25 فبراير، 2025 2:06 م

كيف منع الأتراك تطور الفقه ؟ ولماذا يحتكر رجال الدين لقب الفقيه ؟

كيف منع الأتراك تطور الفقه ؟ ولماذا يحتكر رجال الدين لقب الفقيه ؟

محمد مختار ( كاتب وباحث )

ماذا فعل الأتراك عندما احتلوا مصر بالأزهر الشريف ؟ ولماذا حارب الأتراك الأزهر وحاصروه ومنع استخدام اللغة العربية في الدواوين والمراسلات والمكاتبات الحكومية ؟ وماذا فعلوا حتى يتراجع الأزهر عن مكانته العلمية المرموقة في العالم الإسلامي قبل الغزو التركي لمصر؟ قال ابن إياس لما دخل السلطان سليم الأول القاهرة أخذ الأزهر على نفسه أن في العصر العثماني وذوت أثاره العلمية، فقد استطاع بما له من نفوذ في نفوس العامة والخاصة أن يحفظ اللغة العربية، وأن يقاوم لغة الفاتحين، كما أشار ابن اياس إلى أن العصر العثماني في مصر اتسم بفتور الهمم عن التأليف والتدوين، واتجه العلماء إلى مصنفات السلف الصالح وتناولوها بالشرح، ثم عمدوا إلى الشرح فشرحوها، وسموا ذلك حاشية، ثم إلى الحواشي فشرحوها، وسموا ذلك تقريرا، فتحصل عندهم متن هو أصل المصنف، وشروح عديدة، وكانت النتيجة أن تطرق الإبهام إلى المعاني الأصلية، واضطربت المباحث، واختلت التراكيب، وتعقدت العبارات، واختفى مراد المصنف وتخلفت علوم الفقه.

كما أشار ابن اياس إلى أن العلوم العقلية والعلمية أصبحت تتضاءل حتى أخذ القول بحرمة بعض العلوم العقلية يتسرب شيئا فشيئا للأزهر، كما يتسرب لغيره من المعاهد الإسلامية الأخرى، حتى انتهى الأمر بهجرها تماما، فبقيت تلك العلوم الرياضية والطبيعية والفلسفية مهجورة من الأزهر ينظر إليها بنظر السخط، كما تضاءل شأن العلوم والآداب، وانحط معيار الثقافة، واختفى جيل العلماء الأعلام الذين حفلت بهم في العصور السالفة، ولم يبق من الحركة الفكرية الزاهرة التي أظلتها دولة السلاطين المصرية سوى آثار دراسة يبدو شعاعها الضئيل من وقت

وقد ذكر الإمام الغزالي أن الناس تصرفوا في اسم الفقه فخصوه بعلم الفتاوى ودلائلها وعللها» واسم الفقه في العصر الأول كان مطلقا على علم الآخرة. وعلم السلوك، أما الفقيه فقد قال عنه الحسن البصري: إنما الفقيه هو الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بذنبه، المداوم على عبادة ربه، الورع الكاف. وعلى ذلك فقد أطلق الفقه في العرف بغلبة الاستعمال على معنى الفقه في الدين، أي: المخصوص بكونه في الدين، والدين والشرع والشريعة بمعنى: ما شرعه الله على لسان نبيه من أحكام، وكل ما أتى به الرسول من عند الله. وجاء في القرآن: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾، أي: ليتعلموا أحكام الدين

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة