو فوقه او دونه ان يتلاعب بالالفاظ ويخلط المقدسات التي نتعبد بها الله تعالى بغيرها , ان موقف مقتدى من كبار اتباعه ونوابه بهذا اللغة والتسقيط السياسي والشخصي يكشف عن ضحالة تفكير بعض من يسمون بقادة العراق الجديد , وانهم بهذا الافق الضيق والمنطق المتهافت غير كفوئين وغير جديرين ببناء العراق وقيادة شعبه , ولكم ان تتصوروا ماذا سيكون رد مقتدى لو ان النائبة الموسوي انتقدت بعض مواقفه وتصريحاته ؟ .
يذكر ان السيد مقتدى الصدر كان قد أمر بداية عام 2013 بتعيين الدكتورة اسماء الموسوي مستشارة شخصية له للشؤون البرلمانية واليوم يعلن انها لم تكن على خطه البتة , ويطالبها بالتوبة , والتوبة لله وليس للبشر لانها لاتكون الا عن معصية وكبيرة من كبائر الذنوب , واذا اعلن الصدريون توبتهم لمقتدى الذي ربما يرى نفسه نصف اله عما يصرحون به او يفكرون فيه خلافا لما يدور في تلافيف مخه فماذا بقي لله تعالى ؟
اثر بيان مقتدى ضد النائبة الموسوي انطلق اتباعه كانهم حمرٌ مستنفرة على مكتبها يقذفونه بالحجارة والنفايات في الشعلة , فيما أفاد مكتب القائد العام للقوات المسلحة بأن قوات مكافحة الشغب احبطت محاولة هجوم لجماعات مجهولة على مكتب النائبة اسماء الموسوي في مدينة الشعلة , ومن هذا الحدث وغيره لنا ان نتساءل عن وضع العراق والعملية السياسية فيما لو تولى مقتدى الصدر واتباعه رئاسة الحكومة لا سمح الله تعالى بذلك .