في جمهوريتة الطوباوية يشترط افلاطون ان يكون الحاكم فيلسوفا ولعل مادعاه الى هذا الاشتراط كون الفلسفة تُشعر الانسان بانسانيته وتقوده الى طريق الحكمة طالما ان الحقيقة مبتغاه والسعادة هدفه والا فلامنأى من الثورة حتى ولو كان النظام السائدديمقراطيا فليست الديمقراطية عقارا طبيا يلقي ظلاله على المحتاجين ويدفعهم نحو الصمت والاستسلام طالما ان المستبد جاءت به الديمقراطية الى دست الحكم .ولاديمقراطية مع الفقر كما لاديمقراطية في مجتمع طبقي يُفقدها اهم ركائزها وهي -العدالة –
في المجتمع الشرق اوسطي تتحول الديمقراطية الى اشكالية كبرى تقطع الطريق امام الاصلاح الحقيقي ان لم تتوفر اشتراطاتها كافة ولعل في الانموذج العراقي خير شاهد فبعد اكثر من اربعة عقود من الديمقراطية في العراق في ظل نظام حكم ملكي دستوري اطاحت الثورة بالملكية وبالطبقية الداعمة لها وتحرر العراق بعد ان سل العسكر حرابه ومزق مشروعا متعثرا ليعيد العراق الى صوابه ويعالج فقر البلاد وعوز العباد ويدور العنف دورته فيسقط مؤسس الجمهورية بقطار اميريكي ويصادر احلاما طالما تاق لرؤيتها المجتمع العراقي
والامر نفسه في ايران ايام محمد مصدق -1883-1967-حيث اطاحت الملكية بالتعاون مع الـ(c i a) بالرجل الوطني وازاحت عنها كابوسا ارقها كثيرا رغم ان الشاه نفسه يعترف انه كان يتمنى ان يقوم بما قام به مصدق من تاميم للنفط وطرد للانكليز خارج البلاد وتحقيق الكرامة الوطنية وصونها وقد كان الشاه شيعيا اماميا اثنى عشريا يراه بعض الفقهاء الذراع السياسي للامام الصادق -عليه السلام -فيما يراه فقيه اخر -السيد الخميني -رض- عميلا اميريكيا حول ايران الى وكر صهيو -اميريكي ولامناص من الاطاحة به وقد اطاحه الى الابد وقامت في ايران جمهورية اسلامية تستند الى التعددية السياسية والديمقراطية فلا منأى من الثورة ولابقاء للطغيان حتى لو كان الحاكم شيعيا والثائر من مذهبه نفسه !!فلم يكن الحاكم حكيما ولم يصغ الى احد وكان منبهرا ومهتما بتحويل بلاده الى الانموذج الغربي باسرع مايمكن ولم يكن يتوقع اطلاقا قيام ثورة دينية في وقت كان الصراع على اوجه بين نظامين شيوعي واخر ليبرالي راسمالي ولقد تناسى انه كان حاكما شيعيا محصورا بين رمزين مقدسين (مولاي …انت محاصر بين العدالة التي حققها اميرالمؤمنين علي عليه السلام وبين العدل الذي يحققه الامام المهدي عج )قالها له عالم الاجتماع احسان نراغي وقد بدات طلائع الثوار تحاصره في كل مكان وكانت موعظة بعد فوات الاوان
الايرى السيد نوري المالكي انه يكرر السيناريو نفسه ويرتكب الاخطاء نفسه سيما وانه حارب رموز الكرامة الوطنية عمليا عندما اتجه صوب اميريكا تاركا محمد باقر الصدر وتحذيره من الاميريكان والصدر الثاني ورفضه لها بل وناصب العداء للسيد مقتدى الصدر اعزه الله وهو الذي حارب اميريكا في العراق وطالب الحاكمون ان يلتفتوا الى الشعب العراقي بعيدا عن الانتماء العرقي او الاثني ؟؟ الا يبدو السيد نوري المالكي مفتقرا للحكمة في سلوكه السياسي ؟؟ وللحديث تتمة