الرئيس بوتين والقيادة الروسيّة استشعروا وادركوا مبكّراً أنّ الهجمة الإعلامية التي تشنّها الولايات المتحدة , وبموازاةٍ مع معظم الإعلام الغربي او الأوربي بأنّها شبيهةٌ الى حدٍّ ما اواكثر , بتلك الهجمة الإعلامية المتهوّرة او المضخّمة التي جرى شنّها على العراق قبل حربي عام 1991 و 2003 , وتعاملت موسكو بذلك بذكاءٍ ملحوظ , لكنما عكست ذلك من الجانب العمليّاتي بسحب بعض قواتها المتحشّدة قرب مناطقٍ قريبة من الحدود الأوكرانية , ودونما استخدام الإعلام بصيغة ابواق مُدوّية .! , وسبق للرئيس الروسي ان وصف الموقف الأمريكي اثناء المكالمة الهاتفية مع الرئيس بايدن , بأنّها < هستيريا امريكية > .!
في محاولة الإحاطة ببعض جوانب الأزمة الأوكرانية , فيسبق ذلك القول أنّ واشنطن ولندن بشكلٍ خاص , وبعض الدول الأوربية لازالت تتعامل مع موسكو , كما كانت اثناء الإتحاد السوفيتي السابق , ودونما اعتبارٍ للتحوّلات والمتغيرات التي طرأت على روسيا بعد تفكك الأتحاد السوفيتي السابق الى جمهورياتٍ متناثرة ولعلّ اولها اوكرانيا التي رئيس جمهوريتها الحالي هو ممثّل كوميدي شهير داخل بلده .
في سياق ذلك , فلا يمكن الجزم أنّ ازمة < كييف – Kieve عاصمة Ukraine – اوكرانيا > قد انتهت بنسبة 100 % 100 وحتى ما يدنو من ذلك , بعد سحب بعضٍ من القوات المدرعة والدبابات الروسية من الجَبَهات المتجاورة والمتلاصقة , فجليّاً يبدو أنّ الولايات المتحدة متحمّسة في إدامة وديمومة الأزمة عبرَ ” الإعلام ” على الأقلّ .
كما في ذات السياق ايضاً , ومن خلال السحب السريع لبعض القَطَعات الروسيّة وعودتها الى ثكناتها .! فيترآى عبر استقراءاتٍ مكثّفة من بعض الزوايا الإعلامية ” غير المعلنة ” أنَّ إتّصالاتٍ شديدة السريّة بدأتها العاصمة ” كييف ” مع القيادة الروسية للتخلّي عن الإنضمام لحلف الناتو , مقابل التوقف عن غزو اوكرانيا , مع اعتباراتٍ لحفظ ماء الوجه وبكلّ الإعتبارات والبروتوكولات الدبلوماسية , وهذا ما جسّدهُ وغرّدهُ السفير الأوكراني في لندن تحديداً وليس من واشنطن .! , وجرى حذف التغريدة بعد سويعاتٍ للإعتبارات الدبلوماسة الذكية – المكشوفة .
وبالرغم مّما حملته الأسطر اعلاه بما لايصل الى مرحلة الجزم والحسم كليّاً , لكنّ الرفيق فلاديمير بوتين قد سحب البساط من تحت اقدام بايدن وبعض حلفائه الأوربيين الذين انساقوا الى هذا السياق ولأكثرِ من اعتبارٍ معتبرٍ وغير معتبرٍ ايضاً .!