وكالات – كتابات :
وصفت حكومة “إقليم كُردستان العراق”؛ قرار “المحكمة الاتحادية العليا” الخاص بـ”قانون النفط والغاز” بالإقليم، يوم الثلاثاء، بأنه: “غير دستوري”، مشددة على أنه لا يمكن القبول به.
وقالت حكومة الإقليم؛ في بيان، إن: “إقليم كُردستان وإنطلاقًا من إيمانه بدستور العراق الاتحادي لسنة 2005؛ والذي أقر في أحكام المادة (117) إقليم كُردستان إقليمًا اتحاديًا يتمتع بكامل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتم توزيع الاختصاصات بين السلطات الاتحادية والأقاليم”.
المادة 112 تعترف بحق “كُردستان”..
وأضافت أن: “الدستور العراقي نص على أن مجال النفط والغاز ليس سلطة حصرية للحكومة الاتحادية في ضوء المادة (112)، والتي اعترفت بحق إقليم كُردستان في استخراج وتطوير نفط وغاز الإقليم”.
وأشارت إلى أنه: “فيما يتعلق بالعمل المشترك بهذا الصدد؛ استنادًا إلى أحكام المادة (112)، فقد اتخذ إقليم كُردستان خطوات لتمرير قانون النفط والغاز، إذ تم إعداد مشروع القانون وتمت الموافقة عليه من قبل الجانبين؛ في شباط/فبراير 2007، وخلال صياغة المشروع تم الاتفاق بأنه إذا لم يتم إقرار مشروع القانون في مجلس النواب العراقي؛ خلال الأشهر الستة المقبلة، فإن الحكومتين ستكونان حرتين في تطوير قطاع النفط والغاز”.
وتابعت بالقول: “ولأن الحكومة الاتحادية أجرت تغييرًا جوهريًا على المشروع المشترك من جانب واحد بمعزل عن إقليم كُردستان، وبطريقة أخلت فيها بالسلطات الدستورية للإقليم، فقد شرّع برلمان كُردستان قانون النفط والغاز للإقليم بموجب السلطات الدستورية، وبعد دخول القانون حيّز التنفيذ، استثمرت كبريات شركات النفط العالمية في هذا المجال؛ بمبالغ ضخمة، للتنقيب عن الخام وتطوير حقوله بعد اكتشاف النفط”.
ما بعد أزمة آيار 2014..
وقالت حكومة الإقليم: “بعد قطع حصة إقليم كُردستان؛ في شباط/فبراير 2014، من جانب واحد، من قبل الحكومة الاتحادية، وقبل تصدير نفط إقليم كُردستان إلى الخارج، ونتيجة لما واجهه الإقليم من أزمة مالية كبيرة؛ في آيار/مايو 2014، قد تم تصدير النفط بهدف تأمين الرواتب وتقديم الخدمات العامة، ومنذ ذلك الحين واصل إقليم كُردستان مباحثاته بشأن الإجراءات الدستورية المشتركة، وفي نهاية المطاف اتفق الجانبان ضمن قانون الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2021، على حق إقليم كُردستان في استخراج وتصدير وبيع النفط، على أن يتم تسليم الحكومة الاتحادية عائدات بيع: 250 ألف برميل من نفط الإقليم، فيما كان لدى الجانبين تفاهم مشترك لصياغة مسوّدة مشروع قانون النفط والغاز الاتحادي استنادًا إلى المادة (112) من الدستور، وهو دلالة على حقيقة أن إقليم كُردستان يؤمن بالعمل معًا مع الحكومة الاتحادية في إطار الدستور لإرساء إستراتيجية للنفط والغاز في أنحاء العراق كافة”.
وأضافت: “في الوقت الذي كان يتعين فيه للأطراف كافة أن تدعم الأجواء الإيجابية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، فقد أصدرت المحكمة الاتحادية العليا؛ اليوم (الثلاثاء)، قرارًا لم يُراع مباديء الدستور مستندة إلى القوانين المركزية للنظام البعثي السابق؛ والتي لا تتفق مع المباديء الاتحادية، ومن واجب السلطات الاتحادية إلغاء القوانين المركزية بعد عام 2005؛ ومن ضمنها قانون وزارة النفط رقم (101) في العام 1976، ولهذا تضمن قرار المحكمة الاتحادية مخالفات قانونية وإدارية، من بينها تنظيم دعويين مختلفين من دون أساس قانوني”.
