19 ديسمبر، 2024 12:13 ص

القابع في رام الله …وحياة المذلة

القابع في رام الله …وحياة المذلة

لقد ذهب الرئيس عرفات بعيدا عندما وقّع مع الصهاينة على اتفاقية اوسلو,المؤكد انه كان يسعى في الحصول على موقع قدم على ارض اصبحت محتلة, غزة اريحا اولا, نواة لقيام الدولة الفلسطينية, تمت تصفيته لأنه يعتبر الاب الروحي للثورة الفلسطينية, على مدى 3 عقود, لم يتحقق أي انجاز لصالح الشعب الفلسطيني, بل استمر قضم الاراضي بإقامة المستوطنات العشوائية على كامل تراب الضفة الغربية لتشكل فسيفساء صهيونيا يجثم على صدور الفلسطينيين, ويبعد عنهم حلم قيام الدولة الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
منظمة التحرير الفلسطينية ونواتها (فتح) تخلت عن الكفاح المسلح, أسقطت البندقية ورفعت غصن الزيتون, لأجل السلام المزعوم, قد تكون الظروف الاقليمية اجبرتها على ذلك, ولكن ان تنغمس القيادة في مستنقع الرذيلة واذلال الشعب, بان تكون الحارس الامين لكيان العدو, والتعاون معه في الابلاغ عن النشطاء الفلسطينيين ومن ثم التسهيل على الكيان باغتيالهم او سجنهم, فذاك يعتبر اقصى انواع العمالة واكثر قساوة مما يرتكبه العدو في حق الشعب الفلسطيني.
الحديث عن إقامة كيان فدرالي بين دولتين, والابقاء على الصهاينة بالمستوطنات والعيش بها وعدم تحديد مدد زمنية على تركها, يعتبر تفريطا فيما تبقى من ارض, وتكبيل الشعب الفلسطيني واستمرار معاناته.
ترى ماذا قدم القابع في رام الله للشعب, انه يقوم بتقديم التنازل تلو الاخر,ويصر على عدم الخروج من اتفاقية اسلو المذلة, لأنه يرى في ذلك نهاية عهده الحافل بالترف من الاموال التي يتبرع بها المجتمع الدولي لسلطته, ولم ينل الجمهور الفلسطيني منها شيئا, بل تصرف على كوادر ورجالات فتح ومن معها الذين يسلكون طريق التفريط في المقدسات.
القدس الشرقية التي اضحت علكة في فم ابي مازن وزبانيته لتكون عاصمة الدولة, اصبحت اليوم محصورة في بضع مواقع, يعاني سكان حي الشيخ جراح اجتياح المستوطنين بصفة متكررة تكاد تكون يومية, تحرسهم شرطة الكيان, أوامر بالإخلاء التعسفي لمساكنهم ومن ثم المبيت في العراء على مرأى ومسمع ابي مازن ولم يتحرك له جفن او ينبس ببنت شفه, الامر لم يعد يعنيه, بل اقصى ما يطمح اليه البقاء في السلطة واستمرار معاناة الشعب وتدفق المساعدات الدولية, ليظل حارسا لبني صهيون.
السلطة المتهرئة الفاسدة, وسيرها في النهج الاستسلامي, شجع العديد من البلاد العربية على اقامة اقوى وامتن العلاقات مع كيان العدو في كافة المجالات الحياتية بما فيها عقد صفقات شراء اسلحة ضمن برنامج التطبيع, ولسان حالهم يقول لسنا حريصين على الشعب الفلسطيني اكثر من قيادته التي انتخبها بنفسه(لسنا ملكيون اكثر من الملك).
أ لم يدرك الشرفاء من مختلف المنظمات التي تعتبر نفسها تحررية, أن الوقت قد حان لإنهاء المهزلة واستبعاد كل من هم في السلطة, بل محاكمتهم على بيع القضية بأثمان بخسه استفادوا منها ,انهم يعيشون حياة الملوك والسلاطين ويرسلون ابناءهم ليتعلموا, ويقيموا الشركات التي تدر عليهم الربح الوفير بالخارج.