لم يعد التبرير مجدي للقيادات الامنية والسياسية لعمليات تهريب السجناء الخطرين من الارهابيين ومجرمي القاعدة من اغلب السجون العراقية ,فبعض السجون محصنة بشكل لم يسبق له مثيل مثل ابوغريب او سجن العدالة في الكاظمية ,ومع ذلك تكتفي الحكومة بتشكيل لجان وماادراك مالجان التحقيق التي لاتسمع بنتائج تحقيقاتها حتى ينسى المواطن, ماذا جرى وحصل وتضيع القضية ,ويبدو ان احد اهم انجازات الحكومة خلال المرحلة الحالية هي هروب السجناء بين فترة وفترة اخرى فكيف يأمن المواطن بعد هذه العمليات على نفسه وماله وبيته في ظل عمليات تهريب السجناء المنتظمة بين فترة واخرى ,ولو حصل هذا الامر في اي بلد لقدم رئيس الوزراء استقالته مع وزرائه الامنيين ومع ذلك يبقى رئيس الوزراء متمسك بمنصبه الى اخر رمق حتى الانتخابات النيابية ,وكذلك القادة الامنيين لم نشهد اي منهم ان يقدم استقالته .ويبدو ان ضعف سلطة البرلمان وغياب الجانب الرقابي على السلطة التنفيذية وعمليات الشد والجذب بين الطرفين, وعمليات تقديم الاغراءات من قبل بعض الجهات لجهات اخرى تساهم ,في ابقاء هذا الوضع على ماهو علية وربما نشهد خلال الاسابيع المقبلة عمليات تهريب اخرى والحكومة فقط تتفرج ,ولاتقدم ولاتؤخر شيء وتكتفي بالتبرير والقاء اللوم على الخصوم السياسين واعداء العملية السياسية ,ويدفع الشعب ضريبة هروب هؤلاء المجرمين من خلال عمليات فرض حظر التجوال وقطع الطرق والبحث والتفتيش ,وبعدها يكون المواطن عرضه للقتل لهؤلاء المجرمين الذين يعودن مرة اخرى للقتل والتفجير وتفخيخ اجسادهم النتنة والسيارات المفخخة لقتل الابرياء في الاسواق والشوارع, والتجمعات السكانية والحكومة تتفرج لاتقدم اي حلول ,كنا نتوقع ان يظهر وزير الداخلية وهو رئيس الوزراء ليتحدث عن هذا الامر بصراحة ,ويقدم استقالته من منصبه كوزير للداخلية امام رئاسة الوزراء فهذا غير ممكن ,لان منصب حساس واهم من هروب السجناء ولاينبغي لاي احد التنازل عنه, الا بضغوط محلية واقليمية كما حصل مع الجعفري الذي رفض التخلي عن المنصب, الا بعد ان نصحته الاخت كوندليزا رايس وضغطت عليه وطالبته بتقديم الاستقالة لانه اصبح غير مرغوب فيه, ولايمكن ان يواصل عمله كرئيس للوزراء ,وسنبقى على هذا الحال ان يتم تغيير هذه الوجوه في الانتخابات المقبلة ,التي تقود البلد ولاتهتم بمصيره ولامستقبلة ابنائه ,لانها تفعل كل شيء مقابل البقاء في المنصب والحفاظ على الكرسي ,حتى لو سالت انهار من الدماء وخرب البلد الذي يسير من سيء الى اسوأ, وكل الوعود الانتخابية من الامن والامان والرفاة الاقتصادي لم ولن تحصل اذا بقيت نفس الاحزاب والقيادات السياسية هي تقود البلد في المرحلة المقبلة ,حتى بدا بعض العراقيين يتحسر على ايام النظام البائد لتوفر الامن ولم تحصل اي عملية تهريب للسجناء او هروبهم ,بمثل مايحصل الان بين فترة وفترة يتم تهريبهم بالمئات ,ودون اي حسيب او رقيب لوكان هناك قانون يطبق على مدير السجن الذي يهرب السجناء ويتم اعدامه في السجن الذي فر منه السجناء, فلن يحصل بعد ذلك اي تهريب للسجناء ,ونحن افضل حال من سوريا التي تشهد منذ ثلاث سنوات حرب اهلية وطائفية ,واغلب المدن يسطر عليها المسلحين ولم تحصل اي عملية تهريب للسجناء ,وكلنا يعرف واقع حال المواطن السوري ومنتسبي الاجهزة الامنية السورية, الذين يعشون على الكفاف بفعل قلة الرواتب والوضع الاقتصادي السوري المتردي, ومع ذلك لم نشهد عمليات تهريب للسجناء فاي فوضى نعيشها نحن بعد عشر سنوات من سقوط صدام .متى نبني قيادات امنية قادرة على حفظ الامن وحفظ الامانة والولاء للوطن فقط دون غيره .