غير عادل وغير دستوري !
وأكدت حكومة الإقليم أن: “هذا القرار غير عادل وغير دستوري ومنافٍ للحقوق الدستورية لإقليم كُردستان وغير مقبول، وكان على المحكمة أن توسع تحقيقاتها وتنظر في مطالب إقليم كُردستان”.
وأشارت إلى أن: “حكومة إقليم كُردستان لن تتخلى عن حقوق إقليم كُردستان المنصوص عليها في الدستور العراقي، وفي هذا الإطار ستواصل حكومة إقليم كُردستان بذل جهودها للتوصل إلى حل دستوري جذري بهذا الشأن، على الرغم من مطالب حكومة إقليم كُردستان تأجيل هذه الدعوى ومنح فرصة للاتفاق مع الحكومة الاتحادية الجديدة”.
اتخاذ كافة الإجراءات الدستورية لضمان العقود المبرمة..
وختمت بيانها بالقول: “ستتخذ حكومة إقليم كُردستان جميع الإجراءات الدستورية والقانونية والقضائية لضمان وحماية جميع العقود في مجال النفط والغاز”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أصدرت “المحكمة الاتحادية” قرارًا: “بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كُردستان، مع إلزام حكومة الإقليم بتسليم كامل إنتاج النفط من الحقول النفطية في إقليم كُردستان والمناطق الأخرى التي قامت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كُردستان باستخراج النفط منها وتسليمها إلى الحكومة الاتحادية والمتمثلة بوزارة النفط الاتحادية وتمكينها من استخدام صلاحياتها الدستورية بخصوص استكشاف النفط واستخراجه وتصديره”.
وأضاف أن لـ”وزارة النفط” الحق بمتابعة بطلان التعاقدات النفطية التي أبرمتها حكومة “إقليم كُردستان” مع الأطراف الخارجية؛ دول وشركات، بخصوص استكشاف “النفط” واستخراجه وتصديره وبيعه، وإلزام حكومة “إقليم كُردستان بتمكين “وزارة النفط” العراقية وديوان الرقابة المالية الاتحادي بمراجعة كافة العقود النفطية المبرمة مع حكومة الإقليم بخصوص تصدير “النفط” و”الغاز” وبيعه؛ لغرض تدقيقها وتحديد الحقوق المالية المترتبة بذمة حكومة “إقليم كُردستان” من جرائها، وأن يتم تحديد حصة الإقليم من الموازنة العامة وبالشكل الذي يضمن إيصال حقوق مواطني محافظات “إقليم كُردستان” من الموازنة العامة الاتحادية وعدم تأخيرها وإشعار الحكومة الاتحادية وديوان الرقابة المالية الاتحادي بذلك.
وبدأ “إقليم كُردستان” في بيع نفطه بمعزل عن الحكومة الاتحادية، بعد أزمة مالية خانقة نتيجة إنهيار أسعار “النفط”؛ خلال اجتياح تنظيم (داعش) لمناطق في “العراق”، بالإضافة إلى الخلافات مع “بغداد” التي دفعت الأخيرة لإيقاف صرف رواتب موظفي الإقليم.
وتقول “بغداد” إن شركتها الوطنية للنفط؛ (سومو)، هي الجهة الوحيدة المخول لها بيع “النفط الخام العراقي”، لكن كل جانب يزعم أن الدستور في صفه. ونظرًا لأن “قانون النفط والغاز” العراقي بقي محبوسًا في مرحلة الصياغة بسبب الخلافات ظل هناك مجال للمناورة.
ويُعتبر ملف “النفط” أحد أبرز الملفات العالقة بين: “بغداد” و”أربيل”.
وكانت “بغداد” تدفع شهريًا: 453 مليار دينار عراقي؛ (نحو 380 مليون دولار)، كرواتب لموظفي “إقليم كُردستان”، لكنها أوقفتها بعد إجراء الإقليم استفتاء الاستقلال من جهته، وبسبب ما قالته “بغداد” بعدم إلتزام الإقليم بتسليم نفطه وفقًا لبنود الموازنة الاتحادية.
وبعد جولات عديدة من المفاوضات السياسية، أُلزم الإقليم بحسب اتفاق مع الحكومة في “بغداد”، بتسليم: 250 ألف برميل خام يوميًا من “النفط الخام” المُنتج من حقولها لشركة (سومو) الحكومية، وتسلم الإيرادات إلى الخزينة العامة الاتحادية.