منذ نيسان من عام 2003 أسس المحتل الأمريكي للعراق عملية سياسية و شكل حكومة تابعة له مبنية على المحاصصة الطائفية و شكل جيشا أساسه مليشيات لأحزاب عميلة و زج في هذا الجيش الالاف من أعضاء هذه المليشيات التي ليس لها ولاء لهذا البلد المحتل و بعضها شارك في حرب الى جانب إيران عدوة العراق في مواقع عديدة .. لذلك و بالرغم من مرور أكثر من عشر سنوات من عمر حكومات الاحتلال المتعاقبة .. و بالرغم من انسحاب الجيش المحتل من العراق إلا أن هذه الحكومة لم تستطع أن تعالج المشكلات الكبيرة التي يعاني منها هذا البلد .. بل ساهمت في تفاقمها و حاولت استمرار تردي الوضع الأمني و تفشي الفساد في كل مفاصل هذه الحكومة و ممارستها نهب الثرة العامة و بشكل منظم لا مثيل له في العالم أجمع لضمان بقائها في السلطة و تنفيذ الإرادة الإيرانية و سعيها للانتقام من هذا الشعب الذي أذاق إيران هزيمة كبرى في حرب الثمان سنوات.
و بسبب تبعية هذه الحكومة و أحزابها الإسلامية الحاكمة الى نظام طهران الفاشي و تحكم هذه المليشيات التي ترعرع معضمها في ايران و تأتمر بأمر قيادة قوات القدس الإيرانية و التي تسعى جاهدة للنيل من كافة معارضي طهران .. فقد استمرت بمحاولاتها المتكررة و بدعم و إسناد و مشاركة القوات الأمنية الحكومية للخلاص من منظمة مجاهدي خلق المعارضة و التي يبلغ عدد أعضائها حوالي 3500 معارض منهم حوالي 1000 امرأة يتخذون من مدينة أشرف في قضاء الخالص التابع الى محافظة ديالى مقرا لهم .. فقد تعرضت مدينة أشرف المنزوعة السلاح للقصف بالصواريخ و الهاونات و اغتيال عدد من أعضائها وبعض المؤيدين لها من المواطنين العراقيين الذين يرون تواجد هذه المنظمة في العراق ضيوفا على شعب العراق , و أستمر الحال الى بداية عام 2009 حيث تحولت مسؤولية حماية هذه المدينة من القوات الأمريكية المحتلة الى القوات الحكومية العراقية و بدأت مرحلة جديدة لتعامل حكومة المالكي مع هذه المدينة حيث استخدمت قوة القدس الإيرانية و المليشيات المرتبطة بها شتى أنواع و صنوف الاعتداءات المتكررة , فـ بعد منع الغذاء و الدواء و فرض حصار شديد عليها حتى و صل الحال الى قطع الماء و الكهرباء عن المدينة .. أستخدم التعذيب النفسي ضد سكان المدينة بتجمهر اعداد كبيرة أمام مدخل المدينة من الإيرانين و المليشيات و عبر مكبرات الصوت لأنواع السب و الشتائم و الوعود بالويل و الثبور و أستخدم مع سكان هذه المدينة شتى أنواع الإيذاء و القتل و منها الدهس بالعجلات و المدرعات و الشفلات و استخدام الرصاص الحي و لم تشفع لسكان أشرف تمتعهم بحماية الأمم المتحدة و تعهدات المحتل الأمريكي بحمايتهم من هذه الحكومة و مليشياتها .. و نظرا لحالات استهداف هذه المدينة و سكانها فقد قررت الأمم المتحدة ترحيلهم الى بلد آخر لإنهاء مأساتهم و تم استبدال أشرف الى معسكر ليبرتي كمكان وقتي و لحين موعد تسفيرهم خارج العراق و في هذا المعسكر قامت المليشيات بقصف ليبرتي مرات عديدة سقط فيها العشرات من القتلى و الجرحى و الخطف حيث لا زال مصير سبعة من المخطوفين من بينهم سيدة مصيرهم مجهول حيث تنفي الحكومة علمها بحالة الخطف التي تعرض لها أعضاء منظمة مجاهدي خلق في أشرف و عدم علمها بمصيرهم.
أن الخطر لا زال قائما الى يومنا هذا من احتمال قصف ليبرتي من جديد بأنواع مختلفة من الصواريخ تطلق من بعض المناطق من بغداد و التي تتمركز فيها خلايا قوة القدس الإيرانية و المليشيات التي تعمل بإمرتها و عجز الحكومة التام عن محاسبة الجناة .
و في كل حالة من حالات الاعتداءات التي مر ذكرها فأن العالم كله بهيئاته البرلمانية و منظماته الإنسانية و الكثير من دول العالم و الشخصيات و رجال الدين يستنكرون هذه الجرائم و تصدر من الهيئات الدولية بيانات تذكر الحكومة بسؤولياتها القانونية و الأخلاقية بحماية أعضاء هذه المنظمة باعتبارهم يخضعون لحماية الأمم المتحدة و تستنكر كل عمل إرهابي يتعرضون له و تطالب الحكومة بمحاسبة الجناة .. و لكن هذا العالم و بكل هيئاته نسى أن لا حكومة في العراق تحكم بالقانون الوطني او القوانين و الأعراف الدولية ولا تحترم تعهداتها مع أي جهة كانت لكونها محكومة من قبل المليشيات و تنفذ أجندات أجنبية و هي عاجزة حتى من تسليم أكثر من ستون جثمانا من ضحايا اعتداءات الحكومة و مليشياتها على هذه المنظمة
و مع ذلك كله فأن العالم يقف متفرجا على مسلسل دموي رهيب الهدف منه القضاء على ما تبقى من هذه المنظمة بواسطة الإرهاب الإيراني و بوسائل عديدة ..
فهل ينتبه العالم المتحضر أن ثمن سكوته هو إبادة الالاف من المواطنين لا ذنب لهم سوى معارضتهم حكومة بلدهم الفاشية ؟؟